أحمد صبحي النبعوني
الحوار المتمدن-العدد: 5286 - 2016 / 9 / 15 - 23:27
المحور:
حقوق الانسان
مهلا يا ألمانيا ......
تُلزم الاتفاقيات الدولية بلد الاستقبال بعدم ترحيل اللاجئ لبلده أو أي بلد يُمكن أن يفقد فيه حياته أو يتعرض للاضطهاد، سواء كان ذلك بسبب آرائه ومعتقداته أو بسبب اضطرابات وأعمال عنف يشهدها البلد المعني....
إن الآف الأميال التي قطعها المواطن السوري ...وأجتيازه لرحلة الموت عبر بحر أيجا للوصول إلى اليونان ومنها إلى ألمانيا يبدو أن هذه الرحلة الشاقة والمكلفة لم تشفع له لدى الألمان والدليل ما يحصل منذ بضعة أشهر للسوريين الذين يمنحون حق الحماية الفرعية والتي مدتها سنة ....وبالتالي وبالنتيجة المخفية سوف يرحلون جميعا مجرد عودة الأمان الى سورية بعد سنة أو أقل ....لذلك الذي يحصل على هذه الحماية لن يكون له أمل في البقاء والأندماج في المجتمع الألماني ولن يكون له أي استعداد لتعلم اللغة ومصيره ومستقبله مجهول في هذا البلد .....لم يكن متوقعا من ألمانيا أن تخذل اللاجئ السوري الذي هو أحق من جميع جنسيات العالم للحصول على حق اللجوء لديها ...نتيجة ما تتعرض له سورية من حرب كونية أحرقت الأخضر واليابس فيها ...ولم يعد لهذا المواطن الذي باع كل مدخراته للوصول إلى المانيا أي مال أو أملاك أخرى ليعود ويبدأ حياته من جديد بها ....وإذا لم يتم معالجة هذه المشكلة من قبل الحكومة الألمانية وبالسرعة القصوى سوف يعتبر اللاجئ السوري أن المانيا أيضا مشتركة بالحرب ضد الشعب السوري لأن النتيجة هكذا تشير بالنسبة لمنح اللاجئ السوري ما يسمى بالحماية الفرعية ....لأنها فتحت لهم الطريق في البداية وأستقبلتهم بالورود والأزهار والآن تلوح لهم بالطرد .....ماذا نسمي هذه العملية بالله عليكم ....المواطن السوري الآن في أشد حالات الحزن والكآبة نتيجة كل هذه التصرفات والتأخر بأجراء عملية اللجوء .
إن معظم اللاجئين الآن في ألمانيا . يعانون من الأمراض النفسية وهي الإحباط واضطراب الضغط الناتج من صدمة ...وقد يشكو الشخص نموذجيًّا من صعوبة النوم، ورؤية الكوابيس، والشعور بالخوف، والتعب، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، والشعور بالرغبة في الانتحار. ومن الأعراض الواردة والأقل شيوعًا أن يصبح بعض الأشخاص كثير الاضطراب، يتكلّم من دون منطق، ويتصرّف بطريقة غريبة. فينبغي أن تتم رعاية هؤلاء الأشخاص في منشآت طبية.
والتخفيف عنهم لا تهديدهم بالترحيل عن طريق القوانين التي تتغير وتتبدل في ألمانيا طبقا لمصلحتها الخاصة ونسيان الجانب الأخلاقي في معاملة هذا اللاجئ .
أحمد صبحي النبعوني
ألمانيا ....برلين
#أحمد_صبحي_النبعوني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟