أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - مشروع مترو بغداد بين الحلم والوهم














المزيد.....

مشروع مترو بغداد بين الحلم والوهم


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5276 - 2016 / 9 / 5 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مشروع مترو بغداد بين الحلم والوهم

اسعد عبدالله عبدعلي

عام 1981 انطلقت فكرة مترو بغداد, أطلقها نظام صدام لتلميع صورته البائسة, بعد المجازر التي فعلها بحق الشعب العراقي, بالإضافة لإشعاله حرب عبثية لا تخدم الا الأعداء, وقامت شركة فرنسية بإكمال تصاميم المشروع, لكن لم يتحقق شيء, بل بقيت مجرد تصاميم على الرف, لان جهد نظام صدام كان متوجه للحرب, ونظام صدام ليس نظام مهتم بقضايا الوطن كما أثبتت سيرته, فالوطن والمواطن لا يبالي صدام بهما حتى لو احترقا, فكان مجرد بالون أعلامي ليس الا!
مر أكثر من عقدين بعد ذلك ونسيت الفكرة, خصوصا أن البلد قد مر بفترة حصار اقتصادي دمر ما بقي من البلد.
عادت الفكرة للوجود وتحديدا في عام 2007, حيث صرح أمين العاصمة أن عام 2007 سيشهد انطلاق مشروع المترو, لكن تبخرت الأيام والأشهر ولم يتحقق شيء, مجرد كلام ومبالغ وتصريحات للعيساوي! وفي عام 2008 عاد أمين بغداد العيساوي ليعلن من جديد انه تم تخصيص واحد مليار دولار لمشروع المترو, لكن مع الأيام تبين أن كلام العيساوي مجرد وهم, لا صلة له بالواقع! حيث لم يتحقق شيء, وبقي الصمت طويلا, ليعود الكلام من جديد في عام 2013, حيث أعلنت أمانة بغداد أن شركة فرنسية اسمها سيستر قد باشرت بتطوير التصاميم القديمة لمشروع المترو, والتي ستنجز بنفس العام, وقد بلغت التكلفة التخمينية للمشروع 7,5 مليار دولار, أي بظرف خمس سنوات ارتفعت تكلفة المشروع من 1 مليار دولار الى 7,5 مليار دولار! فانظر لحجم التكاليف الجديدة, ولكن لم يتحقق شيء, مجرد كلام للضحك على الشعب البائس, وأموال تختفي!
وفي 28 أيار من العام الحالي, كشف مقرر مجلس محافظة بغداد, أن تكلفة التصاميم المشروع بلغت 40 مليون دولار! وقال أن هناك اتفاق مع شركة فرنسية لكن المشروع يحتاج لأموال ضخمة, لذا تنفيذ المشروع متروك ألان, فانظر معي الى حجم التلاعب الذي حصل في السنوات السابقة!
لنترك أيام صدام وقد ذكرناه فقط لتبيان تاريخ المشروع, ولنتكلم عن ما بعد 2003, ترى لما كل هذه المماطلة, ولماذا لا حساب لهذا الكذب؟ وما مصير التخصيصات المليار دولار ثم السبعة مليار دولار؟ وهل يعقل أن مجرد رسوم ومخططات المشروع تكلفتها أربعون ملايين دولار! ما هذا الرقم الغريب, أن الفساد يحيط بالمشروع ولا اعرف لماذا لحد ألان سكوت هيئة النزاهة أو ديوان الرقابة؟ بل حتى الإعلام العراقي لا يتابع ولا يهتم بالمبالغ التي ذهبت مع الريح.
ما جرى بشان مشروع المترو يمثل استهانة كبيرة بالإنسان العراقي, لأنه كذب ساذج يمارس عبر أعوام, من دون أن يكون هنالك اهتمام بأي ردة فعل جماهيرية متوقعة, حيث يكذب السادة المسئولون وتخصص الأموال, وتنتهي السنوات ولا شيء , فيعودوا للكذب من جديد ثم يضاعفوا رقم التخصيص بشكل فاضح, ولا احد يسأل أو يستفهم عن السبب, وتسير الأيام! لكن الغريب في الأمر أن لا تكون هنالك ردة فعل جماهيرية لهؤلاء اللصوص الكذابون, مما يدلل على حالة سلبية يعيشها المجتمع, تتمثل باللامبالاة بما يحصل.
هذا الأمر لو كان في بلد يحترم القيم والقوانين, لتم "إعدام" كل من كذب وسرق, لان الكذب هنا كان على الأمة العراقية, والسرقة كانت للخزينة العراقية, وهو نوع من الإرهاب الذي يمارسه السادة المسئولون, لطعن العراق من الخلف بخنجر مسموم, لكنه بلد ضائع فلا يحاسب اللص الكبير, بل يكرم ويجزل له بالعطاء, واليوم كل من شارك بكذب وسرقات الأمس يستلمون رواتب خرافية, ويعيشون في قصور كبيرة, ولا احد يلاحقهم عن الأموال التي سرقوها.
ننتظر صحوة جماهيرية وإعلامية, وفتح لملفات الأمس, كي نقتص من كل من سرق أحلامنا, عسى أن تكون الصحوة قريبة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبد الله عبد علي
كاتب وأعلامي عراقي



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمعة الصواريخ في بغداد... شكرا لكم
- أفكار امرأة أنانية
- يا وزارة التربية, نريد مدارس لصعوبات التعلم
- إياك والمرور بشارع التعذيب ( شارع نهاية الداخل)
- يوم الثلاثاء الملعون
- عوائل شهداء الحشد الشعبي تحت الضغط
- لماذا دعم صدام انتشار الفكر الوهابي؟
- تحالف القوى وأربع خطوات للعودة من الموت
- كاميرات سرية لابتزاز الفتيات
- تصوير العري يتحول إلى فن
- الضفدع -كيرمت- وصخب البرلمان , وصناعة البطل
- كوابيس كاتب مغمور
- فضيحة البرلمان الجديدة هل -ستطمطم-
- أفكار أبو نجم لحل مشكلة السكن
- صخب ونساء وكاتب مهموم
- ملحمة تكسير الأصنام قبل الهجرة, ومحاولات التعتيم
- قصة قصيرة / الخطيئة
- هل الخنادق هي الحل الأمثل لحماية المدن؟
- حوار مع شاب عراقي
- تغير مناخ العراق بفعل فاعل -الجزء الأول-


المزيد.....




- نتنياهو: سنغير ميزان القوى لجبهة الشمال بين إسرائيل ولبنان.. ...
- عراقجي: سنرد بشدة على أي هجوم إسرائيلي
- نائب لبناني يكشف هدف إسرائيل الأساسي من قطع طريق المصنع الرا ...
- -إنذار عاجل- من الجيش الإسرائيلي لسكان برج البراجنة في بيروت ...
- من يحكم لبنان، وما هي قوة حزب الله؟
- بحر المانش يواصل حصد الأرواح ووزير الداخلية الفرنسي يشدد على ...
- ماكرون يدعو إلى وقف تسليم الأسلحة لإسرائيل لاستخدامها في غزة ...
- الجعفري: سوريا ترغب في الانضمام إلى -بريكس- وتجري مفاوضات جا ...
- -عار عليكم-.. نتنياهو يوجه انتقادا لاذعا لماكرون (فيديو)
- -تلغرام- يعتزم إنشاء نظير لـ-يوتيوب-


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - مشروع مترو بغداد بين الحلم والوهم