أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم الوراق - خيال من خيالات انسانة














المزيد.....


خيال من خيالات انسانة


ابراهيم الوراق

الحوار المتمدن-العدد: 1409 - 2005 / 12 / 24 - 07:53
المحور: الادب والفن
    


لم أتذكرها إلا خارجة من ثانوية المهد ،تخط الأرض بقدميها ،تتأبط حقيبتها
حقيبة مترعة بركام الألغاز ، مليئة بآلاف الكلمات ، لا أفهم من بينها إلا رموزا قلائل ، وحين أعاتبها ، تحملني إلى زنزانة ضيقة تغل فيها العبارات ، وتكبت فيها الأشعار
خطفت منها نظرة ، رأيت منها بياضا ، فلم يسعفني الحظ أن أكتشف ما وراءها من أسرار
فمن هذا الرصيف ، راجعتها بإشارات لا تدركها إلا لغة السماء ، وليتني كنت وهما من الخيال الذي يمر بذهنها ، وليتني كنت حلما تسرقه لحظات لاشعورها في بحر الأفكار المكنونة بذات تنبض بالإشارات
إبتسامة خفيفة تحف الأجواء


توثبت بقفزة لا إرادية ، أتمايل ترنحا من سكري ، أطرز الأرض بوطء شفيق ، وأتدحرج من هواي إلى قاع الجسد المليء بالآهات والأنات
أخبو مرة ، لأظهر مرة ، وأفر من هنا ، لأحل في غور ذاتي المنكوبة بعلاتي
فأسائل نفسي عن هذا المنأى المنعزل في دياجير الخراب الذي أعيش فيه
لكنن إذا ما التفت إلى جهتها أدرك أنها تشاكلني بنظراتها ، وتماثلني في حركاتي ، وتناديني بحبال خيالها الممدودة على سقف شعوري
أقتبس منها نورا ، ألتقط منها صورا ، أرصع بها كلمات ، أدبج بها يراعتي التي لا تموت إلابموت أحلامي , وأدبج بها قصائدي ، في عصر الربيع الخابي من وراء هذا الهوى المنادي علي أنفاس حزينة تتصاعد من داخلي ، فيرجعها الصدى خيطا من نور يتسلل نحو الأفق ، يتكوم فوق البنفسجية ، يخرج عن مدار الجاذبية ، يجذبني بقوته المغناطيسية إلى عالمه الذي لا أفقه شيئا من لغاته ، فتنسيني الدوال مرافئ الأرض ، وأقواس الحياة ، وفي هذا الكوكب البعيد على أحلامي ، أتسسل كالشعلة في رماد النسيان ، لأنيخ بهذه العتبة المسماة عشي ، أحتمي فيها عن الناظرين
ثم أغفو إغفاءة المستكين ، لهزة الروح المتطايرة شررا من جماعة الأقيال المندسين في أفنان هذه الشجرة المنصوبة شعارا للعهد القديم ، في هذه الصحراء القائمة كجزء لا يتجرأ من قسوة الطبيعة
أجدني في مستراح لا بتيها ، تضمني إلى صدرها ، تحنو علي بكلمات ، تربت بها على جرحي المكلوم ، أنظر إلى كاحل ساقها ، فأضاجع جسدها بأناملي المبتورة من زمني الأول الذي أباحني ساقا للبؤس المنتشر بين أعماق الروح والنفس والأرض
ماذا يكتب شاعرنا ؟؟
شفيف كالذرى ، لطيف كالنوى ،دقيق كالعطر المنسل إلى واحات أوراقي
جليل كالهباء ، ناعم كالعيدان
فهل تشتهيني ذاكرتها كما أشتهيها ؟؟
نزعت عني غلالة الهم ، وأزاحت عني عوار القصد ، وحين فارقتها تكدرت حياتي ، سديم ، هينمات ،
تعاتبني ، تمزقني
يالها من لحظة !! أراني فيها غورا ، عمقا ، سمكة تنتقل من هنا إلى هناك ، من وسط المياه ، طائر ، يقفز من بين الروابي
بياض يحفني
فأستوعب جسدها بأجزاء جسمي المتحرك من يوم مواته بين هذه الأصفاد التي تكبله بنظرات حقيرة لا تراه إلا قبلة عابرة من مكروه منبوذ
ليتني اتسع أمامها بغروري ، وأتوهج بين خاصرتها ، ,أهوى إلى جنبها ، بذاتي ، بكياني ، بروحي ، بفنائي
نزعت غلالة البياض ، فتنورت ليلتي ، وكأنني في يومي هذا عريس تزف إليه ملاك من عالمها العلوي ، في هودج من زمرد ، لم أك موهما ، ولا واهما
أنا في مجرتي أعشق البياض ، أتسور البيوت البيضاء
أهيم إلى مجلى الخيول البيضاء
شريط بياض ، يتسورني كالمعصم ، كقبة بين ضفاف الصحراء
قبر ثوى تحته روحا ، بل رمادا
وحين أداخلها ، بقلبي ، بيدي ، تطويني بين حناياها
أسافر كالحلزون بحرارة حرى ، فأتغايب عن الإحساس ، وأتفاقد الشعور
قلب يخفق ، وروح تذوب ، ولهفة حزينة ، ونار حبلى
وحين أتقابل مع مراكز إحساسها ، وموارد حركتها ، أجدها عطوفة تدعوني لإستكمال الصلاة في معبد الطهر الذي لن ينس سجودي وركعاتي هناك
شرائط دانية ، موسومة بميسم الشبق ، فيخترق البرق جسدها ، صدرها ، فصيها ، إنتقالها من عالم الأرض إلى الأفق
فأراها ألفا أليفة ، وهاء ممدودة ، في سكرة تنتعش في حضرة الحقيقة الكبرى ، في زوالها ، في فنائها ، في وجدان لذتها
ريشة تكتب على قلبي سطرا ، يوعدني بسقوطي ، في مهوى الليل السحيق
ثغور من الجسد الفوار الملتهب بالأنوثة المتعثرة في عبق الفناء ، وأريج الحياة
ثم قامت من بين يدي محمرة وجنتاها ، ثم عانقتي للوداع ، وحينها بكت ، ثم انسحبت بكلام يعنفني ، يرميني بالريبة ، يصفعني في وهاد الجفاء ، ينقلني إلى ظاهر اللغة ، وأمام القاضي قلت ، أنا شاعر ، فهل الشعر كالقوانين ؟؟ قال لا ، وما زلت أعاني من ضيقه وهو يريدني متهما ، وأنا اقول له : تعلم لغة المجاز ، يامن لا يعرف مقام الحضرة والسكر والإنتشاء
لم أشعر بها إلا هاربة من خيالي ، كما فرت من مطاردة التصريح إلى التلويح ، ثم بقيت هنا أتنهد حين علمت أن هذا حلم لا يغتر به إلا الحالم



#ابراهيم_الوراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء على شاطئ سيدي بوزيد
- مسار عمرو خالد ، وخالد الجندي ، في الميزان
- صراع الوهم ، أم صراع الإرادات
- عمرو خالد بين الأسطورة والحقيقة
- شظايا في افق الكلمات
- اعباء الروح 1
- حوار بين العقل والعاطفة رقم 6
- 1-2-3-4-5-مرابع البؤس -الانسان ، الزمان ، المكان- رقم
- حوار بين العقل والعاطفة رقم 45
- حوار بين العقل والعاطفة -رقم 1-2-3-
- ثورة من أجل الحقوق أم على الظلم...؟
- مجالس سامرة ..محاورة بين التلميذ وشيخه


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم الوراق - خيال من خيالات انسانة