أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا يتجاهل المستشرقون والإسلاميون (المعجزات) المصرية؟















المزيد.....

لماذا يتجاهل المستشرقون والإسلاميون (المعجزات) المصرية؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5287 - 2016 / 9 / 17 - 13:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا يتجاهل المستشرقون والإسلاميون (المعجزات) المصرية؟
طلعت رضوان
لماذا فصل الإله (شو) السماء عن الأرض؟
كيف عرف المصريون أنّ القمر يستمد نوره من الشمس؟
لا يمتلك العقل الحر جرأة الحكم على ضمائر غيره، ولذلك فإننى أضع احتمال (حـُـسن النية) ولكن هذا لا ينفى حق التعرض بالنقد للمستشرقين الذين ارتدوا عمامة شيوخ الإسلام، وردّدوا مقولاتهم الساذجة عن أنّ القرآن سبق العلم الحديث فى كل مجالات العلوم الطبيعية. ومن بين الذين دخلوا هذا المجال، الذى يدر الكثيرمن الأموال، الجراح الفرنسى موريس بوكاى فى كتابه (القرآن والتوراة والإنجيل والعلم) الصادر عن مؤسسة اقرأ الإسلامية- عام2014.
من بين استشهاداته الكثيرة على (معجزة القرآن العلمية) فصل السماء عن الأرض، وعلــّـل تلك المعجزة بربطها بالعلوم الحديثة، خاصة علم الفلك، وأسهب فى ذكر العديد من الآيات ليؤكد صحة تحليله فكتب ((ولكى نفهم معانى تلك الآيات يجب الاستعانة بأحدث الملاحظات البشرية حول وجود مادة (كونية) خارج المجرات وكذلك المعارف التى أثبتها العلم المعاصر حول تشكل الكون)) ومثل شيوخ الإسلام استشهد بآية ((أو لم ير الذين كفروا أنّ السماوات والأرض كانتا رتقــًـا ففتقناهما)) (الأنبياء/30) ومثل شيوخ الإسلام أيضـًـا استشهد بآية ((ما فرطنا فى الكتاب من شىء)) (الأنعام/38) وإذا سألته/ سألتهم أين الآية التى وصفتْ (التيلكس أو التليفريك أو التليفزيون أو الموبايل أو الطائرة..إلخ) فإنهم يتهمون محاورهم بالكفر، فى تجاهل تام للظرف الزمانى والمكانى للجزيرة العربية فى القرن السابع الميلادى، وخطاب القرآن للعرب، وبين تطور الحياة وتطور العلوم فى الألفية الثالثة. حتى بوكاى نفسه (مُـدّعى العلم) استشهد بآية ((والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون)) (النحل/8) وهكذا هرب من السؤال بآية ((ويخلق ما لا تعلمون)) ولكنه تجاهل أنّ ذات الآية أكــّـدتْ على أنّ وسيلة التنقل للعرب هى الخيل والبغال والحمير(من ص156- 199)
وبوكاى ركــّـز على (معجزة فصل السماء عن الأرض) فى القرآن، لكنه تجاهل أساطير الشعوب السابقة على الديانة العبرية (اليهودية/ المسيحية/ الإسلام) حيث سردتْ تلك الأساطير حكاية فصل السماء عن الأرض، ومن بينها أسطورة مصرية عن علاقة الحب بين (نوت إلهة السماء) و(جـِـب إله الأرض) فقرّر الإله (شو) أنْ يفصل بينهما، وبهذا تـمّ فصل السماء عن الأرض من خلال الأسطورة التى (أنسنتْ) الآلهة لدرجة أنه فى اللوحة رقم16من كتاب الخروج إلى النهار (الشهير بترجمته الخاطئة "كتاب الموتى") رسم الفنان المتوفى (آنى) وهو راكع فى بركة ماء وقد نبتتْ فيها شجرة جميز مورفة وداخل فروع الجميزة نرى الإلهة (نوت) إلهة السماء وهى تصب الماء على راحتىْ المرحوم (آنى) (ترجمه عن المصرية القديمة محسن لطفى السيد- مطابع روزاليوسف- عام 2004- ص245)
ومن نصوص الدولة القديمة فى هليوبوليس نص عن عملية تجدد الحياة من خلال شروق الشمس وغروبها كل يوم. وفى هذا النص تفاصيل انفصال السماء (نوت) عن الأرض (جـِـب) بواسطة الإله (شو) إله الهواء. وتحكى الأسطورة أنّ (شو) والد (نوت) كان يحب ابنته جدًا، فلما رآها تهيم بحب إله الأرض (جـِـب) قرّر فصلهما. وبعد ذلك كانت (نوت) قادرة على ولادة النجوم. وفى هذا الشأن كتب عالم المصريات (رندل كلارك) لقد كان الإله (شو) أحد الآلهة المُـهمين فى الديانة المصرية وأساطيرها، مع مراعاة أنّ الطابع الفلسفى تغلــّـب على الجانب الأسطورى، وخاصة فيما يتعلق بأساطير خلق الكون (الرمز والأسطورة- ترجمة أحمد صليحة- هيئة الكتاب المصرية- الألف كتاب الثانى- عام1999- من ص48- 98)
وكتب كلارك أيضًـا ((شاع تمثيل منظر انفصال السماء عن الأرض على جوانب توابيت الأسرتيْن21، 22والمنظر لصورة ربة السماء (نوت) تنحنى كقوس لتشكل قبة السماء، ويرفعها (شو) رب الهواء. أما رب الأرض (جـِـب) فهو رجل أخضر اللون راقد على الأرض. ويقول النص فى البردية : كلمات تقولها (نوت) الربة الأولى، التى تلد النجوم وتخلق الشمس حتى تسود على كل أرجاء الأرضيْن. وحول (شو) علامات تقول : (شو) ابن (رع) رفع (نوت) عاليـًـا وأمام فم (شو) علامة نفخ الهواء الذى يأتى بالحياة، وهو مظهر آخر لانفصال الأرض عن البحار والأنهار، وهكذا بدأت الحياة بحركة (شو) ولذلك كتب كلارك ((إنّ المصرى حاول أنْ يوائم بين أسطورة الخلق ذات المعانى المجردة وبين ما ابتكر من رموز مرئية، فارتقى بالأفكار المثالية الكامنة فى أسطورة الخلق إلى مرتبة الشخوص الأسطورية. كما نلاحظ أنّ المياه الأزلية تلعب دورًا أساسيـًـا فى كل أساطير الخلق المصرية)) وأنّ تلك الأساطير ((ثمرة حضارة راقية)) وهذا يعنى أنّ ((مصر القديمة كانت حضارة متكاملة، وأنّ أساطيرها كانت ثرية ثراء الحياة التى تعكسها ومُـتعـدّدة قدر تعدد أوجهها)) (ص96، 129، 261)
وبوكاى الذى تجاهل أساطير الخلق المصرية، وركــّـز على (معجزة القرآن) أوقع نفسه فى (مطب) له علاقة بعلم الفلك، عندما فرّق بين التوراة حيث وصفتْ الشمس والقمر على أنهما منيران ((أما القرآن فيشير إليهما بشكل مختلف حيث يصف القمر بالنور)) (ص157) فى حين أنّ علم الفلك (وبعد رحلات سفن الفضاء) أثبتَ أنّ القمر ((منطقة بركانية مُـنخفضة ومُـظلمة)) كما أثبت علم الفلك أنّ القمر يستمد نوره من الشمس، وتلك الحقيقة (وبدون طنطنة عن المعجزات) أدركها علماء الفلك فى الحضارة المصرية. وفى هذا الشأن كتب كلارك ((فى مطلع التاريخ لم يكن الإله عند المصريين سوى صقر. وكانت عينه اليمنى هى الشمس وعينه اليسرى هى القمر(كرمز للإنسان الضرير) أى صاحب العين المُـعتمة (ص215، 216) وذات المعنى أكدته عالمة المصريات الفرنسية كريستين نوبلكور فى كتابها عن رمسيس الثانى، حيث لاحظتْ على تمثال (آمون) أنّ عينه اليمنى هى الشمس وعينه اليسرى هى القمر. ومكتوب على التمثال أنّ العين اليسرى (القمر) تستمد نورها من العين اليمنى (الشمس) وكان تعليقها إنّ ((هذه معجزة علمية، فكيف عرفها المصريون : كيف عرفوا أنّ القمر يستمد نوره من الشمس))
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع النفسى داخل الضابط (المثقف)
- أليس نظام الكفيل عبودية عصرية ؟
- هل دوافع المستشرقين المدافعين عن الإسلام بريئة؟
- الديانة العبرية والأساطير والتضحية بالأبناء
- أردوغان يطالب باسترداد الأهرام
- تواصل حوار القرآن مع الواقع
- هل يمكن إنهاء زواج رجال الأعمال برجال السلطة؟
- هل الحضارة المصرية حضارة موت ؟
- ما سر الولادة المتعسرة لقانون بناء الكنائس ؟
- لماذا ارتدى بوكاى عمامة المسلمين ؟
- لماذا يسعى الأصوليون للتدخل فى كتب التراث ؟
- العلاقة المُضادة بين الميتافيزيقا والعقلانية
- هل مصر ينطبق عليها مصطلح (دولة فسادكو) ؟
- حوار الواقع والقرآن
- هل سرق الصبى الفجل ؟
- الشخصية الأفريقية والأدب الأفريقى
- القومية المصرية ومرحلة ما قبل يوليو1952
- هل كذب شاعر الر سول فى شهادته ضد عائشة ؟
- أثر الواقع الاجتماعى على النص القرآنى
- لماذا اختلفتْ برلمانات مصر بعد يوليو1952؟


المزيد.....




- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا يتجاهل المستشرقون والإسلاميون (المعجزات) المصرية؟