خواطر لمن يعقلون – ج95

مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 5288 - 2016 / 9 / 18 - 17:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

خواطر لمن يعقلون – ج95
.
1..
"وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء" (سورة هود، 7). هل كان الماء موجودا منذ الأزل؟ أم أن الله خلق الماء عندما خلق عرشه ليكون له قاعدة تحمله، مثلما يحمل الماء القارب أو الزورق؟ ثم أليس هو القائل: "الذين يحملون العرش ومن حوله" (غافر، 7)؟ فهل الملائكة تحمل العرش وهو أصلا محمول على الماء؟ وما فائدة حملة العرش أصلا في هذه الحالة مادام العرش لا يحتاجهم لوجود الماء؟ وهل إذا تخلى حملة العرش عن حمله سيغرق العرش في الماء؟ فلماذا لم يغرق العرش قبل أن يفكر في خلقهم وتكليفهم بمهمة حمله؟ أم أن السّر في وجود حملة العرش أن الماء جفّ تحت العرش فلم يعد هناك ما يحمله ممّا إستدعى خلق حملة العرش؟ أم ماذا يا هذا؟ تتعدد الأسئلة ولا جواب، لسبب واحد وبسيط هو أن القرآن كومة هائلة من الخرافات المتناقضة التي يضرب بعضها بعضا والتي لا تستوي ولا تصمد أمام التفكير المنطقي. لذلك ليس مطلوبا من المسلم السؤال لأنه مدخل للشك ودافع للتفكير وإعمال العقل، بل كل المطلوب أن يؤمن بالقرآن ويرتل خزعبلاته التي لا يفهمها أحد والتي لا تستقيم أصلا وتخدير العقل بخرافة "القرآن المعجزة" لإبعاد شبح العقل الذي يهدد عرش الرحمن الخرافي وعروش من يسترزقون من هذه التفاهات ومن حماقة المؤمنين. ولكن نهاية الخرافة قريبة جدا.
.
2..
يفتخر المسلمون من شمال إفريقيا بأسماء يعتبرونها رموزا لهم وقادة عظاما، من بينهم طارق بن زياد. لكن، هل يعرفون أن طارق بن زياد هذا لم يكن عربيا بل كان أمازيغي الأصل ممن يسمونهم البربر؟ هذا يعني أنهم يفتخرون بمن خان أصله وإنقلب على أهله بسبب مصالح سياسية ومادية، فأصبح مع المسلمين يحارب ذويه من الأمازيغ ويجبرهم على الإسلام أو دفع الجزية أو القتل، مثلما ينص على ذلك القرآن، لأن أهل شمال إفريقيا كان أغلبهم مسيحيين مع وجود قبائل وثنية حتى دخول الإستعمار العربي الإسلامي وإحتلاله بلادهم. فالمسلمون من شمال إفريقيا الذين يفتخرون بطارق بن زياد، عليهم أن لا يتحدثوا عن الأمانة والوفاء والصدق، فذلك لا يستقيم مع إفتخارهم بمن خان أصله وأهله. فإما أن يمجدوا الخيانة كما يمجدون طارق بن زياد أو أن يتبرأوا من الخيانة ومن طارق بن زياد نفسه. لكن، حتى في الحالة الثانية، لن يستقيم لهم الأمر، لأنهم هم أنفسهم، بإدعائهم العروبة وإنحيازهم للإسلام، خونة لأجدادهم ولتاريخ بلادهم التي يعيشون عليها.
.
-----------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths
3.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix

#مالك_بارودي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات