عدنان غازي الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 5285 - 2016 / 9 / 14 - 22:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
.. واحتجاج محتكري الخلاص على أن كل ما هو غير مسلم سيخلد في نار جهنم بقوله تعالى ..
(( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين (85) كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين )) [ آل عمران : 85 – 86 ] ..
هذا الاحتجاج ليس سليماً على الإطلاق ، هذه العبارات القرآنيّة تعني المسلمين الذين يريدون الارتداد عن الإسلام :
1 – ورود كلمة (( يبتغ )) في هذه العبارات القرآنيّة وبصيغة المضارع (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا )) ، يعني أنَّ المعنيَّ بهذه العبارات القرآنيّة هو مسلم ، يريد ترك الإسلام ليذهب إلى منهج آخر .. ولا تعني هذه العبارات الآخر الذي ليس مسلماً .. فالآخر ليس مسلماً ليترك الإسلام مبتغياً غيره ..
2 – ممّا يؤكِّد أنَّ المعنيّين هم المسلمون الذين يعرفون الإسلام ويقفون على حقيقته وبأنه منهج الله تعالى الخاتم والذي أراده للبشريّة جمعاء ، وبعد ذلك يريدون الارتداد عنه ، ممّا يؤكّد ذلك هو الآية الثانية التالية مباشرة للآية الأولى في هذا النصّ الكريم (( كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين )) ..
.. إذاً .. المعنيّون بقوله تعالى (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )) ، هم مسلمون يريدون أن يبتغوا منهجاً آخر غير منهج الإسلام الذي هم عليه ، وسبب عدم قبول أيِّ منهج آخر منهم هو أنَّهم واقفون على حقيقة الأمر ، وبين أيديهم المنهج الحق الذي أراده الله تعالى للبشريّة جمعاء والذي تكفَّل الله تعالى بحفظه ، ولذلك فهم بارتدادهم هذا يطمسون الحقيقة ( يكفرون بها ) ، تلك الحقيقة التي شهدوا أنّها حق ، نتيجة وجود البيّنات بين أيديهم (( كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين )) ..
من كتاب : الدولة الحرّة مطلب قرآني
#عدنان_غازي_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟