طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)
الحوار المتمدن-العدد: 5277 - 2016 / 9 / 6 - 23:27
المحور:
كتابات ساخرة
حكى لي احد زملائي الاطباء هذه القصة ( والعهدة على الراوي .. ) يقول :
كان لُي صديق عام 1978 في احدى مدن الجنوب اسمه عبد الحسين .. كان بعمر ابي ومن وجهاء المدينة و يعمل بزازا وأنيق جدا بالعقال والخاجي الرصاصي ... وكان هناك صديق اخر مقاول ايضا يلبس الكوفية والعقال اسمه ابو طارق ... كانوا يحبوني جدا .. كل خميس نطلع للصيد .. في كل ليلة ( كنت اعزب) يأتي ابو علي ( عبد الحسين ) وهو يحتضن قنينة ( نقيع التمر !!) وتتبعه الطفلة ابنته تحمل على رأسها صينية العشاء لو سمجه لو دجاجه مشويه ... افترقنا زمنا ... وفي التسعينات قالوا لي ان عبد الحسين في غرفة الانعاش ..! ذهبت له وجدته بين الحياة والموت.. حين راني رفع كمام الأوكسجين : وبصوت واهن رحب بي : هلا مولاي هلا بعد روحي .. اشجابك .. المهم بعد ذلك رفع الكمام مرة اخرى وكان متعبا جدا !! قال بخبث معاتبا : مولاي ايكولون كايم اتصلي ؟! هههه أجبته: وينك ووين هذا الحجي .. اجاب متسائلا : شجاك سيدنا ؟!
قال لاهله أجلسوني .. كان متعبا جدا ومرة يضع الأوكسجين جانبا ومرة على انفه بعد ان يتعب تنفسه ..!! قال :
ذيج السنه
كنّا انا والمرحوم ابو طارق كصاصيب .. كان عند الشيوخ عرس وكنا نذبح عشرات الخرفان بل المئات .. امشكلين ونذبح ونصلخ وكان الطعام المتلل باللحم يقدم على البواري مباشرة والكاولية ترقص لعشرة ايام والجميع سكارى يقدم لهم العرق بالطاسة من القدور ... في يوم صرخ بي ابو طارق : ولَك تعال سوي مثلي !! وجدته قد وضع الرز المطبوخ تحت قدميه وراح يدوس عليه !! وهو امشكّٓل !! يصلخ بالذبيحة ..!! ولَك !! حرام .. هاي نعمة الله اشلون اتدوسها ابرجليك ؟! قلت له ..! أجابني بعصبية : نعم..! أدوسها عسى ان يرزقني بمثل ما يرزق هؤلاء الشيوخ ..!!
#طالب_الجليلي (هاشتاغ)
Talib_Al_Jalely#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟