أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - ليس خوفا من هزيمة حركة فتح بل خوفا على الوطن














المزيد.....

ليس خوفا من هزيمة حركة فتح بل خوفا على الوطن


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5278 - 2016 / 9 / 7 - 17:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


عندما طالبنا وطالب كثيرون من الغيورين على المصلحة الوطنية بتأجيل الانتخابات المحلية لحين توفر الظروف المناسبة لعقدها ، لم تكن دعوتنا مبنية على حسابات حزبية ضيقة كالخوف من هزيمة حركة فتح ، حيث كل المؤشرات تدل على أنه في حالة إجراء الانتخابات في اوضاع طبيعية ستفوز حركة فتح بغالبية البلديات ، بل خوفا على ما تبقى من وطن ووحدة الشعب ، ولقطع الطريق على من يحاول توظيف الانتخابات لتكريس الانقسام وتأجيج الفتنة وتجاوز المؤسسات السياسية الشرعية وتشكيل نخب جديدة غالبيتها من أصحاب المصالح الشخصية والسماسرة والمنافقين والانتهازيين وأبناء عائلات وعشائر لا تاريخ وطني لهم الخ ، ستحل محل المؤسسات الشرعية لأنها ستكون النخب المنتخبة شرعيا في مقابل نخب ومؤسسات فقدت شرعيتها بالتقادم أو انتهاء ولايتها – كالمجلس التشريعي ورئيس السلطة وما ينبثق منهما ، حتى القانون الأساسي سيصبح فاقد الشرعية والقيمة - .
وتنبع تخوفاتنا أيضا من أن هذه النخب المنتخبة الجديدة ستتعامل مباشرة مع الاحتلال دون مرجعية مشتركة أو ناظم وطني يربط بعضهم ببعض ، وستتحول القضية الفلسطينية من حالة تحرر وطني ونضال من أجل الحرية والاستقلال والدولة إلى قضية خدماتية اجتماعية تتصارع فيها نخب جديدة على المساعدات الاجنبية ، والتساوق مع خطة ليبرمان وما يتم التخطيط له من تسوية قادمة ستنهي ما تبقى من مؤسسات يمكن نسبتها للمشروع الوطني .
موجبات التخوف جاءت من تجاربنا السابقة لإجراء انتخابات بدون توافق وطني كما جرى مع الانتخابات التشريعية 25 يناير 2006 ، ومستمده مما تشهده الساحة الوطنية بعد الإعلان عن إجراء الانتخابات ، من تفاقم مظاهر الانقسام وتراشق إعلامي وتكفير وتخوين واعتقالات واعتداءات ، دون أي مؤشر على نوايا حقيقية لتكون الانتخابات رافعة ومنطلق للمصالحة الشاملة كما يزعم المتحمسون لإجرائها . لو كانت هناك نية حقيقية لذلك ما توقفت جلسات الحوار الوطني للمصالحة و لكانت الأطراف المعنية استمرت بالحوار وتوافقت ، ما دامت الانتخابات استحقاق دستوري أو مطلوبة دوليا ، على أقل تقدير على كيفية تشكيل قوائم انتخابية تحالفية ، أو توافق على كيفية إدارة العملية الانتخابية بروح وطنية ، وكيفية التصرف ما بعد الانتخابات .
كما تأسست تخوفاتنا من استلهام تجارب انتخابية في دول عديدة لم تؤد الانتخابات إلا إلى الفوضى والفتنة ، لأنه لا يمكن اختزال الديمقراطية بالانتخابات ، هذا إذا كانت المسألة الديمقراطية قضيتنا الرئيسية وليس الاحتلال وكيفية مواجهته ، كما لا يمكن اختزال العملية الانتخابية بصناديق الانتخابات فقط ، فالديمقراطية والانتخابات ثقافة وسلوك حضاري وتنافس لخدمة الشعب في إطار التوافق على المرجعيات والثوابت وفي إطار رؤية مشتركة لكيفية إدارة النظام السياسي ما بعد الانتخابات .
أعداء الشعب الفلسطيني وعلى رأسهم إسرائيل ، و بعض القوى الداخلية بحسن نية منهم أو سوء نية ، خلطوا الأمور وفسروا أو اختزلوا دوافع المطالبين بتأجيل الانتخابات بالخوف من هزيمة حركة فتح وأنها غير جاهزة للانتخابات ، وهو تفسير مغلوط أو جزئي ، فالمسألة ليست هزيمة أو انتصار لأشخاص في قوائم محسوبة على حركة فتح أو حماس أو غيرهما ، بل المشكلة في الأهداف الحقيقية وراء إجراء انتخابات بلدية ، في ظل الظروف التي أشرنا إليها ، دون توافق على موعد لإجراء بقية المنظومة الانتخابية – تشريعية ورئاسية ومجلس وطني - كما نص اتفاق المصالحة ، والمشكلة في غياب رؤية وطنية لكيفية التعامل مع نتائج الانتخابات ، وهل سيكون النظام السياسي الفلسطيني بعد الانتخابات أكثر قوة أم سيزداد ضعفا وانقساما ؟.
حالة اللبس والغموض التي تكتنف الحالة الفلسطينية في أجواء الانتخابات وما تثيره من قلق تشبه الحالة العربية مع بداية فوضى الربيع العربي . قد تبدو المقارنة في غير محلها ، حيث الانتخابات حدث محلي وما يسمى الربيع العربي حدث إقليمي ، ولكن وجه المقارنة يتأتى من باب (شرعية المبدأ أو الفكرة والتباس الممارسة ) ، أيضا من باب تداخل العوامل الداخلية مع العوامل الخارجية . ففكرة الثورة على أنظمة يرى البعض أنها دكتاتورية وفاسدة فكرة صحيحة ، ولكن الذي جرى أن أطرافا غير ديمقراطية ركبت موجة الحراك الشعبي بدعم أطراف خارجية لتحقيق أهداف خاصة بها تتعارض من روح الحراك الشعبي ودوافعه الأولى ، وتتعارض مع هدف الديمقراطية الذي تريده الجماهير ، كما غابت الرؤية والقيادة المشتركة للثورة ، وكانت النتيجة كيف تم تفريغ الربيع العربي من مضمونه .
هذا ما يجري مع الانتخابات البلدية الفلسطينية والتي تداخلت فيها النوايا الحسنة والرغبة بالتغيير مع نوايا أطراف خارجية غير حريصة على الشعب الفلسطيني ، كما شغلت الانتخابات الجميع وغطت على الممارسات الاستيطانية المتوالية وعلى الهبة الشعبية وعلى مخططات للعودة لطاولة المفاوضات تأسيسا لمشروع تسوية جديد أكثر سوءا من مشروع أوسلو .
كما صُدِمت الجماهير العربية بمجريات (الثورات) وما آلت إليه من تفكيك للأوطان وإزهاق للأرواح وصعود جماعات طائفية وقبلية وذات ارتباطات خارجية ، نخشى من نتائج مشابهة في الحالة الفلسطينية إن لم يتم تدارك الأمر بسرعة ، وتدارك الأمر يكون من خلال توافق وطني على تأجيل الانتخابات المحلية أو اجتماع عاجل للقيادات العليا للفصائل للتوافق على آلية إدارة الحملة الانتخابية وعلى كيفية العمل والتنسيق ما بين الهيئات المُنتخبة وحكومة الوفاق الوطني وخصوصا وزارة الحكم المحلي ، وتحديد موعد لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية ، حيث لا يجوز القول ولا يمكن الفهم بأن الانتخابات المحلية استحقاق وطني وديمقراطي والانتخابات التشريعية والرئاسية ليست كذلك ! وكفى دفنا للرأس في الرمال بالزعم أن الانتخابات المحلية مجرد انتخابات لهيئات خدماتية .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء ، ومَن وراء تضخيم الخلاف بين الرئيس ومحمد دحلان ؟
- شكرا شعب فلسطين
- هل تعي الاحزاب الفلسطينية ما هي مُقدمة عليه ؟
- أين فصائل العمل الوطني والإسلامي مما يجري في الضفة الفلسطيني ...
- حركة فتح والانتخابات والمسؤولية الوطنية
- البرنامج الوطني الاستراتيجي للوحدة الوطنية
- الانتخابات المحلية مغامرة سياسية وعوار دستوري
- حتى تكون الانتخابات استحقاقا وطنيا وديمقراطيا
- فشل الانقلاب في تركيا نصر للعرب وفلسطين
- أزمة الاتحاد الأوروبي وفشل رهانات العولمة الثقافية
- الجامعات الفلسطينية : ما لها وما عليها
- االمصالحة بين تركيا وإسرائيل تستنزف رصيد حركة حماس
- ما وراء إثارة مسألة خلافة الرئيس أبو مازن
- في ذكرى الانقسام : مقاربة مغايرة
- الوجه الآخر من الصراع
- لماذا يتعثر المشروع الوطني الفلسطيني ويتقدم المشروع الصهيوني ...
- الشعب الفلسطيني يفتخر بتاريخه ورموزه الوطنية
- في قطاع غزة حالة غضب على الجميع
- في ذكرى النكبة نستحضر تاريخنا الوطني
- المبادرة الفرنسية تكشف بؤس الدبلوماسية الفلسطينية


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن آخر حصيلة للقتلى خلال 295 يوما من ...
- قتلى وعشرات الجرحى في هجوم صاروخي بالجولان.. وإسرائيل تتهم ح ...
- الرئيس الإسرائيلي: حزب الله -قتل بوحشية- أطفالا في الهجوم عل ...
- حزب الله ينفي ضلوعه باستهداف مجدل شمس الذي أدى لمقتل وإصابة ...
- إيطاليا: إعادة فتح -طريق الحب- في الأراضي الخمس بعد سنوات من ...
- هل كانت أوكرانيا تخطط لضرب العمق الروسي دون علم أمريكا.. اتص ...
- إسرائيل تتوعد برد قاس وحزب الله ينفي مسؤوليته عن استهداف مدن ...
- أردوغان: تركيا تنتظر اعتذارا من محمود عباس
- وزير الداخلية الإسرائيلي: الرد على قصف مجدل شمس لن يكون أقل ...
- مجازر غزة..هل يسعى نتنياهو لإطالة الحرب؟


المزيد.....

- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - ليس خوفا من هزيمة حركة فتح بل خوفا على الوطن