أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - يظل القيد ارجواني-التمرد














المزيد.....

يظل القيد ارجواني-التمرد


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5275 - 2016 / 9 / 4 - 17:06
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    




لم تكن تريد الا القليل. ما يكفيها من طعام وشراب في كوخها المتواضع .. سعيدة بتربية صغارها،والتمتع بهم وهم يكبرون امام عينيها بصحة جيدة
لكن لم تكن لتدرك ما يخبأه لها القدر من مأساة . في احدى نزهاتها مع صغيريها التقتها السيدة البيضاء التي سلب الصغيرين لبها بجمالهما ،ونظافتهما.. فافصحت عن رغبتها بالحاقهما بالخدمة في قصرها

لم يرق هذا العرض للسوداء المتمردة احست كان خنجرا مسموما اخترق قلبها .. فردت كالملكوم: الى الجحيم .. لا
كانت كلماتها كافية لتفتح عليها هي لا السيدة البيضاء ابواب الجحيم على مصراعيها. تجمع كل السادة البيض في الشارع مذهولين من رد الأم السوداء التي رفضت عرضا يكاد يكون مغريا لمن مثلها. والأهم من كل هذا رفضها الذي لم يكن حقا لها على الاطلاق

فمن مثلها من العبيد عليهم الخنوع ثم القبول باي طلب من سادتهم البيض. سنوات عذاب وقهر قضتها بالسجن سلبت فيها كرامتها. عزتها .ادميتها واخرست ثورة تمردها

في هذا المشهد الاستثنائي الذي قدمته أوبرا وينفري من فلم اللون الارجواني نقلنا المخرج المبدع ستيفن سبيلبرغ الى اجواء العبودية الحقيقية في امريكا التي كانت سائدة في القرنين الثامن والتاسع عشر.. عالم زخر بالقصص التي لا تنتهي مثل طرق غابات الامازون المتشابكة الطويلة التي لا تعرف النهاية.من تاريخ ادميت اصفاده باللون الارجواني القاني من دماء ضحاياه من السود

لما نعود اليوم. لان علمائنا يقولون عنا نحن البشر حقيقة في غاية الغرابة .. ينعتوننا... باصحاب الذاكرة القصيرة... الشعوب ذاكرتها قصيرة … لما كل هذا؟ . لاننا سرعان ما ننسى الاحداث . نتخلى عن حكم التاريخ . والعبر المستقاة من تفاصيله. لنقع بما هو اسوء منها

فتلك التي جاءت باولادها هاربة من جحيم العصابات المرتزقة التي استباحت كل شيء في وطنها الأم عولت على محطتها التالية في بلد المهجر كل خير . تمنت تنشئة صغارها بجو من الحرية والأمان تنشئة سليمة

مع هذا بقيت سيدة لبيت عربي او شرقي .. او اي بيت في هذا العالم ـ عدا الاوربي ـ او ألماني بالتحديد!!!. لما كل هذا؟!! بمعنى لما هذا التصنيف
الحقيقة في البيوت كثيرا ما يتشاجر الزوجان . بعض الاحيان يندلع النزاع لاسباب واهية. فكيف الحال وكل ما حولك تحدي. الحياة اللغة .العادات . التقاليد . القانون. بقاءك . نفيك . اسرتك . عالمك الصغير والكبير يقطع ويركب مثلما يراد لك . ولا تملك عمل اي شيء
اي ضغط نفسي هذا. اي انهيار لقدرة المرء على التعاطي والتحمل لكل ما يمر به. ثم ليس هناك من وسيلة افضل من الصراخ ، والغضب للتنفيس عن الخسائر الجمة . والضياع اللامتناهي الذي يمر به المرء

مع من كل هذا. من يدفع الثمن الزوجة. وهي نفسها تكون باغلب الاحيان اشد توترا وعصبية من الزوج

يومها احتد النزاع بينهما . فعلى صوته. ورفع يده في نوبة غضب وجنون ضربها. افقده الغضب عقله فاسرع ليهددها بالسكين . يريد ان يبرهن لنفسه قبلها رجولته. بقاءه في سجل الاحياء اصحاب الخيارات . لم تنتزع منه دولة المهجر كل شيء.!! لازال يحتفظ بما يبقية على قيد القرار. ام التمرد على اقل تقدير

لكنه لسوء حظه كان قليل الاطلاع عما حوله. هنا لا يعني هو بالاغلب شيء. ربما قبل به اكراما لاولاده الذين يعول عليهم في ملئ الفراغ الحاصل في الايدي العاملة للطبقة الوسطى او اصحاب المهن والحرف الذين راحت اعدادهم تتناقص باضطراد مقلق. فالمجتمع راح ينكمش بسبب قلة المواليد . هذه الحالة لم تكن وليدة الساعة بل جاءت بعد سياسة طويلة الامد تسبب بها رخاء المجتمع ،واهمية الحياة المادية ،والثراء الشخصي للافراد ،والتثقيف بضرورة العناية بالفرد ورفاهيته على حساب الاسرة والمجتمع
اذن الصغار او الفتية هم بيت القصيد. ربما يقبلون بالابوين كأجر حتى يتمكنوا من استخدام اولادهم

فما ان رأى مدير النزل ما حصل حتى سارع بالاتصال بالشرطة والدوائر المتخصصة
هنا لم يكن الحال بافضل من حال السوداء يومها. اما اطفالها، فهم لوحدهم قصة تروى. دعونا نتحدث عنها بروية في المرة القادمة
استودع صبركم بكل خير
الى اللقاء



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خياطة تقود ثورة
- كان له
- وضاع الوطن مرتين
- ترحل وقيودها معها
- مخالب الامومة
- اغراء لاينتهي
- فرنسا تلعب بهن
- اوراق انثى . النادلة
- السلطان في حدائق الكون
- رماد النقاب
- رفعة رأس بالمايوه
- خوذ العار
- كتبوا (يطالبون باعادة نظام الجواري)هم
- خرق الذاكرة
- وصايا للعاشق
- الاسيرة الجميلة
- ولست دميتك
- حياة المفخذة
- الاميرة البابلية
- قناع الشمع


المزيد.....




- حقق حلمك بالزواج.. قرض الزواج من بنك التنمية بتمويل يصل إلى ...
- -ملكة جمال السباحة- تتلقى عرضا مثيرا من شركة دمى جنسية (صور) ...
- ما هي طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائر ...
- حياتك هتتغير للأفضل.. طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة ف ...
- عبر موقع الوكالة الوطنية للتشغيل.. طريقة التسجيل في منحة الم ...
- بعد مزاعم عن وقوع جريمة اغتصاب.. طلاب يتظاهرون في باكستان و ...
- لماذا تلجأ المصريات للخلع؟
- كم الدعم؟ .. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت لعام 2024 في ...
- مجزرة مدرسة أبو الحسين واستهداف مراكز في جباليا
- متاح من هنا.. رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 202 ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - يظل القيد ارجواني-التمرد