|
عالم بلا ألوان: قصة من الخيال العلمي
باقرجاسم محمد
الحوار المتمدن-العدد: 1409 - 2005 / 12 / 24 - 11:12
المحور:
الادب والفن
أمس كنت جالسا إلى جهاز الحاسوب لأتصفح بريدي الإلكتروني . كانت هناك رسائل من الأهل و من أصدقاء يعيشون في بلاد بعيدة، و أخرى من جهات و مواقع ثقافية و علمية تهتم بالقضايا التي تثير جدلا في الساحة الفكرية و السياسية. و لكن، وفجأة كانت هناك رسالة غريبة بمرسلها و تاريخها و مضمونها مما جعلني أتخيل أن أحدهم كان يمزح معي. و حتى أقطع الشك باليقين و أصل إلى حقيقة من أرسلها فقد كتبت رسالة بالإنجليزية و أرسلتها إلى المركز العالمي للانترنيت طالبا منهم التحري عن مرسل الرسالة و أرفقت ذلك بنسخة كاملة منها. وبعد ثوان جاءني الرد فضاعف من حيرتي إذ يقول: " الرسالة التي وصلتك مجهولة المرسل. فهي لم ترسل من أي مشترك و لا من أي جهاز حاسوب مسجلين لدينا. ابق على اتصال بنا " و حتى لا أطيل عليكم؛ و لكي تعينوني على فك لغز هذه الرسالة، أورد نصها كاملا بعد أن ترجمته إلى العربية.
نص الرسالة
من / مركز الأرض لدراسة السلوك البشري إلى / من يعيشون في بدايات القرن الحادي و العشرين تاريخ الإنشاء: 7-9-2250 نحن الآن نعيش في مدن مؤتمتة كليا و في ظل حكومة عالمية. و قد تمت السيطرة على أغلب ما كنتم تعانون منه من المشكلات في عالم الطبيعة مثل الزلازل و البراكين و الأعاصير. أما المشكلات التي تخص السلوك البشري فلم نحرز بعد تقدما موازيا في حلها. و نظرا لابتكار تقنية حديثة تتيح لنا التواصل مع الماضي و المستقبل عبر البريد الإلكتروني نرسل لكم آخر تجربة أجريت على السلوك البشري و خصوصا في علاقته بالألوان مع نتائجها. أسم التجربة: " الألوان و أثرها على السلوك البشري" الجهة المستفيدة:( مجلس تخطيط السلوك البشري في الحكومة العالمية) المدة الزمنية للتجربة : عامان أولا. شرح التجربة و نتائجها: تم اختيار خمسة أقاليم هي اليابان و تركيا و فرنسا و كندا و استراليا , و تم بناء خمس مدن حديثة متماثلة يستوعب كل منها مائة ألف نسمة. و قد جعلت المدينة الأولى في إقليم اليابان خضراء اللون و المدينة في إقليم تركيا صفراء اللون و المدينة في إقليم فرنسا زرقاء اللون و المدينة في إقليم كندا حمراء اللون و المدينة في إقليم استراليا بنفسجية اللون. و قد تم نقل السكان من الأقاليم نفسها و قد روعي فيهم أن يكونوا ممثلين لشرائح المجتمع كافة. و بعد مرور العامين، ظهرت النتائج الآتية: 1. ازدادت جرائم القتل بنسبة 73.4% في المدينة الأولى ، و 72.9% في الثانية، و 73.1% في الثالثة، و 73.1% في الرابعة، و 73% في الخامسة. التحليل: الزيادة كبيرة جدا و ذات مغزى ؛ و لكن الفرق بين المدن الخمس ليس له أهمية إحصائية. 2. ازدادت جرائم العنف بنسبة 86.5% في المدينة الأولى، و بنسبة 85.7% في الثانية ، و بنسبة 86.3% في الثالثة، و بنسبة 86% في الرابعة و بنسبة 85.9% في الخامسة. التحليل: الزيادة كبيرة جدا و ذات مغزى؛ و لكن الفرق بين المدن الخمس ليس له أهمية إحصائية. 3. ازدادت حوادث المرور بنسبة77.7% في المدينة الأولى، و بنسبة 78.1% في المدينة الثانية، و بنسبة 77.9% في المدينة الثالثة، و بنسبة 77.7 في المدينة الرابعة، و بنسبة 77.8% في المدينة الخامسة. التحليل: الزيادة كبيرة جدا و ذات مغزى؛ و لكن الفرق بين المدن الخمس ليس له أهمية إحصائية. 3. قل الإنتاج في مختلف القطاعات الصناعية و الخدمية بنسب مختلفة في المدن الخمس و لكنها كانت متقاربة و تراوحت بين 47.8% و 48.7%. التحليل: الانخفاض كبير جدا و ذو مغزى. 4. ازدادت معدلات مراجعة الأطباء النفسيين بنسب مختلفة تراوحت بين 95.2% و 96.5% في مختلف مدن التجربة. التحليل: الزيادة كبيرة جدا وهي ذات مغزى. 5. انخفض الإقبال على شراء كتب الشعر و القصة بنسب مختلفة تراوحت بين 89.8% و 90.3% في مختلف المدن المشمولة بالتجربة. التحليل: الزيادة كبيرة و ذات مغزى. 6. قل الإقبال على العروض المسرحية و دور الأوبرا بنسب مختلفة تراوحت بين 98.4% و 99.1% في المدن المشمولة بالتجربة. ثانيا. التوصيات: ترى اللجنة العلمية المكلفة بصياغة التوصيات النهائية بشأن تجربة" الألوان و أثرها على السلوك البشري " أن يتم إلغاء فكرة المدن ذات اللون الواحد لأن الإنسان لا يستطيع العيش بدون تنوع في الألوان كما أظهرت نتائج التجربة . فالعالم ذو اللون الواحد هو عالم بلا ألوان." انتهى نص الرسالة. و الآن هل في القراء من يستطيع أن يرشدني موضحا دلالة هذه الرسالة!؟ ليبيا/ زلطن 23/12/2005
#باقرجاسم_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
-
“مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة
...
-
دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا
...
-
الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم
...
-
“عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا
...
-
وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
-
ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
-
-بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز
...
-
كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل
...
-
هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟
المزيد.....
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
المزيد.....
|