أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - ضاع محمد والوطن














المزيد.....

ضاع محمد والوطن


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5289 - 2016 / 9 / 19 - 11:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



رويدا رويدا تعلمت الخروج الى الشارع لتبتاع بعض حاجياتها. تخصص لها بعض المعونات الاجتماعية وتستطيع شراء بعض المستلزمات الضرورية من احد المتاجر الكبيرة المنتشرة في المدينة

كانت تذهب بصحبة ولدها الصغير محمد . لم يزل صغيرا ، لم تفلح في ايجاد مكان له في احدى الحضانات الى الان . قدمت اوراقه للعديد منها ..وراحت تنتظر

كان محمد هادئ الطباع ،اسمر البشرة. ورغم غزارة شعره الاسود لكنه كان قريب الشبه من اي طفل في العاصمة الالمانية برلين التي اكتظت بمواطنين من قوميات مختلفة

للحظات دلفت الى احدى المحال التجارية تسأل عن سلعة معروضة ببابه. هي لحظة القدر التي غفلت فيها عن محمدها. خرجت ،لكنها لم تجده. اختفى صغيرها بين المارة . راحت تبحث عنه كالمجنونة لكن دون جدوى
سارعت تطلب النجدة من الجميع فتحت حقيبتها لتخرج صورته. عرضتها على الجميع.. لكنها لم تتلقى أي جواب. نادرا ما يكون هناك من يلتفت للاخرين الكل مشغول بنفسه. يشارك أحدهم الاخرين الطريق لكنه لوحده!. اذن اختفى . لم يبقى لديها غير الشرطة. هرعت اليها . فوزعوا صوره على كل القنوات التلفزيونية والنت في كل المحطات والاماكن العامة

هل يعقل اختفاءه. نشرت الجرائد صورته. بعضها على الصفحة الاولى مع مكافأة مالية من بلدية برلين لمن يعثر عليه . لكن لم يستدل عليه احد

رويت قصص العداء للاجانب لترويعهم بترك البلاد ،والعودة لمواطنهم الاصلية. نشاط اليمين المتطرف. البعض الاخر حركت القصة فيه بعض انسانيته. وما دخل الطفل بكل هذا، فهو بريء لا ذنب له. واستمر الحال حتى كادت قصته تطوى مثل عشرات غيرها في سجل الاحداث اليومية المتسارعة. لولا تقرير مؤلم عن قاتل متسلسل مصاب بالبتوفيليا وهو مرض الشذوذ الجنسي مع الاطفال
وملخص الفاجعة .. ان جارته لمحته يرمي شيئا غريبا خلف حديقة بيته فسارعت تبلغ عنه، فاذا هي جثة محمد.. الطفل المهاجر الصغير الذي غفلت عنه امه المنكوبة لحظة واحدة ليخطفه فيها القدر العاثر وتخسره الى الابد

المجرم اخذه ببرودة اعصاب معه. سلمه الصغير يده مثلما نفعل كل يوم باقدارنا كل بغفلته ،وسذاجته ، وحسن نيته بما يعد له. وذهب طائعا بين زحام الشارع الى الموت المؤكد بعدما اغتصبه المجرم ،ورمى جثته في قمامة المنزل

هربت به من ضياع العصابات الدخيلة ، وتجنيد ،وتعذيب واغتصاب الاطفال في بلدها المنكوب الى بلد المهجر الامن. فاخذه منها دون ان ينبس ببنت شفه... كل ما خافت منه حدث بلحظة . وما بين بلد صار صرحه حجارة واخر تشهق بناياته لعنان السماء عمرانا ورقيا . ضاع وطنها مرتين . واختلط عليها نوع المناحة ترى أتندب ندما ام سخرية من عالمين متناقضين بكل شيء..
مع هذا ضاع بينهما الوطن مرتين. فماتت بينهما مرتين



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يظل اللون ارجواني اللبوة الجريحة
- لما يزعجك دكاني
- عندما تكون العيد
- أصفار شهادة الميلاد
- يظل القيد ارجواني- الخديعة
- يظل القيد ارجواني -الطاعة اولا
- يظل القيد ارجواني-التمرد
- خياطة تقود ثورة
- كان له
- وضاع الوطن مرتين
- ترحل وقيودها معها
- مخالب الامومة
- اغراء لاينتهي
- فرنسا تلعب بهن
- اوراق انثى . النادلة
- السلطان في حدائق الكون
- رماد النقاب
- رفعة رأس بالمايوه
- خوذ العار
- كتبوا (يطالبون باعادة نظام الجواري)هم


المزيد.....




- مصر.. محكمة ترفض طعن فنان مصري شهير متهم بالاعتداء الجنسي و ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة الجديدة 2025 وزارة العمل ...
- كيفية تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2025 الوكال ...
- يبدأ منذ المراهقة.. لماذا تصاب النساء بالاكتئاب أكثر من الرج ...
- خطأ فادح.. امرأة ترمي ثروة بيتكوين بقيمة 3.8 مليون دولار في ...
- بمناسبة عيد الفطر.. رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالب ...
- لبنان يعلن مقتل 3 أشخاص بينهم امرأة في غارة إسرائيلية على بي ...
- معجزة تحت الأنقاض.. إنقاذ امرأة حامل بعد 60 ساعة من زلزال مي ...
- عمل المرأة بين تحقيق الطموح وحقوق الأمومة
- طريقة تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 “الوكالة الوطن ...


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - ضاع محمد والوطن