أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بير رستم - الإنسان ..حيوان كاذب!!














المزيد.....


الإنسان ..حيوان كاذب!!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 5276 - 2016 / 9 / 5 - 16:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بير رستم (أحمد مصطفى)
لقد تعرفنا خلال مسيرة (الفكر الإنساني) على عدة توصيفات وتعريفات بخصوص الكائن -أو الحيوان- البشري وذلك من خلال كتابات عدد من المفكرين والفلاسفة حيث هناك من وصفه بالحيوان الناطق -أرسطو- وآخرين وصفوه على إنه (حيوان عاقل أو إجتماعي) وتقول إحدى المواقع الإجتماعية بخصوص الموضوع ما يلي: "إن أول من عرف الإنسان بهذا التعريف هو أرسطو إذ قال: إن الإنسان هو الحيوان الناطق. وقد عرفه غيره من الفلاسفة بأنه الحيوان العاقل, أو الحيوان المفكر, أو الحيوان الأخلاقي, أو الحيوان الاجتماعي, أو الحيوان المتدين .الخ... فهل الإنسان حيوان؟".

إننا هنا لن نناقش قضية "الحيوانية البشرية" حيث أن مصطلح الحيوان وفي إحدى معانيه يأخذ معنى الوجود والحياة ويقيناً أن كل أولئك الفلاسفة قد أخذوا مصطلح الحيوان كتوصيف أول للكائن البشري وفق ذاك السياق التوظيفي التعبيري للمصطلح حيث بالأخير؛ فإن الكائن البشري هو أحد الأجناس والأنواع الحيوانية الطبيعية للوجود وما يميزه عن باقي الأجناس والأنواع هو التوصيف الإيضاحي للمعنى الأول أو الصفة الأخرى اللاحقة بتلك الطبيعة الحيوانية وذلك من قبيل "النطق والتفكير والحالة الإجتماعية الأخلاقية".

وهكذا فإننا نجد بأن الخلاف أو الإختلاف بخصوص الكائن البشري، لدى كل أولئك المفكرين، لم يكن نابعاً من قضية توصيف هذا الكائن بالحيوانية، بل هو قائم على أساس ما يميّز هذا (الحيوان) ولذلك جاء التباين والإختلاف، لكن تمحورت حول قضيتين أساسيتين جوهريتين وهما؛ العقل أو التفكير المنطقي والمحاكمات العقلانية والقضية الأخرى تمحورت حول الجانب الإجتماعي للكائن البشري الآدمي حيث العمران والمدنية .. وبكل تأكيد فقد وفق أولئك الفلاسفة ولدرجة كبيرة في قراءاتهم أو ما يمكن تسميته بإحدى أكثر القراءات الفلسفية عمقاً في الأنتروبولوجيا البشرية، إلا إنهم وللأسف بالغوا كثيراً في تفرد هذا الكائن الحيواني (الإنسان) بتلك الصفات العقلانية والإجتماعية.

حيث لو أخذنا قضية العقلانية والتفكير المنطقي -وبدرجة نسبية- لوجدنا بأن كل الأنواع والأجناس الحيوانية، والحيوان الآدمي ضمناً، تتمتع بتلك الخاصية التفكيرية، إن كان في تأمين مستلزمات تأمين الحياة أو الدفاع عن النفس والحفاظ على النوع وحتى قضية؛ أن الإنسان حيوان ناطق والتي أشار لها أرسطو، فأعتقد بأنها ليست خاصية يستفرد به هذا الكائن الآدمي -أو الحيوان الناطق- حيث الحيوانات الاخرى أيضاً لها نطقها وإشاراتها اللغوية التي تتواصل به مع أبناء جنسها من نفس النوع (الحيواني).

وكذلك قضية الجانب الإجتماعي والتي أشار لها بعض المفكرين والفلاسفة، فهي الأخرى ليست بميزة تخص الكائن الآدمي حيث لو درسنا الحياة الإجتماعية لخلية النحل لوجدنا فيه من الدقة والتناغم والإنضباط من حيث العلاقة والروابط الإجتماعية تفوق ما هو موجود لدى البيئات الإجتماعية البشرية.. وبالتالي يمكننا القول؛ بأن كل التوصيفات السابقة -مثل الحيوان الناطق أو العاقل أو الإجتماعي أو..الخ- لم تكن إلا خدعاً وأكاذيب ونفاقاً من هذا الكائن الحيواني البشري لكي يعطي نفسه تلك الخصوصية والإستفراد والتمييز الإجتماعي وقد تفوق على نفسه في الكذب لدرجة؛ إنه بات يصدق أكاذيبه.

طبعاً هذا لا يعني نفياً تاماً لتلك القراءات الفلسفية، بل تأكيداً على إنها تعبر عن أجزاء من الحقيقة الكلية التي تعبر عن الواقع الوجودي للكائن البشري،ذلك من جهة أما من الجهة الأخرى؛ فإنها تؤكد على ما ذهبنا إليه في عنوان مقالنا؛ بأن الإنسان حيوان كاذب حيث وبقناعتي إن هذه هي الحقيقة الأكثر تعبيراً عن الجنس الحيواني -أي الإنسان- وهي الصفة الأكثر تمييزاً وإستفراداً للكائن البشري وبأنه أكثر حيوان قادر على الكذب والنفاق والدجل، بل إنه قادر على الكذب لدرجة إقناع الآخر على إنها الحقيقة.

وهكذا؛ يمكننا القول: بأن جميعنا يكذب بطريقة غوبلزية لدرجة إنه ليس فقط قادر على إقناع الآخرين، بل حتى إقناع نفسه حيث وجدنا كيف أن أولئك الفلاسفة والمفكرين كذبوا على أنفسهم و-علينا- في قضية تعريف الكائن الحيواني (الإنسان) وقمنا صدقنا أنفسنا وأقنعنا ذواتنا بأن تلك هي إحدى حقائق الطبيعة. ولذلك وأخيراً؛ يمكنني القول: بأن غوبلز كان أكثر حيواناً كاذباً وبالتالي أكثر إنساناً من الجميع وذلك رغم كل ما يتم تحميله من ذنوب ومعاصي الإنسان، هذا الحيوان الكاذب، فهو يشبه يهوذا الأسخريوطي في أحد أقنعته (أوجهه) وفي القناع (الوجه) الآخر هو المسيح الكاذب.




#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراعات الميليشاوية ومن هو الميليشاوي في سوريا؟!
- بارزاني .. غير قادر على الخيانة.
- تركمان سوريا ..في بازرات تركيا!!
- الكورد.. يحققون مشروعهم السياسي.
- حلب؛ المنطقة الرمادية في تقاسم الكعكة السورية!!
- سوريا لا تقبل القسمة على واحد!!
- تحرير منبج هو الطريق لبناء سوريا فيدرالية.
- الكورد .. لا يستحقون “دويلة“!!
- الفكر القومي وبناء الشخصية الوطنية.
- شنكال؛ كان خطأً قاتلاً وليس خيانة.
- لون -داعش- .. يتمدد لكل (الثورة السورية)!!
- الكوردي .. عنيد أم أحمق؟!
- كفى نفاقاً.. لا أحد يرفض الكرسي!!
- الإستقطاب الحزبي والعماء السياسي الكوردي!!
- السياسي الكوردي بين الواقعية السياسية والرغبة الشعبوية!!
- إنقلاب تركيا بين -المسرحية- والوقائع الكارثية.
- الفيدرالية جزء من الحل المرحلي.
- الأحزاب الكوردية هي أحزاب قومية وإن كانت بمسميات غير قومية.
- تركيا .. واللعب في الوقت الضائع!!
- بيان ورسالة مثقف عربي للشعب الكوردي.


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يتهم -حماس- بممارسة -الحرب النفسية- بشأن الرهائ ...
- بيت لاهيا.. صناعة الخبز فوق الأنقاض
- لبنان.. مطالب بالضغط على إسرائيل
- تركيا وروسيا.. توسيع التعاون في الطاقة
- الجزائر.. أزمة تبذير الخبز بالشهر الكريم
- تونس.. عادات أصيلة في رمضان المبارك
- ترامب: المحتال جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- روته: انضمام أوكرانيا إلى حلف -الناتو- لم يعد قيد الدراسة
- لوكاشينكو: بوتين تلقى اتصالا من أوكرانيا
- مصر.. اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بير رستم - الإنسان ..حيوان كاذب!!