الولابات المتحدة وقوات الحماية الشعبية

حسن نبو

الحوار المتمدن-العدد: 5286 - 2016 / 9 / 15 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد اتخاذ الولايات المتحدة الامريكية القرار بتشكيل تحالف دولي لمحاربة التنظيمات الاسلامية الراديكالية / الارهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق كان لابد من البحث عن قوات تقاتل داعش على الارض في الأماكن التي يقصفها طيران التحالف وتنتشر في المناطق التي يتم تحريرها من الغزو الداعشي لضمان عدم عدم عودة داعش اليها مرة اخرى .
اعتمد التحالف الدولي في العراق على الجيش العراقي وقوات البيشمركة التابعة لاقليم كردستان التي رأى فيها حليفا استراتيجيا لمحاربة الارهاب في العراق . وفي سوريا ادى قصف طيران التحالف لمقاتلي داعش الذين غزوا مدينة كوباني / عبن العرب في اواخر ايلول 2014 ادى الى ايجاد نوع من التعاون العسكري بين القيادة العسكرية للتحالف وبين وحدات الحماية الشعبية المرتبطة بمنظومة حزب العمال الكردستاني ، ونجم عن هذا التعاون تحرير المدينة من الغزو الداعشي بعد تدمير القسم الاكبر من المدينة بسبب قصفها من قبل طيران التحالف من جهة ، ومن قبل مقاتلي داعش من جهة اخرى . واستمر هذا التعاون لاحقا وأدى الى تحرير اماكن اخرى في سوريا من الغزو الداعشي كمدينتي "منبج" و "تل ابيض" . واعلنت القيادات المختلفة لوحدات الحماية الشعبية عن استعداد الوحدات للقتال الى جانب قوات التحالف ضد تنظيم داعش في جميع الاراضي السورية .
تعتبر الجهات التي ترتبط بها قوات وحدات الحماية الشعبية ان محاربة وحدات الحماية تنظيم داعش الى جانب قوات التحالف الدولي منحت قوات الحماية شرعية وجودها من قبل المجتمع الدولي وفي مقدمتها الولايات المتحدة . يستحيل القضاء عليها ، بل سيكون لها دور مؤثر في مستقبل سوريا ..
من جهتها فإن الولايات المتحدة لاتخفي اعجابها بقوات وحدات الحماية الشعبية وببسالة مقاتليها ودورها المميز في قتال تنظيم داعش . كما نها تصرح علنا بأن هذه القوات هي قوات حليفة للولايات المتحدة الامريكية في مكافحة الارهاب او في محاربة تنظيم داعش ، وللتأكيد على هذا التحالف ارسل الرئيس الامريكي اوباما ممثله الشخصي لشؤون محاربة تنظيم داعش في العراق وسوريا مرتين الى مناطق الادارة الذاتية ليؤكد للمسؤولين في الادارة المذكورة على استمرار تعاون الولايات المتحدة مع قوات الحماية الشعبية في محاربة تنظيم داعش حتى القضاء عليها .
وبالتدقيق في الموقف الامريكي نجد ان جميع تصريحات ومواقف الادارة الامريكية تؤكد ان تعاونها او تحالفها مع قوات الحماية الشعبية ينحصر في مجال محاربة تنظيم داعش ولا يشمل اي مجال آخر .
السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح في هذا المجال : ماهو مصير هذا التعاون او التحالف بعد القضاء على تنظيم داعش في سوريا وانتفاء الحاجة الامريكية الى قوات الحماية الشعبية ؟
ليس لدي جواب محدد ، لكني اعتقد ان السياسة الامريكية ستتبدل كثيرا في هذا المجال بناء على على مصالحها الداخلية والاقليمية والدولية ، وبالتالي لن تكون مرحلة القضاء على تنظيم داعش مثل مرحلة محاربته .

#حسن_نبو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات