هشام اعبابو
الحوار المتمدن-العدد: 5280 - 2016 / 9 / 9 - 17:29
المحور:
كتابات ساخرة
ماذا أكتب ؟ و عن ماذا أكتب ؟ و من يهتم بما أكتب ؟ و لما اكتب ؟ هل لأقنع نفسي بأنني كاتب أ أنا فعلا كاتب ؟ و حتى و إن كنت كذلك فمن يحفل ؟ كتب قبلي الملايين و يكتب حاليا الملايير الكل يكتب و الغالبية تشاهد ماذا يكتب الكاتب في زمن المشاهدة زمن اليوتيوب و أخواته اليوتيوب الذي رغم إعجاب به كمعظم الناس أقبر القراءة في عالمنا العربي نعم كانت قبل مجيئه القراءة العربية في غرفة الإنعاش كان الكل يحاول إنعاشها تارة بالمعدات الطبية الحديثة و تارة بالوصفات الطبية الشعبية و حتى بالدعاء,ما كادت القراءة العربية المسكينة تخرج من غيبوبتها,حتى وجدت أمام أعينها السيد اليوتيوب كانت نواياه طيبة جاء لزيارتها بمجرد ما رأته رمى بها بسبب إحدى فيديوهاته في غياهب تنويم مغناطيسي قوي ماتكاد تستفيق منه حتى يرسل لها السيد يوتيوب تنويما مغناطيسيا آخر كيف لا و هي بدون شعور جعلها تشترك فيه و سحرها فجعلها تعجب و تهوس بكل ما جد و ما وجد فيه, كانت زيارته و عيادته لها و هي على فراش المرض زيارة ملغومة ,لكن لا يستحب أن نرمي بكل اللوم على السيد يوتيوب ,فلو كان قد وجدها محصنة بجهاز مناعي سليم أو قابل للمقاومة لما أرسلها للقبر , أنا السبب و أنت السبب و هو السبب و هي السبب و كلنا كان لنا يد في اغتيالها ...فهمت الآن لما أكتب أو أحاول رسم حروف بالقلم إنه تأنيب الضمير لست مرتاحا فقد كان لي يد في اغتيال القراءة العربية , كيف لا و قد كان لي دوما الاختيار بين المقال المكتوب و الفيديو المشاهد و اخترت اليوتيوب و ها نحن ندفع كلنا الثمن سامحينا يا سيدتي القراءة العربية لم نصونك و الآن لا يهنى ضميرنا حتى بالقراءة و الكتابة ...
#هشام_اعبابو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟