|
خطف وتعذيب شباب المسلمين الذين تنصروا
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 1410 - 2005 / 12 / 25 - 11:39
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
حي علي الفلاح : أنا رجل علماني.. وكما يعرف الجميع.. بمعني أنني أحترم حق كل انسان في اعتناق ما يقنعه من الأديان ، وحقه في عدم اعتناق أي دين ..وكل انسان مسئول عن نفسه فقط – طالما بلغ سن الرشد – وطالما أنه لم يجبر علي عقيدة معينة ، ومادام انسانا يحترم الآخرين ويقر حقوقهم – مثما له حقه – في حرية العقيدة أو اللاعقيدة .. وأنا أحب أي انسان من أية عقيدة طالما أنه لا يؤذي غيره ولا يرهبه ، وطالما كل الناس سالمين من لسانه ويده ولا يعنيني بالكثير ولا القليل أن يتأسلم من يتأسلم ولا يتنصر من يتنصر ، أو يتهود من يتهود ، أو يتمجس من يتمجس - نسبة الي المجوسية – أو يتبهأ من يتبهأ – نسبةالي ديانة البهائية .. مادام انسانا مسالما ويحب البشر ولا يضر بخلق الله فهو علي عيني وفوق رأسي ..
مباحث أمن الله (!) ونيابة أمن المولي (!!)
منذ أواخر الستينيات ، أو أوائل السبعينيات ، و كل ما يقرب من عشرسنوات .. أتذكر أنني أقرأ بالصحف المصرية خبر ضبط شبكة للتنصير بالجامعات – شبكة .. ! علي غرار تعبير : شبكة جاسوسية ..!! –ويقال أنه تم القبض علي عدد من طلاب جامعة الاسكندرية قامت الشبكة بتنصيرهم .. ومرات أخري بأماكن أخري ..وأنه قد تم القبض علي من تنصروا وحبسهم واحضار شيخ لاعادتهم الي الحظيرة الايمانية السعيدة مرة أخري ..(!!) وأذكر أنني عندما زرت لبنان عام 1973 قبل الحرب الأهلية اللعينة .. حيث كان لبنان قلعة للحرية بالمنطقة – كافة ألوان الحرية – الحرية السياسية، وحرية العقيدة الدينية ...أن رأيت كيف يتنقل الناس بين الأديان د ونما مشاكل وبدون أدني تدخل من الأجهزة الأمنية ولا تدخل يذكر من الأهل ..فالدين علاقة بين الانسان وربه .. وكل انسان - راشد – هو حر في تحديد تلك العلاقة ولا حق لأحد في التدخل فيها – لا الدولة ولا الأهل – وعلي الانترنت وبعض القنوات الفضائية مثلما نسمع ونقرأ عن مسيحيات مصريات يخطفن ويجبرن علي الاسلام في مصر - وهي مهزلة تنفرد بها مصر وحدها دون كل دول العالم – كذلك نسمع ونقرأ لمسلمين ومسلمات تحولوا الي المسيحية ولقوا اضطهادا وتعذيبا من كل من الدولة والأهل معا ..(!) ومن هؤلاء أسماء : السيدة / ناهد متولي ، والسيد/ أحمد أباظة ، والسيدة " فرحة " – اسمها بعد التنصر -، والسيد صادق عبد المسيح – اسمه بعد التنصر – وغيرهم كثيرون ، بعضهم من عائلات مصرية كبيرة وشهيرة ، بعضهم أزهريون ، أو أعضاء سابقون في جماعات اسلامية .. ولهم كتب وشرائط سجلوا عليها ما تعرضوا له من الاضطهاد والتعذيب ... وكان يمكنني ألا أصدق كل هؤلاء ، وأعتبر أسماءهم وهمية .. لولا أنني رأيت بنفسي في السجن السياسي –2000 : 2003 – مسلمين اعتقلوا لمدة سنة كاملة وعذبوا ، لأنهم اعتنقوا المسيحية..، وأطلعت بعيني علي آثار التعذيب علي أجسادهم .. ، ورأيت وعرفت بنفسي أيضا مسلمين اعتقلوا لمدة سنة كاملة – ما يقرب من عشرين فردا – لأنهم اعتتنقوا الديانة البهائية بعدما اقتنعوا بها ..وتركوا الديانة الاسلامية ، واناس اعتقلوا لأنهم اعتنقوا المذهب الشيعي . وأعتقد في أن جهاز مباحث أمن الدولة بمصر ليس هو الذي يقوم بعذيب هؤلاء المسلمين الذين تنصروا ، ولا بخطف بنات الأقباط واجبارهن علي التأسلم .. وانما الذي يقوم بذلك هو في اعتقادي جهاز حكومي اسمه : مباحث أمن الله ...(!!!) والنيابة التي تقوم بالتحقيق في تلك القضايا غير نيابة أمن الدولة ، واسمها : نيابة أمن المولي ( جل شأنه ..) ! أو بمعني أصح .. يبدو أن جهاز مباحث أمن الدولة، ونيابة أمن الدولة قد قاما بتغيير نشاطهما من أمن للدولة الي أمن الله ، أمن للمولي .. ! ربما بعد أن وجدوا أن سياسة النظام القائم لا صلة لها بما فيه صالح الدولة ولا عمل لها سوي الاضرار بالدولة.. بالوطن والمواطن .. لأن البلد الذي له فعلا مباحث لأمن الدولة أو نيابة لأمن الدولة .. لا يمكن أن ينشغل أي من هذين الجهازين أبدا بمثل تلك المسائل ..لأن شغلهما هو ما يهم أمن الوطن والمواطن .. لا أمن الدين.. فالدين له رب يحميه .. أما أمن الوطن والمواطن فذاك شغل جهازي مباحث ونيابة أمن الدولة - ان وجدا .. – ولو تحول كل سكان مصر الي المسيحية أو اليهودية أو حتي عادوا لعبادة البقرة حتحور ، أو لعبادة العجل أبيس – من آلهة أجدادنا المصريين القدماء -... فان ذلك لن يمس أمن الدولة بأي شيء مادام كل مواطن يعرف ما له وما عليه تجاه وطنه ، وتجاه باقي المواطنين ، ويؤدي عمله بأمانة ويحترم حقوق غيره فان أمن الدولة سوف يبقي بخير .. تماما كما هو حال أمن الدولة بالهند .. حيث مئات الملايين لا يقدسون الله بتاعنا.. وانما يقدسون البقرة ، وأمن الدولة هناك بخير ، وربنا عارف الحكاية دي من قبل ما يخلقهم بمئات الملايين من السنين .. يعرف انهم سوق يفقدسون البقرة.. ومع ذلك خلقهم ، ويرزقهم ، وموش زعلان ولا حاجة ..لأنه كبير .. ولو كان في ذلك ما يمس أمنه .. فهو كفيل بحماية أمنه ، بدون طلب مساعدة من جهاز مباحث أمن الدولة الهندي ..(!).. ولو أن كل سكان الكرة الأرضية 6 مليار وربع المليار نسمة قد تحولوا الي عبادة الشيطان - وهي عبادة موجودة بعدد من الدول - .. لما تزعزع أمن الله .. ولما سقط كرسي العرش الالهي.. لأنه قبل أن يخلق الله جميع سكان الكرة الأرضية بمدة 6 مليار وربع المليار من السنين ( الضوئية ) كان الله موجودا .. وعرشه كان موجودا ولم يهدد أمنه ولا عرشه أي شيء ولا أي أحد.. وبعد أن نموت جميعا نحن ال6 ستة مليارات وربع المليار من البشر .. وأٌقصاها 150 سنة لن يكون ولا واحد منا فوق ظهر الأرض وانما سنكون جميعها تحت التراب – موتي ، كمن سبقونا الي الموت من ملايين السنين – وما أسرع ال150 سنة وما أقصرها .. انها لمحة بصر بالنسبة لعمر البشر علي الأرض ..بعد أن نموت جميعا ب 6 ستة مليارات وربع المليار من السنوات ( الضوئية..! ) .. : سوف يبقي الله موجودا .. ولن يهتز كرسيه ولن يتزعزع أمنه .. تلك حقيقة يفهمها كل من لديه ولو 1% من العقل أما الوحيد الذي يحتاج لأن يفهم ذلك .. ويعتقد في أن تحول بضعة أشخاص من الاسلام الي المسيحية سوف يزعزع أمن الله (!!).. ويهز كرسي عرشه(!) وأن اجبار بعض الفتيات القبطيات المصريات – أو استدراجهن أو اغوائهن - علي التأسلم .. سوف يدعم كرسي العرش الالهي ويحميه ، ويعزز أمن الله ويجعله يستتب..(!) الوحيد الذي يتصور ذلك .. والوحيد الذي يفكر بمثل تلك العقلية هو :
جهاز مباحث أمن الله : في مصر ..(!) وجهاز نيابة أمن المولي : في مصر ..(!) والدولة التي لديها ( فعلا ..) جهاز اسمه " مباحث أمن الدولة ، وجهاز – فعلا - اسمه : نيابة أمن الدولة .. لا يمكن – جهاز حقيقي بذاك الاسم والفعل – أن يشغل نفسه بمثل تلك الترهات .. لأن وراءه دائما قضايا أخري ومهام خطيرة هي في الصميم من أمن الدولة .. فلا يجوز - مثلا – أن يترك دقيق التموين الخاص برغيف الخبز – الغذاء ارئيسي للشعب - يسرق ويباع في السوق السوداء ، ولا يجد المواطن الفقير – أي غالبية الشعب المصري – أمامه سوي رغيف الخبز الناقص الوزن ، أو الرغيف الباهظ الثمن .. مما يتسبب معه جوع الشعب ، ومع الجوع يتزعزع أمن الدولة ..- مثلا .. لمن يدرك ، ولمن يفهم .. – والدولة التي لها – فعلا..- جهاز لحماية أمنها اسمه : مباحث أمن الدولة ، ونيابة اسمها نيابة أمن الدولة – أمن دولة فعلا .. من المستحيل علي من يسرقوا المليارات من مال الدولة ، وممنوعين من مغادرة البلاد بأمر قضائي .. أن يتمكنوا من مغادرة مطار العاصمة ، لأن فرارهم بالمليارات من مال الشعب سوف يزعزع اقتصاد الدولة وبالتالي يتزعزع أمنها وأمانها .. وعندما يكون هناك جهاز لأمن الدولة فعلا – مباحث ونيابة - .. فانه يستحيل السماح لجماعة محظورة قانونا .. بدخول الاتخابات ووصول 88 من أعضائها للجلوس تحت قبة البرلمان كممثلين للشعب الذي يشكلون خطرا علي أمنه، وبموجب قانون الحظر القائم عليهم لا يمكن أن يتم ذلك تحت زعم الديموقراطية أو أي زعم آخر .. (!) حماية لأمن الدولة ... تلك 3 أمثلة سريعة وصغيرة – وكبيرة أيضا - .. وما أكثر الأمثلة .. ولو أن أمن الله من الممكن أن يتعرض للخطر فعلا بسبب ناس تنصرت ولا ناس تأسلمت .. أو أية أشياء من مثل ذاك الكلام...(!) ولو أن الله قد احتاج الي مساعدة أحد من البشر لحفظ أمنه .. فان آخر من يفكر في طلب مساعدتهم هم : عباده المباحثيون .. (!) لأن المباحثيين بحكم طبيعة عملهم هم أبعد خلق الله عن الله .. وهم آخر من يفكرون في الله ، وآخر من يخافون الله ... والذين يخطفون صحفيا ويضربونه ويجردونه من ملابسه تماما ويلقونه بصحراء الهرم ليلا عاريا كما ولدته أمه .. الله و أديانه والملائكة والشياطين أيضا أبرياء منهم ومن أفعالهم.. والله ليس بحاجة الي مساعتهم لحماية دينه أو أديانه ، لا هم ولا غيرهم ، فهو قادر علي ذلك .. أما تطوعهم بذلك من تلقاء أنفسهم وبدون طلب من صاحب الشأن " الله " الذي يعين ولا يعان ..فهذا أمر يبعث علي الضحك وعلي البكاء في وقت واحد ..وكذلك هو أمر يبعث علي الشك والريبة خصوصا وأن الله لا دخل له في عملية انفاق أموال النفط السعودي ، من مبالغ تصرف لأجهزة المباحث لصرفهم عن حماية أمن بلادهم وشغلهم بحماية أمن الله (!) وتغدق عليهم أموالا تحت أسماء : هدايا أو هبايا ومكافآت .. بينما اسمها الحقيقي هو : ( ر......وة ). فيا أيها الأخوة المباحثيون .. لا شكر الله سعيكم ، فيما تفعلونه .. وأسألوه أن يغفر لكم أما كفاكم عبثا بأمور الدنيا ..؟! لا تضيفوا المزيد الي ذنوبكم .. فما أثقلها وما أقبحها..
وعفوا أنفسكم عن قبول هدايا (...!) أموال النفط السعودي. كي لا تسكب نفطا حارقا علي رؤوسكم يوم القيامة يا عباد الله المباحثيين.. عليكم بأمور عملكم : حماية أمن الدولة .. أمن الوطن والمواطن أما أمن الله ، وأمن أديانه ، فالله كفيل بحمايتها .. فدعوها لله.. (عسي .. أن يغفر لكم ..)
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حلق .. حوش
-
متي ينقلب النظام المصري علي الاخوان المسلمين ؟!
-
الاخوان المسلمون وعجين الفلاحة
-
هل تسقط حضارة غزو الفضاء ؟!!!
-
الاخوان المسلمون والسياحة
-
مرشد الاخوان يؤيد قتل العراقيين بكل قوة (!!!)
-
بكائية علي مفكر باع نفسه (!)
-
الي المؤتمر الاسلامي الجاري عقده في : جدة
-
الي الجيش المصري : رسالة من تركيا
-
نطلب الهداية.. - 3 -
-
مصر يشهادة كتاب القصر
-
نعم : عربي ده يا مرسي ..- ردا علي دكتور عمرو اسماعيل
-
نطلب الهداية (2)
-
نطلب الهداية
-
كلمتي لمؤتمر واشنطن
-
سوريا ؟ أم ايران ؟ المنبع أم المصب ؟
-
العقلية الفاشية : أحمد نجاد وأخوته - كنماذج -
-
أحلام مصرية بعد التحرر من الديكتاتورية -2 -
-
أم كلثوم القرن الواحد والعشرين أين هي ؟!
-
أحلام مصرية بعدالتحرر من الديكتاتورية
المزيد.....
-
قد لا تصدق.. فيديو يوثق طفل بعمر 3 سنوات ينقذ جدته المصابة
-
مستشار ألمانيا المقبل يواجه طريقًا وعرًا لتعديل سياسة -كبح ا
...
-
اندلاع النيران في محرك طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية ع
...
-
الموحدون الدروز في سوريا وتحديات العلاقة مع السلطة الجديدة
-
أمريكا وإسرائيل تتطلعان إلى أفريقيا لإعادة توطين غزاويين
-
موريتانيا.. حبس ناشط سياسي بتهمة -إهانة- رئيس الجمهورية
-
مترو موسكو يحدّث أسطول قطاراته (فيديو)
-
تايلاند تحتفل باليوم الوطني للفيل (فيديو)
-
اختتام مناورات -الحزام الأمني البحري 2025- بين روسيا والصين
...
-
القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|