أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - يظل القيد ارجواني -الطاعة اولا














المزيد.....

يظل القيد ارجواني -الطاعة اولا


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5277 - 2016 / 9 / 6 - 14:57
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لم يمضي وقت طويل حتى وصلت الشرطة انقضت على غرفتها في بيت اللاجئين كانها تبحث عن زعيم مافيا خطير.. صعق الاطفال. تجمدت الدماء في عروقهم جميعا.. لم يفهموا كلمة واحدة من الاوامر ..الوعيد والتهديد من تلك الملامح القاسية التي راحت ترتعد بسببها كل فرائضهم

لم تعرف ما تفعل . لا احد يترجم وهم لا يجيدون الحديث بلغة البلد .في جعبتهم جمل من عدة دول اوربية مروا بها . مكثوا في كل منها وقتا كافيا فتعلموا بعض العبارات تمكنهم من التفاهم بها. لكن لا لغة منها تنفع الان. حتى الانكليزية التي اضاعوها بين كومة اللغات المتعددة كانت شبه غائبة عن الحدث

لذا ظلوا في المشهد كمن سقط في كمين محكم. لا يعرفون شيء. لا يقوون على ايتان اي حركة. فارتأى ضابط الشرطة انهاء هذا الكابوس المرعب باخذ الزوج . سار كالحمل الوديع معهم. كانه لم يكن قبل ساعات بركان يستشيط حمما من الغضب!!!. اما هي فظلت على حالها تمثال من شمع بعينين تجولان فيما حولها بصمت

من يومها صار كل موظفي النزل معارفها. فهي لا تترك دعوة احد الا وسارع الاخر في طلبها. هذا يسلمها التالي ليتم فصلا جديدا من الطلبات بل التحقيقات

صارت تباشير الصباح. تخنقها . فهي لا تعني الا المزيد من الألم. الوساوس .الكوابيس. .. كل ما يمكنها التفكير به من المصائب

لا تعرف اين ذهبوا به. لا تعرف اين تسأل عنه.. ما العمل؟ . لكنها عرفت انهم قرروا ابعاده عنهم تماما. هنا للجهات الحكومية الحق في الفصل بين الازواج وابنائهم اذا ما وجدوا ضرورة لذلك

سمعت من المترجمة التي انتدبت لقضيتها مؤخرا. تفاصيل الاجراءات التي ستتخذ ضد زوجها. ولان المترجمة تعاطفت معها فقد مررت لها بعض النصائح والتحذيرات عما عليها قوله وما عليها تجنب قوله حتى لا يكلفها الكثير، في مقدمة ذلك ستكون خسارتها لأولادها

جاء للتحقيق معها اناس بعناوين ومسميات مختلفة. استمرت بعض جلسات التحقيق بعض المرات ساعات. كانوا يرقبون كل حركة وسكنة منها
لكنهم جميعا جاءوا لسبب واحد .. هل تريد العودة لزوجها بعد النزاع وتهديده لها بالسلاح؟
قالت : لا . بارتياب اذعنوا لأقوالها. لكن الامور لم تنته عند هذا الحد. اخذوها والصغار الى نزل اخر خارج المدينة كي لا يتمكن بدوره من اللحاق بها ومعرفة طريقها. كم مرة تساءلت فيها. لما يعاملوهم كانهم من مفجري برجي نيويورك!!؟. لما كل هذه الاجراءات المشددة . عديد الموظفين . اوراق . اجتماعات . لقاءات . مواعيد. جلسات. .. لما كل هذا؟

لكنها لم تصل الى نتيجة، قيل لها القانون هنا هكذا .. الاولاد لا يعودون للاسرة بل للمجتمع . واذا ما تبين للدولة ان حياتهم بخطر فيعني ذلك حمايتهم من اسرهم.واخذهم بعيدا عنهم على اعتبار الاهل عندها هم مصدر الخطر

اولادكم ليسوا لكم. هم ملك الدولة. يأخذونهم من احضان الأم حتى لو كانوا بسن صغيرة. لم تكن لتستوعب كل هذا دفعة واحدة. فلطالما تشاجر زوجان من اهلها واقاربها في صغرها وصباها بل حتى وقت قريب ،،ثم عادا وتصالحا وانتهى الامر

ربما تبعد الدولة الابوين او احدهما عندما يتم اثبات عدم اهليتهم العقلية والبدنية لرعاية الاطفال . لكنها الان معرضة لفقدانهم بسبب ثورة غضب من زوجها لم تؤتي هي اي فعل يسيء لأي من اطفالها
لكن القانون والتعليمات جاءت حازمة

وهي في اطراف مدينة اخرى وحيدة ..منزوعة السلاح من كل حماية وسند.مهددة بخسارة صغارها ورأسها يعبئ كل يوم بحكايات عن اطفال تم انتزاعهم من ذويهم .واعطائهم لاخرين كي يتم تنشئتهم كما تريد الدولة ووفق قوانينها

لكنها لا تملك من هذه الدولة حتى ورقة اثبات اقامتها. لم تعطى حتى حق اللجوء. لا وظيفة بيدها. لا سكن . لا مساعد. جاءت مع صغارها، لكنها مهددة بخسارة كل شيء دفعة واحدة

معقول. هل هذا ضرب من الجنون. ضرب من العبودية ربما

تتعدد وجوهها لكنها تبقى قيودا ارجوانية اما بنزيف الدم الراعش من ضحاياها. ام بنزيف القلوب التي ادمتها قهرا وامتهانا

ولم تنتهي الى هنا الحكاية
بالضبط لم تنتهي الى هذا الحد

طابت اوقات حريتكم ، دعوها تزهو بين احداقكم. كل الوقت وبالاخص حتى نلتقي



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يظل القيد ارجواني-التمرد
- خياطة تقود ثورة
- كان له
- وضاع الوطن مرتين
- ترحل وقيودها معها
- مخالب الامومة
- اغراء لاينتهي
- فرنسا تلعب بهن
- اوراق انثى . النادلة
- السلطان في حدائق الكون
- رماد النقاب
- رفعة رأس بالمايوه
- خوذ العار
- كتبوا (يطالبون باعادة نظام الجواري)هم
- خرق الذاكرة
- وصايا للعاشق
- الاسيرة الجميلة
- ولست دميتك
- حياة المفخذة
- الاميرة البابلية


المزيد.....




- بعد أكثر من ربع قرن من الصمت... إدانة مسؤول سابق بجريمة اغتص ...
- مسؤول أممي يحذر من -وباء عنف جنسي- ضد النساء في السودان
- آخر تعديلات سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 وموعد صب معاشا ...
- سجل NOW.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت بجمي ...
- العدوى الجن-سية مش وصمة
- معجزة علمية: أمومة متأخرة.. امرأة ستينية تضع مولودها الأول ف ...
- الهند: بعد جريمة اغتصاب وقتل طبيبة.. النساء في مواجهة يومية ...
- خارجية السودان: -الجنجويد- ترتكب انتهاكات جسيمة ضد النساء وا ...
- تحذير أممي من عنف جنسي -وبائي- ضد النساء في السودان
- قتل واختطاف واغتصاب.. أمنستي: ميليشيا الكاني ارتكبت جرائم ضد ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - يظل القيد ارجواني -الطاعة اولا