|
ذكاء خليل وغباء الحكيم
جمال محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 1409 - 2005 / 12 / 24 - 09:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نجح خليل زادة في جعل النضال ضد الحكيم والجعفري وحكومتهم في واجهة المشهد السياسي العراقي وكأنهم هم من احتل العراق وهم من حطموا الدولة العراقية وهم من حل جيشها وهم من قصف المدن بالاسلحة المحرمة وهم من استباح كرامة المعتقلين في ابو غريب وهم من سرقوا بظربة معلم 8 مليارات دولار وهم من يتحايل على عدادات النفط المسروق وهم من سن قانون مفوضية الانتخابات وهم من اختار اعضاءها وهم من شكلوا محاكمة صدام وهم من حطم بالقصف الجوي محطات الكهرباء والماء ليحرموا الناس منها وهم من وضع شروط اللعبة السياسية القائمة وتواريخ محطاتها المقدسة وهم من قاتلوا جماعة الصدر وهم من جعلوا البارزاني والطالباني جوكر ضغط لايستقيم الامرالا بشروطهم وهم من تساهلوا مع تكريد كركوك وهم من ارسل مثال الالوسي وكنعان مكية الى اسرائيل لتعبيد الطريق بين بغداد وتل ابيب وهم من يعد العدة للاستعانة بمجاهدي خلق في مناسبات قادمة وهم من يحرض اكراد سورية وايران ضد حكومتيهما وهم وهم المتهمون بالتعاون مع ايران وتتهم ايران بالتدخل لصالحهم وصالحها ، عجيب غريب اقول انه من الغباء بمكان ان لاتتدخل ايران وسوريا بل انه من المستغرب هذا الهدؤ التركي بعدم التدخل وكذلك السعودي والكويتي ليتدخل الجميع ولا يكون التدخل حكرا على امريكا واسرائيل حتى موريتانيا وجيبوتي لها كل الحق في التدخل ما دامت هي جزء من الشرق الاوسط الكبير فضلا عن كونها عربية ومسلمة ايها الاخوة ان التدخلات سمة من سمات هذا العصر الديمقراطي الغارق بالديمقراطية حتى اذنيه ، صار العراق " ملطشة لليسوة والمايسوة " او قل خان اجغان حتى يفهم اخوتنا سكان البصرة والنجف وكربلاء الجدد ! وكما يقول السيد علاوي في اعلانه الفضائي مدفوع الثمن " انا لايعنيني . . . " نقول ان امريكا لايعنيها ان يبقى الجعفري في الحكم او علاوي او عادل عبد المهدي او الجلبي او غيرهم ممن لهم اتباع ومريدين زادوا ام نقصوا المهم ان لا يكون احدهم قادرا على اتخاذ قرار دون المرور بفلتر التوازن المضمون الذي ينقيه من كل شائبة تضر بالوجود الامريكي في العراق وعليه فهي تسعى وتناضل وتزور لتجعل الجميع غير قادرين على اتخاذ القرارات بمفردهم ، وبهذا الاتجاه فأن اختفاء علاوي وكتلته من المجلس النيابي الذي ستستمر دورته 4 سنوات هو خسارة واخلال لهذا التوازن المصطنع وفق قانون تصويته الداخلي والمرحل من قانون ادارة الدولة الذي صاغه بريمر وعليه نراها تحاول بكل السبل الالتفاف على النتائج بتشجيعها كل الانتقادات المحقة وغير المحقة ضد كتلة الحكيم والعمل على تحجيم ثقلها العددي في المجلس القادم لصالح قائمة علاوي . حركة القوى والتوازنات المائلة : صحيح ان هناك قوى تقارع الاحتلال قد دخلت في هذه الانتخابات لتفعل فعلها المقاوم داخل مؤسسات المنطقة الخضراء ذاتها وهي نزيهة التمثيل لان قاعدتها الشعبية هي قاعدة مبدئية في اخلاصها الواعي للفعاليات السياسية وهذه القوى اجادت في محاولاتها لتعميم فضح الانحرافات لتشمل مايسمي بالعملية السياسية بمجملها ، كما هو حال مجلس الحوار الوطني الذي يطالب بالغاء هذه الانتخابات وتشكيل حكومة وفاق تمهد لانتخابات نزيهة وتحت اشراف دولي وهذا مطلب وطني ناضج يعبرعن وعي اصحابه وقربهم من النبض والحس الوطني انه اكثر المواقف السياسية تجذرا في الساحة العراقية ، وهم عندما يعترضون فلهم الحق كل الحق بذلك لانه ليس اعتراضا نابعا من موقف انتهازي او منافق كما يفعل علاوي واصحابه ، فما الفرق بين هذه الانتخابات وسابقتها ؟ الم تكن تلك ايضا مزورة ومزيفة ؟ الم تشرف عليها ذات المفوضية ؟ الم يحتكر فيها الملالي صناديق الجنوب ؟ الم يحتكر فيها الاغوات صناديق الشمال ؟ الم يأخذ بها علاوي 40 مقعدا باساليب ليست نزيهة ؟ ايها السادة ان كل العملية ( من طقطق للسلام عليكم ) هي تزوير في تزوير عليكم وعلى غيركم لان القيم عليها ليس محايدا وليس نزيها . اما الحكيم وجوقته فهم الخاسرون في حقيقة الامر مهما جاءت النتائج بمقاعد لهم لقد خسروا مصداقيتهم ، وخسروا الاحتمال الوطني فيهم فقد ظهروا بطائفية سيستفيق المخدوعين فيها من البسطاء والطيبين من ابناء شعبنا الذين توقعوا منها خيرا وطنيا وقوة في مواجهة خداع وتسلط المحتلين توقعوا اداءا بمستوى المطالب الشعبية بالتحرر والاستقلال والازدهار والحرية ، ان التحاق نخبة هامة من رموز التيار الصدري اعطاهم جرعة قوية بعد ان انحط نجمهم ، لقد اسأوا حتى للمرجعية الشيعية العليا حينما قدموها على انها رهن بنانهم بعد ان تأمل الشعب العراقي بها سندا معنويا ورمزيا لارادته في مقارعة المحتلين ومشاريعهم ، ومن هنا فان فرزا حقيقيا قادما لا محال وان تأخر قليلا فهو حتما أخذا طريقه الى صفوف الصدريين والمرجعية لتقويم ما يستطيعون تقويمه في عجة هذا الائتلاف المشوه بقيمه الانعزالية والاقطاعية ، ماذا فان الخسارة ستعمهم جميعا . ان السير للامام في الحد الادنى من المشروع الوطني بتشكيل حكومة توافق جديدة تتبنى الاعداد السليم وباجواء صحية لانتخابات جديدة تحت اشراف دولي ، وتعيد النظر بكل مساوئ سياسات الاحتلال واتباعه هو مطلب ملح يتطلب كل دعم واسناد . صندوق العجائب : ابناء شعبنا مارسوا حقهم في الانتخاب وكلهم امل في الخلاص من المحنة وكانواعلى اختلاف تلاوينهم ومعتقداتهم تواقين لعدل صندوق العجائب الذي يخرج عفريت الاختيار من قمقمه ليقول للشعب " شبيك لبيك المجلس بين يديك" ، لكن الصندوق صندوق من يملكه ، وبات الكل يعرف من يملك الصندوق انه ليس ابو ناجي هذه المرة كما كان ايام بهجت العطية ونوري السعيد انما هو صاحب القبح كله ابو "الهوش" حيث كوش على مفاصل الصادر والوارد وصارالصندوق شبيه بالعدادات التي تحسب براميل النفط المصدر فهي تحسب كل خمسة براميل بظربة برميل واحد وحسب الحاجة . لم يكن خافيا على الامريكان ان لوريات بطاقات الانتخابات المزورة قد دخلت ووزعت بعناية عبر بدرة وجصان في الكوت كما لم يكن خافيا عليهم معتقل الجادرية السري التابع لوزارة الداخلية ، ولم يكن خافيا ما يفعله حلفائهم في الشمال ضد مؤيدي الحزب الاسلامي الكردستاني ولم يكن خافيا عليهم ان حبر الانتخابات في مناطق الجنوب والشمال حبر يزول بسرعة ودون عناء لتسهيل مهمة التصويت المتكرر ، انهم يريدون الان ادخال الجميع بتوازن برلماني يخدم اهدافهم القادمة ، لذلك نراهم يساعدون حملة التشهير بالائتلاف وممارساته لاجل ترويضه في قبول النسب المعدلة التي ستعلن في نهاية المطاف . خليل زادة وبالاستناد الى دورات التدريب للعراقيين ذوي الخبرات والمتعاونين قبل الاحتلال والتي جرت بالعاصمة الهنغارية يملك ملفات كل واحد من اعضاء هذه المفوضية العليا للانتخابات التي تعمل وفق قانون بريمر الذي عفاها من اي سلطة عليها فهي الحاكمة بامرها وقد تداركت المفوضية هذه الثغرة مؤخرا حينما اضافة فقرة جديدة لقانونها تتضمن وجود لجنة قضائية مختصة بالانتخابات هي القادرة على البت في الشكاوى المقدمة ضد المفوضية ذاتها وهي المخولة بالتصديق على نتائج الانتخابات ولم يعرف احدا شيئا عن هذه اللجنة ، انه حبر على ورق وكلام معلق بالهواء كالكلام عن لجنة التحقيق بفضيحة معتقل الجادرية وغيرها من الوعود المنسية .
#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بغداد اغنية تتقطر بها كل انغام البلاد
-
الاعور
-
الانتخابات العامة في العراق مذبحة سياسية بأمتياز
-
سورية والعشاء الامريكي الاخير
-
حركة التحرر الوطني العربية بين النهوض والسبات
-
سمات العصر الراهن والاهداف الجديدة لقوى التغيير العالمي
-
هل العراق بحاجة الى مواكب عزاء ام اعادة بناء
-
ثنائية الاعصار
-
هوامش في فنون الجدل والدجل
-
الانظمة العربية بين التطبيع مع شعوبها واسرائيل
-
ثلاثية -للمنتظر-
-
كاترينا وين طمبورة وين ؟
-
على الذهب الاسود تدور الدوائر
-
يسار ولكن
-
الحماسة في الاهزوجة
-
مثقفون وسياسيون للبيع
-
من يغذي الارهاب في العالم
المزيد.....
-
الكونغو الديمقراطية: غوما تحت سيطرة المسلحين … دمار ونهب وال
...
-
قولوا وداعًا لأمريكا.. ترامب يُعيد تهديد مجموعة -بريكس- إذا
...
-
الخارجية الروسية: إجراءات شطب -طالبان- من قائمة الإرهاب مستم
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على أهداف لـ-حزب الله- في الب
...
-
بريدنيستروفيه ومولدوفا تتفقان على خطة أولية لتوريد الغاز
-
أبرز مواصفات الهاتف الجديد من -Nothing-
-
اكتشاف بكتيريا خطيرة في بعض منتجات الدجاج التي تورد إلى روسي
...
-
-فينشينزو.. رجل المافيا-.. عدالة العصابات وتهجير السكان لاست
...
-
العبور من الثورة إلى الدولة في سوريا
-
سعيّد يمدد حالة الطوارئ في تونس حتى نهاية العام
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|