جوري الخيام
الحوار المتمدن-العدد: 5284 - 2016 / 9 / 13 - 09:41
المحور:
الادب والفن
الان و بعد سنوات من وعد ولده الوداع و أجهضته المسافة...اضع نفسي مكانك .. ليس سهلا لكني احاول ان اخرج من قلبي الذي كبلته ظروفك ليمضغه الاخرون لالبس قلبك و اتبنى ظروفك....اطعن روحي في ظهرها لاحاول ان لا اكرهك و ان لا احتقرك...كيف اتعايش مع ذكراك دون ان امرض ..دوز ان تهتز مبادئي و اهتز انا ؟دون ان اكون امرأة اخرى دون ان اقتل ما احببته فيا و في قلبي...
في مكان آخر حيث انت جالس امام مكتبك المريح ...تنظر شاردا . من خلال زجاجك الغامق الى التائهين بين اروقة المحل مترددين بين كنزة أو سروال ..تنورة أو فستان ...بينما انت تحاول ان تضمد في صمت جروح قلبك الكسيح...تجفف بابتسامة صماء دموعك قبل ان تصب ...احاول أنا ان اكون انت...
ككل ليلة عيد كان المكان يعج بالناس ...كانت الأجواء صخبة و الناس فرحة بظهور الهلال ..أراك من خلال قلبي الرقيق تجفغ عرقك تكثر من الحسنات...تنظر الى ساعتك متلهفا ان ينتهي النهار فتذهب لتذخن ارجيلة مع صديقك الانتيم ... تتحدثان عن لاشئ و كل شئ قد يمر طيفي في الحديث مرور الكرام و قد تمر هي او ربما آخريات ...تسقيني في ذاكرتك كلمتين او دمعتين صامتتين تحرقان قلبي ليحيا الرماد و يعود نارا حية تأكلني من بعيد ....
هل قلت اني لازلت احبك ؟....ربما ..لكني أحب بعدك عني اكثر ...لازلت احبك لكني لا اريدك اقرب ...اريدك بعيدا عن عالمي تائها ابحث عنك في دفاتري فاجدك امامي اياما قليلة تلخص سنوات الغياب لتختفي بعد ما تعدني بلقاء قريب لن تمنعه الاحكام العرفية ....
"وحياتي عندك...لو كان ليا عندك خاطر لتراجع قلبك قبل ما يجي يوم وتسافر"
ارتمي بين حقائبك لعلك تأخذني معك بلا دموع. .لكنك تمنعني... تتلاقاني بين ذراعيك لتصدني بقبلاتك الباكية تدير ظهرك و تعود إليها و تتركني خرساء في باحة وداع واسعة باردة...
"ألازلت احبك بعد ما صار ؟الأزلي تحبني رغم كل ما صار؟ "
سنوات تمضي و انا لازلت جالسة هنا ...اراقب هاتفي و اتململ من اللهفة و الملل...
لا يرن هاتفي....ربما لم اسمعه!
قلت انك اتصلت لكنك بقيت صامتا....
حاولت ان اتفهم ان الكلمات الصادقة لا تأمر
تخرج حين تريد ....تسير في خط مستقيم من الروح الى الروح ...لكن روحي لم تتلقى اية شفرات ....
أين دفنت كل القصايد ؟
اعطني عنوانها فمعك ادمنت زيارة المقابر و معاشرة الكلمات المدفونة في أركان الحدائق المنسية....
#جوري_الخيام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟