زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 5276 - 2016 / 9 / 5 - 15:47
المحور:
الادب والفن
هكذا أنتِ ...
غصنٌ أخضرُ في كرمة الحياة.
عنقود ليلكيّ جميل قابع عند الصخرة الكبيرة .
سنبلة مُثقلة بالحَّبّ تنحني على جفن الأيام.
أمل باسم رسم الرّجاء في الظّلال .
هكذا أنتِ ... وهكذا كُنتِ..
تريزا الأمّ الرائعة ، عروس السّيّد وطفلته المُدلّلة، الشّامخة في تواضع ، المُعطية من قلبها الكبير بلا مِنّة ، المُتحدّيّة للداء بشممٍ وقداسة ، القابضة على المحبّة بكلتا يديْها ، العاصرة في دنّ الانسانيّة خمرةً لا تُسكر كتلك التي صنعها الربّ في عرس قانا الجليل .
تريزا ... الاسم الجميل والقدمان الجميلتان الجائلتان بين المرضى توزّع البسمات والخبز والمحبّة اليسوعيّة ، ، وتُبلسم الأوصاب والجروحَ والقروح، وتزرع الهند صلواتٍ وآمالًا وأخبارًا سارّة ، فتركض خلفها النفوس تتساءَل :
أينهُ ؟
أين العريس ؟ أين ابن الانسان الذي باسمه تحدّيْتِ الموت والعدوى وذُبْتِ به ولأجله محبة وتحنانًا؟
أين هذا الذي مسَحَكِ بدُهن الابتهاج أكثر من كلِّ رُفقائك ، فتركتِ وطنكِ لأجله ولأجل اخوته الأصاغر ، المساكين بالرُّوح؟
أراك في هذه الأيام وانت ترقبين من علٍ البشر يُكلّلونك بالقداسة ، فكأني بك تضحكين وتقولين : شكرًا من الصميم ..شكرًا لكم...
ولكن أين هذا من ذاك!!
أين هذا من المجد الذي أحظى به وأنا أرنّم في محضر الإله العظيم؟!!
أين هذا من الجلال الذي أراه ولا يقدر لساني من البوْحِ به أو التعبير عنه؟!
أين هذا من المجد السّنيّ الذي أعيشه في الحضرة الالهيّة؟!
تريزا ..الأمّ الرائعة ؛ رفيقة الحزانى والمُعذّبين والمرضى ..نُحبّك ،نُقدّركِ ونحاول ان نسير في خطاكِ حاملين صليب من فدانا ودفع الثَّمن كاملًا.
تريزا الأمّ الغالية " نيّالك"...
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟