أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - لماذا نكتب الشعر؟














المزيد.....

لماذا نكتب الشعر؟


وليد الأسطل

الحوار المتمدن-العدد: 5279 - 2016 / 9 / 8 - 00:11
المحور: الادب والفن
    


في مسرحية حفلة سمر من أجل ه حزيران، يقول سعد الله ونّوس على لسان أحد أبطاله(لكي نتحمّل المسؤوليّة، ألا ينبغي أن نكون موجودين، و أن تكون لنا في المرآة صورة!) و يقول في موطنٍ آخر من المسرحيّة ذاتها(هل نحن موجودون؟ ليس وجودنا هو السّؤال الجوهَرِيّ، و إنّما نوعيّة هذا الوجود).
اِتِّكاءاً على جُملَتَي سعد الله ونّوس السّابقتين ، آذنُ لنفسي أن أقول، إنّ الإنسان كائِنٌ دائمُ البحثِ عن إثبات وجوده، و تحقيق ذاته بمستويات مختلفة، لكن الأهمّ من ذلك هو أن يُضفِي الإنسان معنى على وجوده،و لِإِضفاءِ المعنى المَرجُوّ، لا بدّ أن ينتقل الإنسان من طَورِِ المتلقّي السّلبيّ إلى طور المتلَقِّي الفاعل، و لكي يكون تفاعله موضوعيّاً، ينبغي عليه أن يعرفَ نفسه و أن يفهمَ محيطَه الّذي يُشَكِّلُ ميدانَ تفاعلِهِ الخارِجِيّ و اِنعكاساً لفهمه.
أعتقد أنّ فهمنا للأشياء و ممارستنا لها ليسا سوى اِنعكاسٍ لعالَمِنَا الدّاخليّ، أو عالَم الأشياء بداخلنا، كما يُعَبِّرُ عن ذلك لويجي بيراندلّو، فهناك من يمتلك قدراتٍ عقليّةٍ بسيطة، و هناك من يمتلك قدرات عقليّة مركّبَة، إن جازَ لي استخدام هذا التعبير، إنّ ممارسة فهم الظواهر و إعادة إنتاجها في الحياة بأشكال مختلفة، يكمن من وجهة نظري في بشكلٍ شبه مُطلَق في الذّهن و الشعور الرّاصِدَيْنِ لها، من هنا كان لزاماً على الإنسان أن يُطَوّرَ تفكيره و أن يرتقِيَ شعوريّاً، ليمنَحَ فرصةَ النّموّ للإنسان بداخله، على حساب الهمجيّة و الظّلامية، و الوحشيّة الأولى، و لن يتأتّى له ذلك إلّا عن طريق تعرّفه على أخيه الإنسان من خلال إنتاجاته الأدبيّة و الفنيّة، لكونهما من وجهة نظري الخاصّة أكثر الأشياء اعتماداً على النسبيّة و الإختلاف، لأنّ للإحساس و الشّعور النّصيب الأوفر في بنيتهما، لذا فهما يعلّماننا ثقافة التسامح و قبول الآخر، مهما بلغت درجة اختلافه معنا، و لعلّ أكثر الجميع إمعاناً في مجال الإحساس و الشعور، ذلك الكائن الأدبيّ المسمّى شعراً.
إنّ الشعر في مذهبي أكثر الكائنات عاطفةً، إنّه تدفّقٌ طوفانيّ للمشاعر و الأحاسيس، و غوصٌ داخليّ عميق للبحث عن كنوزنا الدّاخلية المستترة، كما أنه حالةٌ من الفرديّة الخالصة، نتخلّى فيها عن كلّ الأقنعة التي يضطرّنا المجتمع لوضعها على شخصيّاتنا الحقيقيّة حدَّ بلوغ حالة الإغتراب عن الذّات. إنّ الشّعر يمنحنا ترفَ الإلتقاء بذواتنا بعيداً عن زحمَةِ الحياة، و أن ننظر إلى التجربة الإنسانية بكلّ تنوّعاتها من خلال منظار الإحتمالات اللّانهائيّة، و نحاول شرحها بعد فهمها بلغَة الخيال، و على أرض الأحلام التي لا تُؤمنُ بالخطيئة، و لا بالحدود الفاصلة بين الأشياء، إنّها دنيا كاملة من الجائز و المباح.
عندما نكتب الشعر، نكون بصدد الإنتقام من الحياة بِلاءاتها الكثيرة، إنّنا ننجز على الورق، ما أخفقنا فيه على أرض الواقع، لنحقّق انتصاراً معنويّاً، يخفّف من وطأة هزائمنا الحياتيّة، كما أنّنا نمارس حقّنا في الشكوى بأسلوبٍ أنيق، للتخلّص من ذكرياتنا المغموسة في الدّموع، إنّنا نتداوى بكتابة الشعر.



#وليد_الأسطل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سينما باراديزو
- الأَوْلَى بِقَلبِك
- لا رجوع
- العَصَا السِّحرِيَّة
- لا يُرِي النَّاسَ وَجهَه
- أين الحقيقة؟
- مَنْ أَكُون؟
- حَظُّ شَاعِر
- الشِّعر
- فِتنة الشّعر
- نِهاية عذاب
- أَلَمْ
- منير الأسطل هَمسَةُ مُحِبّ
- منير الأسطل همسة محبّ
- الإلهام
- دَوْماً حاضِرَة
- حَيَوَاتٌ في ذِكرَيَات
- مُقَامَرَة
- عندما تمضي السّنون
- سَرَاب


المزيد.....




- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - لماذا نكتب الشعر؟