أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - إلى اللقاء باريس














المزيد.....

إلى اللقاء باريس


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5289 - 2016 / 9 / 19 - 17:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إلى اللقاء باريس...

أشعر بالحزن كلما غادرت باريس، أشعر أني تركت شيئًا من نفسي هناك، مغامراتي غير المنطقية، الأشخاص الذين ألتقيهم بالصدفة ويدهشوني. أشعر بحرية بالغة وطاقة متجددة هنا، ربما لأن كل شيء جديد وليس مغبرًا في الذاكرة. وأهم ما أسمع في باريس هو الحرف العربي. أشعر بالدفء في باريس، بحرارة الفرنسيين وأرغب في طعامهم اللذيذ. ألتقي قطاعات شبابٍ عربية لم أعهدها من قبل، جرأة، شهامة وانفتاح على المشاعر وخطر.

يقال بأن باريس مدينة العرب، ولا شك أن الشخص يشعر بالجو اللاتيني هنا أكثر قليلاً من بريطانيا، ولهذا من الطبيعي أن تشعر بأنك في بيئة أقرب نسبيًا للمجتمع العربي والبلاد العربية. ويقال أيضًا أنه يمكنك أن تتحدث في أي شيء هنا في باريس ليلاً نهارا. لكني لست متأكدة إن كان هذا صحيحًا تمامًا، خاصة وأن فرنسا تعارض الحجاب، ولو عارضت النقاب عوضًا عن ذلك، لربما أيدناها، من باب أن الحجاب حرية شخصية وحرية تعبير، فيما أن النقاب مغالاة.

وأكاد أشك في أن يلقى المرء أشخاصًا مثل الذين يمكن أن تلقاهم في باريس. وبالتأكيد، فإن الروح الأوروبية مغروسة هنا. ولا ننسى طبعًا شعار الثورة الفرنسية، الموثق في الدستور الفرنسي، والذي ينص على الحرية والمساواة والأخوة. وما أجمل هذه الأفكار القديمة الأصيلة، وَيَا له من شعار رائع لما فيه من معاني عميقة، تحدد أصول تعاملنا مع بعض. إن أي شعب أو فرد متعطش للحرية، لا يمكن أن يكتفي منها أبدًا. لكن تبقى هناك حرياتٍ منقوصة دائمًا وأبدًا. وهنا، أطرح الأسئلة التالية: من يحدد أسس الحرية؟ الفرد أم المجتمع؟ المواطن أم الدولة؟ لماذا نطيع كل القوانين؟ حتى تلك التي تضرنا وتهدد مصالحنا؟ هل دولة القانون الحقيقي ودولة المؤسسات هي الدولة الأكثر عدلاً؟ أليست المعطيات كلها أمامنا؟

لماذا كل هذا العداء للعلمانية؟ أو الحقد؟ فالعلمانية تعطي الأفراد خيارات، تعطيك الخيار بأن تكون ما تريد وأن لا تجامل على حساب نفسك. وبالنسبة لي، فإن فصل الدين عن الدولة، أمر محسوم، لأَنِّي لا أفهم مسألة الخلافة الإلهية. وربما في الغرب الديمقراطي يحاولون التأكيد على أنه لا وجود لهكذا خلافة، لكني لست متأكدة من أن هذا الكلام صحيح تمامًا. ولو جمعنا أديان العالم، لوجدنا أنها لا بد أن تكون بأعدادها الكثيرة، لكن كل ديانة لا بد أن هي الصحيحة، بالنسبة لمتبعيها. وهذا يعني أن هناك تعددية في الخلافة الإلهية، أو هكذا ينبغي أن تكون، إذا أردنا أن لا ننتهج سياسة الإقصاء. ويتردد أن الدين هو مصدر كل الشرور.

ونستطيع أن نقول أن الديانات الإبراهيمية الثلاثة هي على الأغلب أكثر الديانات تصارعًا، رغم تقاربها من بعضها البعض. وفي النهاية، الهدف هو حكم العالم. وهذا لا يحصل دون إضعاف بعض الأطراف لصالح أطرافٍ أخرى. وببساطة شديدة، الأفعال والأحداث التاريخية تكشف تناقضاتنا. عندها نخلط الأمور ونحارب العلمانية عوضًا عن أن نوقف هوس الخلافة الإلهية المستشري بين الأديان المتناحرة. ولهذا يجب أن تقف العلمانية في وجه الصهيوني والصليبي والداعشي وأشباههم الذين يبدون وكأنهم يريدون أن يدمروا هذاالكوكب، الذي نعيش فيه ويجلبوا علينا يوم القيامة، ربما مبكرًا جدًا. وربما يجعلوها حقيقة قائمة بسبب أفكارهم المتداولة. فبعض دراسات البرمجة اللغوية تشير إلى أن الإنسان يستجلب مصيره من أفكاره، التي لا بد يكررها حتى يتشبع بها العقل الباطن، ثم تصبح حقيقة بسبب سلوكنا المبرمج.

كل الحروب الدينية لا جدوى منها، لأن كل الأطراف ليست صادقة معنا. بل يوردون لنا أجنداتهم، وعلينا إما أن نشتري، أو نبيع. علينا أن نعي أن المنطقة العربية ستدخل في منعطفات حادة، وربما تسودنا حالة شك تفرز أسئلة جدية عن الهوية. من أنا؟ من نحن؟ ومن الأفضل أن نتسلح بالعلم والعقلانية، عوضًا عن التعصب والتطرف، لأنه هذا سيقودنا إلى محرقة جديدة، يكون ضحيتها العرب. لكن العالم يستعد، وعلينا أن نختار الأقوى ومن سيغلب طبعًا، لكن قبل هذا علينا أن نختار من ننسجم معه، ومن لن يخذلنا وربما نختار من نعتقد أنه الحق! ولنكن مستعدين أيضًا لوضع أن لا يكون لدينا أي خيارٍ على الإطلاق.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من لندن إلى باريس لقضاء العيد وقصة الجاسوسة القديمة على الحد ...
- باريس ولندن والكيس أبو خمسة قروش
- باريس وتفجيرات نيس والخدمة العربية
- باريس وتفجيرات نيس والتطرف
- لماذا لا يتعاطف العالم مع الإستشهادي الفلسطيني؟
- لمن يكره الفلسطينيين: حلوا عنا
- فلسطين وحواراتي مع اليهود
- فلسطين: اللاسلم واللاحرب
- فلسطين وطن وليست أرض ميعاد
- فلسطين أول مرة
- بريطانيا والإتحاد الأوروبي 2: الأجندة الداخلية والخارجية
- بريطانيا والإتحاد الأوروبي 1: بريطانيا، هل هي صاحبة الحق؟
- بريطانيا تقف وحيدة والصليبيون الجدد عائدون
- الشرطة العربية 4: التلفيق والتصديق
- الشرطة العربية 3 : العرف العشائري أقوى من القانون المدني
- الشرطة العربية 2: القانون والقضاء أم الواسطة والعشيرة؟
- الشرطة العربية 2: القانون والقضاء أم الواسطة والعشيرة
- الشرطة العربية: إضرب، فليس غيرك مستبد!
- المرأة العربية 10: حرية المرأة بين مطرقة التحرر وسندان الذكو ...
- عزيز لعمارتي : الصالون الأدبي ببروكسل الواجهة الثقافية للمنت ...


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - إلى اللقاء باريس