ماذا يريد السيد الرئيس مبارك من سوريا ..؟ نفوذ عربي أم توريث شبيه ؟

غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1409 - 2005 / 12 / 24 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية

كل ما مرت خيام العرب المتوزعة هنا وهناك أمام عاصفة نجد سيادة الرئيس حسني مبارك يلملم نتائج هزائم الشعوب أمام أنظمتها المتهالكة فسادا وقهرا ونهبا لشعوبها . لا أعرف في الحقيقة لدي سؤال يشغلني كلما تحرك الرئيس مبارك تجاه سوريا : ما الذي في جعبة الرئيس مبارك ؟ ولا أريد تكرار ما قاله السيد عبد الباري عطوان محذرا من نصائح مبارك لسوريا والتي شبهها بنصائحه لصدام قبيل سقوط هذا الأخير !! لا أريد قول ذلك لأن منطقي يخالف منطق السيد عبدالباري عطوان .
بالراحة على الشعب السوري : ياريس ..لا أفهم في الحقيقة دوما أفشل في بعض من رهاناتي : كيف لي أن أراهن على ضغط عربي من أجل الشعب السوري ؟ هذا الضغط الذي يريد توريثا مشابها , فكيف له أن يضغط من أجل مصلحة الشعب السوري ؟
هل يخاف من الفوضى أم يخاف من سقوط الأنظمة الشبيهة ؟ لايعني هذا أننا لانرى الفارق النوعي بين النظامين وما تحقق في مصر على صعيد المسألة الديمقراطية . ولكننا ما نخاف منه دوما أن هذه الزيارات المكوكية منذ أيام الراحل حافظ الأسد لم تخبئ للشعب السوري سوى مزيدا من المآسي . زيارات مفاجئة ونتائج غير معلنة ولكننا كشعب سوري نلمس نتائجها : مزيدا من سيطرة السلطة على الشعب وتسلطها . دوما نتائج الزيارات الرئاسية المصرية السورية المتبادلة لا يعلن عن مضمونها شيئا لاقبل المباحاثات ولا بعدها, وإلى ماذا توصل الرؤساء في هذه الاجتماعات والتي ينظر إليها وكأنها روتينية , بينما هي في الواقع تؤسس دوما لعدم سقوط نظام متهالك من هذه النظم أو لنقل تحاول مساندة بعضها بعضا . ولكن الظرف الآن اختلف عن السابق والأمور باتت أكثر انكشافا من السابق !! ونستطيع بكل تأكيد أن نرى ضيق الملفات وخطورتها أو لنقل قلة الملفات التي تستدعي مثل هذه الزيارات وخطورتهاالقصوى !! والملف هنا واضح وبين إما أن الرئيس مبارك يحاول إنقاذ النظام عبر فتح خط المفاوضات مع إسرائيل كعادته !! أو أنه يريد أن يمارس دور الوسيط في صفقة سورية أمريكية !! وهنا الطامة الكبرى على الشعب السوري .
دوما يعلن عن زيارة مفاجئة لاقبلها ولابعدها أي خبر !! وتختم الزيارة [ ولا من شاف ولا من دري ] مؤتمر صحفي صغير فقط : أبدا لا يمكن أن يتسرب شيئا !! لستم كشعبا سوريا معنيا بما يدور من مفاوضات وترتيبات ..الخ
ومن يتابع أخبار المؤتمر الصحفي المشترك بين وزيري خارجية البلدين يرى أن النقاش كان يتمحور حول إعادة ترميم العلاقات الأخوية بين سوريا ولبنان !! لا أظن أن الملف الذي يضغط على النظام السوري هو التوتر في هذه العلاقات , بل فيما يتعرض له من ضغوظ دولية جدية وتشكل العلاقات السورية اللبنانية أحد المحاور الثانوية والتي ليست مهمة بالنسبة لما تبحث عنه السلطة في سوريا . هي تبحث عن كيفية الوصول إلى صفقة مع الجانب الغربي عموما والأمريكي خصوصا !! وسبحان الله دوما تعتقد السلطات العربية أن المدخل هو النظام المصري !! لماذا هذا الانطباع عند هذه السلطات أن منقذها دوما عند الأمريكان هو السيد الرئيس محمد حسني مبارك !!؟ والغريب في الموضوع والذي يدعو للتساؤل هو : الحديث عن السيد اللواء مدير الاستخبارات العسكرية المصرية ..كموفد في الكثير من هذه الأزمات ..!! شيء يدعو فعلا للتساؤل ماعلاقة هذا الجهاز بالعلاقات العربية العربية : أليس هنالك وزارة خارجية مصرية وموظفين كفؤ فيها لمثل هذه المهام ؟ وأخيرا : بالراحة ياريس على الشعب السوري !!!

#غسان_المفلح (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات