سفيان شنكالي
الحوار المتمدن-العدد: 5276 - 2016 / 9 / 5 - 20:52
المحور:
الادب والفن
خرير الانطواء
واهن هذا الهيكل المنكمش
أذبل الاعتلال
عبق ذكرياته الصباحية
يهدد رؤاه بغدٍ يستثمر إبداعه ..
أتوجّس شرَّ انهيار صومعة الأماني
على ضفاف نهرٍ أعمى
يسري بقداسة العمر نحو الانقضاء .
أستقبلُ براعم الأمل
عن تفاؤل بأحايين خيال استثنائية
أتوق لاستثمارها بعزمٍ
رغم هلامية البعيد المنشود
ورغم القريب الحاضر الموبوء
لعلَّ الدهر لا يتسرّب مهدوراً .
أنوي التغاضي عن انحراف كفّيّ
في استجداء دف الأرض
الرافضة قدميَّ فوق ثراها .
يضع النعاس المترحّم
منتهى تأملات متأرجحة
يطويها بعيداً عن جمود صحوتي
ككل ليلة
أرهق بنتاج انهزام الجسد
لا ألقى سوى أحلام وسادة وحيدة
تأخذني بعيداً عن الرمس المفتوح .
أنثرُ مفاداً في صخب الصراع
تفرض عليه الأصفاد
تلاحقه ثعالب القيادة ..
كلمات تطرق الأبواب المرتعشة
المغلقة خشية التألق في ظلمة القمعِ
في دروب حفظ الكرامة .
ترفّعَ البوح بمنجل كلماتي
حصد الرقاب المادة
فوق مائدة التبعية المذلّة !
فحوى بوح يتصلّب
كسدّ منيع في مجرى الخديعة
يتألق ما بين الروح ومَنشأها
"أمتي الضائعة, والذّات المتكسّرة"
ثائرٌ رغم الهاوية, وشقاء الجسد
وغمضة العين بدمعها في مُبتسم العمر .
يَجهضُ الصبر المفترض
حمل أرض العمر
منذ استلاب دجى الليل
ترانيم صحو النهار .
أُحِلتُ سحابة جدباء
تهيم وسط السماء
متأوّه أذرُ هواجسي في وجه المدى
أترقب أدنى سبيلاً
للتفرد بهجوعي
هي نار هادئة
محتقنة بالشجن المعتّق
تزيل الضجر عنها
دقائق دفء حين حبيبة عابرة .
أيها الأريج المتلاشي سداً
العاجز في ضحى الشباب
خِطْ بأنامل الشُهب
المتسرّعة في الانطفاء
رواية انتكاسة الروح
الشغوفة بعناق الفراشات
والاختلاط بضجيج الطرقات
الآخذة نحو رياض الحياة :
إنما هذا الخرير خبأتُهُ تحت ثوبي
كجمرة تعشق المقاومة والاشتعال .
أسترق بقائي من زمن يرحل
يتركني أغُصُّ بزحمة الالتواء
فتضمحلُّ إثر النعاس
مكنونات صدري ..
هي عصافير قفص
مهووسة بحب الطيران
هي أمنيات تتّقد في هياج الزوبعة
تمضي كذكرى على ورق
كالحروب الأزلية
تخلِّد القشور, وتفني اللُباب
ويبقى جسدي ممسَكاً بسلاسل واهمة
ولا منتظر يستخلص بقائي .
#سفيان_شنكالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟