أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - جسور مقاطعة ماديسون














المزيد.....

جسور مقاطعة ماديسون


وليد الأسطل

الحوار المتمدن-العدد: 5289 - 2016 / 9 / 19 - 00:44
المحور: الادب والفن
    


يقول محمود درويش عن الحبّ في قصيدته المُعَنْوَنَة(هو الحبُّ قاتلٌ و بريء) يُفاجِئُنَا حين ننسى عواطفنا. هذا ما حدث مع فرانشيسكا (ميريل ستريب) و روبرت ( كلينت إيست وود) في فيلم (جسور مقاطعة ماديسون) the bridges of madison county، فرانشيسكا ربّة العائلة الإيطالّيّة الأصل، ذات الشخصيّة الحالمة و الطّموحة و المحافظة إلى حَدٍّ ما في نفس الوقت، و روبرت المصوّر المتجوّل، الّذي يعمل لصالح ناشيونال جيوغرافيك، عندما تجمعهما الحياة دون سابق إنذار في غياب اِبنَيْ فرانشيسكا و زوجها الطيّب المُفتَقِر إلى الجاذبية و إلى سِحر الشَّبَق.
فيلم جسور مقاطعة ماديسون، قصّة الحُبِّ الكبير، الّذي لا يَطرُق قلوبَنا إلّا مَرَّة واحدة في الحياة، أو قد نحيا عمرَنَا كلّه دون أن يعترض سبيلنا.
هكذا تتذوّق فرانشيسكا هذا الحُبِّ دون أن تأكلَ منه حتّى التُّخمَة، خَشيَة ما سَيَحِيق بزوجها من أَلَمٍ و معاناة إذا ما اِنفَصَلتْ عنه، و أيضاً خَشيةَ أن تتناهشها أَلسِنَةُ أهل القرية.
إنّ الجريمة الأكبر منَ الخيانَة الزَّوجيّة من وجهة نظري، هي الجريمة الّتي نرتكبها في حقّ أنفسنا، عندما نرتبط بشخصٍ لأنّه طيّب حتّى و إن كنّا لا نُحبّه ، أو لأنّه ينبغي علينا أن نتزوّج، لأنّ الجميع يتزوّجون، أو لأنّه ينبغي علينا إيجاد قَنَاةٍ (شَرْعِيَّةٍ) لِتفريغِ سُعَارِنَا الجِنسِيّ. كان لهذا المَنطِق الأَعوَج أن يَستَقِيم، لَوْ كنَّا كلاباً مثلاً، أمّا و نحن بشر فالأمر يتطلّب أكثرَ من هذا بكثير، إنّنا نتزوّج لنمارس الحبّ، و ليس لنمارس الجنس.
تقول فرانشيسكا محدّثةً نفسها، و هي جالسة على مائدةِ العَشَاء معَ أُسرَتِهَا، بعد رؤيتها لروبرت للمرّة الأخيرة (لقد أَدرَكتُ أنَّ الحُبَّ لا يُطِيعُ توقّعاتنا، إنّ سرَّهُ نَقِيٌّ و مُطلَق، ما كُنّا نَملِكُهُ أنا و روبَرت ما كان لِيَدُوم لَوْ كنّا معاً، و الّذي نتشاركه أنا و ريشار (زوجها) يَختَفِي إذا ِفتَرَقنَا)، إنّني أوافقها في مقدّمة كلامها و أخالفها في الذي اِنتَهَت إليه كاِستنتاج إلى أقصى حدود المخالَفَة، فبالنّسبة لي إنّ أَلْفَ اِنفِصَالٍ سَبَقَهُ حُبٌّ جارِف، أفضل بما لا يُقَاس بما يُسَمّى زواجاً (نَاجِحاً)، ليس قائماً على حُبٍّ عميق، لأنّ حَقّنا في الحُبّ مُقَدَّمٌ على حَقِّنَا في الزّواج. إنّ الزّواج ثمرَةُ الحُبِّ و اِبنُهُ، حتّى و إن كان هذا الاِبنُ عاقّاً و مُتَمَرِّداً، فإنّي أتحمّلُه و أحبّه أكثَر مِن أَلْفِ زواجٍ أشبه بألفِ ولَدٍ لقيطٍ مُطِيعٍ تُنسَبُ إليَّ أُبُوَّتُهُ عُنوَةً.
قد تكون الصّراحةُ سَمِجَةً في مَواطِنَ كثيرةٍ إلّا أنّها في الحُبِّ تكون مُستَحَبَّة، لأنّه لا مجامَلَةَ في الحُبّ، فالحُبُّ يكون أو لا يكون، و إنّ الشّفقةَ كثيراً ما تكون مَندُوبَةً إلّا في الحبّ، فحذَارِ منَ الشّفقة، كما صاحَ ستيفان زفايج مُعلِناً ذلك في روايتِهِ الخالدة (حذارِ مِنَ الشَّفَقة)، و كما أوضحه جلال أمين في سيرته الذّاتيّة الموسومَة بماذا عَلَّمَتنِي الحياة؟ عندما كان بصدد الحديث عن شكل العلاقة، التي كانت بين أبيه الأديب الكبير أحمد أمين و أمّه ، و الّتي يصفها بالبرود العاطفي من قِبَل الأب، والتّوجّس و التّرَقّب من قِبَل الأمّ، التي كانت لا تفتأ تحبُلُ وَ تَلِد رَغم تذمّر أحمد أمين، و إصراره العَبَثِيِّ على الإجهاض، و اِكتشاف جلال أمين في مذكّرات والده جملَةً، لطالما كرّرها أحمد أمين (إنّ زوجتي ليست جميلة و لكن أرجو أن أصل إلى مرحلة القناعة بها كزوجة). لماذا كلّ هذا العناء أستاذنا الكبير؟ لماذا تزوّجتها بدايَةً فشقيتَ بها و أشقَيتَهَا المسكينة؟ أمّا إن اِعتَرَضَ عَلَيَّ مُعتَرِض بقولِه أين أنت من كلام النّاس و عادات و تقاليد المجتَمع؟ فأجيبه بجملة كتبها حيدر حيدر في روايته (وليمة لأعشاب البحر) مُعَنِّفاً معَانٍ قريبة من هذه المعاني (لقد مَسَحتُ بها مُؤخِّرَتِي منذ زمنٍ بعيد).



#وليد_الأسطل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشّموع
- نَدَى كفِّك
- لماذا نكتب الشعر؟
- سينما باراديزو
- الأَوْلَى بِقَلبِك
- لا رجوع
- العَصَا السِّحرِيَّة
- لا يُرِي النَّاسَ وَجهَه
- أين الحقيقة؟
- مَنْ أَكُون؟
- حَظُّ شَاعِر
- الشِّعر
- فِتنة الشّعر
- نِهاية عذاب
- أَلَمْ
- منير الأسطل هَمسَةُ مُحِبّ
- منير الأسطل همسة محبّ
- الإلهام
- دَوْماً حاضِرَة
- حَيَوَاتٌ في ذِكرَيَات


المزيد.....




- الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد يحتفي بالفنان غالب جو ...
- “هتموت من الضحك ” سعرها 150 جنية في السينما .. فيلم سيكو عص ...
- جوائز الدورة الـ 11 من مهرجان -أفلام السعودية-.. القائمة الك ...
- ما الذي نعرفه عن العقيدة الكاثوليكية؟
- روسيا ترفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لأفغانستان لدى موسكو
- فيلم Conclave يحقق فقزة هائلة بنسب المشاهدة بعد وفاة البابا ...
- -تسنيم-: السبت تنطلق المفاوضات الفنية على مستوى الخبراء تليه ...
- مصر.. الحكم على نجل فنان شهير بالحبس في واقعة قتل ومخدرات
- -فخّ الهويّات-.. حسن أوريد يحذّر من تحول الهويات لسلاح إقصاء ...
- -هيئة الأدب- تدشن جناح مدينة الرياض بمعرض بوينس آيرس الدولي ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - جسور مقاطعة ماديسون