عامر عبدزيد الوائلي
الحوار المتمدن-العدد: 5274 - 2016 / 9 / 3 - 11:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الفرضية التي ننطلق منها في هذا المقال ان التراث القديم مازال حى في الفهم المعاش شعبيا للدين في الاسلام والمسيحية والاديان الاخرى مثل الصابيئة واليزيدية وغيرهما .ومن ثم يشكل الفكر العراقي القديم عتبة مهمة في فهم الكثير من الخطابات الاهوتية في الخطاب التوحيدي لدي الاديان الثلاثة ولدى الفهم الشعبي للدين الذي هو يشغل اللاشعور الجمعي الذي يقف وسيطا بين الانسان والمنضومة الدينية التي ينتمي اليها .
الرهان الذي نلمسه هنا : ان الفكر العراقي القديم لم ينتفي بل هو جزء من التراث الانساني ، الا انه اعاد تبيئة نفسه داخل التراثيات اللاحقة وهو اليوم جزء من التراث الانتربيولوجي المسكوت عنه في الممارسات الشعبية للدين والتي يعتبر عتبة مهمة من اجل الفهم التجريدي اللاهوتي المتعارف عليه في الفكر الكلامي والفقهي والفلسفي او العرفاني ، الاا نه حاضر بعمق رغم تحولاته التي تجعل من صعب الامساك به ومن هنا تاتي ضرورة فهم التراث القديم للعراق من اجل فهم الواقع الديني اليوم .
فالاشكالية التي نود ان نقف عندها : ان التراث القديم وان كان منطلقه انسي بمعنى انه كان يعتمد العالم المعاش مصدرا اساسيا في بنا ءتصوراته وتخيلاته ؛ الا انه عمل على الاغتراب عن هذا الواقع من خلال افتراضه عالم اخر مفارق مصدرا لهذه التاملات والتخيلات فبهذا خلق وعي مغترب عن ذاته يقوم على اختلاق قوة مفارقة تسبغ على وجوده معنى وتمنحه بعدا روحيا في مواجهة الطبيعة التي عمل على انسنته من خلال قوة تمتلك ملامحه الا انها تمتلك سمات متفوقه لا متناهية مقابل سماته المتناهيه هذا بداية التامل الديني من حدث الوعي الاسطوري الذي بلورته التجربة الفردية وخلقت منه وعيا جمعيا اضفت على المؤسسة الدينية والسياسية ، مستثمره الموروث الشفاهي والتجارب الدينية الفردية –الجماعية ، ومن ثم تم استثماره في اسباغ الشرعية على المؤسسة الدينية ومن ثم السياسية التي اصبحت تحتكر الرسمال الرمزي والاقتصادي معا .
الاطروحة القديمة التي نحاول عرضها : هي انها تجعل من الانسان عبد خاضع الى قوة جبرية عاتية هو العوبة بيدها لهذا يحاول التقرب منها عبر الطقوس والممارسة التعبدية الاسطورية التي تؤمن بتحكم تلك القوة المفارقة في عالمه فهي الحقيقة مقابل عالم متحول عرضه الى الدمار بحسب مزاج الالهة ورغباتها التي تشبه رغبات الانسان الايجابية والسلبية .
الاطروحة التي نحاول تاكيدها هنا :ان الفكر القديم كان يعبر عن ميراث حضاري ويعكس طبيعة الحقبة التاريخية والحضارية التي تمثل مرحلة مبكرة في صياغة التراث الحضاري الانساني وبالتالي هذا الفكر خلق انساق خاضعه الى طبيعة البيئة الحضارية التي خلقت بالنسبة له تحدي وجودي جاءت منجزاته الحضارية في التشريع والسياسة والعمران والمدنية في الدين والادب والطقوس والاعراف الاجتماعية وسيل من وسائل الثقافة في مواجهة الطبيعة ،فهي حقبه مهمه في تطور الوعي الحضاري العالمي ،لابد من دراستها والوقوف عندها ،ولايمكن تفكيك ونقد الكثير من التمركزات الا عبر المرور بهذا التراث ، ومن ناحية ثانية فان هذا التراث خلق انساق مازالت حاضرة في وعي العراق وشكل قوالب واليات في تلقي الفكر الوافد واعادت قولبته في تلك القوالب التي لها ميراث عميق في الانا الجمعية ، والتي جعلت العراقيين رغم تنوع اديانهم ثمة قوالب ثقافية تحكمهم وتميزهم عن الوعي المحيط بهم وهنا تظهر اختلاف الممارسات الدينية والحضارية وطبيعة التاويلات بين العراق والثقافات المحيطة به وهنا مكن الاختلاف بين التجريد الذي يظهر في الثقافات الوافدة ان تعكس وعي بيئتها وبين التجسيد والتحضر الذي في العراق وميله الى التقديس وقربه من حضور المقدس في حياته اليومية ،مما جعله ميال الى الطقوس والممارسات العبادية الاحتفالية ، لكنه من ناحية اخرى يجعل منه خاضع الى القوى المفارقة الدينية ويعمل على تهميش فرديته مقابل الشعور بالامان النفسي ،مما غاب معه البعد الانسي وحضر معه الافق الغيبي .
اطروحة البحث تحاول استحضار الاطروحة السلبية المهيمنه وكشف الجانب الانسي المغيب فيها .
تجيليات الاطروحة اللاهوتية العراقية وحضور الانسي فيها :
كانت الأسطورة ثوباً اختاره الإنسان وتجربةً فكريةً شكلت البداية التي مازالت مظاهرها حاضرة في النصوص المقدسة والفلسفية والأدبية بل وفي طريقة البشر في التعامل مع الطبيعة.
لا تخلو السياسة اليوم من الأسطورة. وكذلك الفن والأدب. ومازال الخيال يمتد عميقا في الحاضر صوب المستقبل، فهكذا جاءت تلك الصورة التي لا يمكن عزلها عن الفكر ؛ لأنها تمثل الشكل الذي أصبحت التجربة فيه ، واعية بذاتها ، ولذلك يجب إن تؤخذ الأسطورة دائماً بالحسبان ؛ لأنها تكشف عن حقيقة مهمة وان يتعذر إثباتها، تلك هي الحقيقة الميتافيزيقية، وتجلياتها في نفي الانسي مقابل حضور المقدس والغيبي طاغيا ويمثل نسق عميق الحضور في اللاوعي الجمعي .
حيث تتظهر هذه الاطروحة في الفكر العراقي القديم في نظرته الى ( الوجود)، أن كل وجود هو ذات تتمتع بإرادة وفردية هو نظام وطبيعة يؤلف دولة كونية ولكل موجود كيان اثر في دولته بما في ذلك الافكار المجردة كالعدالة والعائدة على إن مواطني دولته ليسوا على مستوى واحد من الإرادة والقوة والسلطة والفعل, إذ يعتقد العراقيون بصدق دولتهم الكونية, وتحققها الفعلي, ويعتقدون أيضا بشموليتها ومطلقيتها. وهكذا كان الوجود لدى العراقيين ذا طابع حيوي، فكل شيء حاوي على الروح والمادة بأبسط مفهوم لها.
فرغم انه انطلق من واقع معاش انسي ، الا انه تخيل ان طبيعة الوجود متمثلا بحشد الكائنات التي تتحكم بالظواهر والأشياء, لذا كانت طبيعته عاقلة ،مونسنة اذ أن الموروث العراقي القديم قد جعل لتلك الطبيعة شخصيةً ووجد الإنسان في نفسه الصورة المثلى لألهته وصورها على صورته ، بل انه اغترب عن وعي الانسي فتصور انه خلق هو على صورتها، وقد تجسدت تلك المماثلة واخذت طابعا تقديسيا عندما جعل من عالمه الاجتماعي وما يسوده من علاقات هي ذاتها علاقات القوى الطبيعية التي تم تشخيصها باسماء تعكس مظاهره تلك الظاهرة الطبيعية التي تجلت في تمثلاته للدولة الكونية و هي انعكاس لدولة المدينة السومرية ، وهي انعكاس أيضا لتعدد الآلهة وعلى هذا جاءت تلك العلاقة على أنها علاقة أوامر إلالهية مقابل طاعة بشرية فالمواطن أحس بضالته إمام قوى الطبيعة اعتقادا منه بأنه قد خلق لخدمة الآلهة.
وقد جسد تلك الرؤية في لغته الاسطورية ومتنها الحكائي الشفاهي ،وهي نتيجه لما يمتلكه من اليات حضارية في الرصد للاجرام السماوية من اجل تبيان اثرها على واقعه الزراعي ، تطورت تلك الخبرة فتجلت عبر اساطيره رؤية كونية تعبر رؤية " التغير والحركة " .
و هذا ما ظهر في الصراع بين (السكون والحركة), قصة الخليقة البابلية حيث الصراع الذي حدث بين اله الحركة والعقل (أيا) مقابل (تياما) رمز الظلمة والأبدية, وثانيا بين الإنسان رمز الحركة والحياة مع (انليل) اله العاصفة الراغب في العودة إلى حالته السكونية، لكن لو عاد العراقي إلى الحياة، لما اضطرب كثيراً المرأى أثارة, وهي حطام لأنه كان دائما يعرف بعمق بأن الإنسان أيامه معدودة ومهما صنع فما هو الأ ريح تهب جوهر الوجود ومغزاه لديه بعيد عن الإنسان، ومنجزاته، بعيد عن الأشياء الملموسة، في قوى غير ملموسة.
بحكم كون تلك بداية تمثل الظاهرة الدينية التي تقوم على فلسفة خاصة، فإذا كان الدين لغةً من "دانه" "دينه" فانه إذن عبارة عن علاقة بين طرفين يعظم احدهما الاخر ويخضع له باب يقود الى الاصلاح الاخلاقي ويسبغ الشرعية والمعقولية على الكون ومظاهره من خلال كون الوضع الالهي يرشد الى الحق في الاعتقاد وإلى الخير في السلوك والمعاملات.
فالدين مجموعة واجبات المخلوق نحو الخالق وهو الإيمان بقوة لا يمكن تصور نهايتها الزمانية ولا المكانية، هو العنصر الرئيس في الدين، وعليه فهو الإيمان بكائنات روحية. والدين محاولة تصور ما لا يمكن تصوره والتعبير عما لا يمكن التعبير عنه وهو التطلع إلى النهاية. تلك ملامح الاعتقاد الديني وجدت التعبير عنها عبر "مبدأ التعدد" الذي يقود إلى الاعتقاد الأسطوري من حيث هو صلة موصولة بين الحدث الطبيعي وبين الحدث التاريخي, فالأسطورة تحاول التعبير عن ذلك الذي لا يمكن التعبير عنه, التي تقود خضوع الإنسان إلى قوة خفية مفارقة فوق طبيعة الإنسان، وهذه هي الظاهرة التي يصورها "غوشيه" بوصفها اختيارا و(تأسيسا), وهذا التأسيس لا يفهم إلا من خلال فكر (الدين), فالدين هو في أصله دين البشر للعالم الآخر وللكائنات العلوية وللقوى الفائقة.
بالجمع بين تلك الاطروحة القائمة على تاكيد المفارق الاسطوري ظهرت اول تجليات الظاهرة الدينية والتي بفهمها وفهم الوعي الذي انتجها يمكن فهم وادراك
طبيعة السلطة وللوقوف على ماهية الاجتماع ذاتها، وبيانه إن الدين يتضمن :
أولا: مبدأ الخارجية.بمعنى ان مصدر السلطة ليس البشر بل قوة متعالية خارجية سماوية مفارقة ، تجلت في الطوفان والصورة الذي تجلى الى اوتو نابشتم حتى يعد قارب النجاة ، وفي العهد الابدي بين عشتار والناس بعد الطوفان .وفي النصوص القانونية التي استلمها حمورابي من الاله شمش .و الثاني يتضمن مبدأ (المغايرة), أي: القول إن البشر مدينون بمعنى, وجودهم إلى غيرهم، وليس إلى بشر مثلهم. ويتضمن ثالثا مبدأ (الاتصال) أي القول بوجود فارق أو مسافة بين المجتمع ومصدره, بين الجماعة والمبدأ بين المؤسسة والمشرع لها.
هذه هي المشروعية في الخطابات الدينية منذ القدم ومازالت حاضره في الوعي الجمعي ،فقد كانت تلك القوة الخفية المتعالية في الوعي العراقي القديم تتجلى رمزيا وسيميائيا في ادراك العراقي القديم ، اذ يظهر مفهوم الإله الذي يأخذ لفظة (دينكر) بالسومرية و(ايلو) بالأكدية في علاقة مستعملة هي النجمة للدلالة على ما هو (فوق) و(أعلى)،(الأسماء), فكانوا يتصورون الأنموذج الإلهي أساسا مثل (أعلى من كل ما هو ههنا). وهكذا تظهر الخارجية بوجود اله له وظيفة أو كاله السماء (انو) أي (السماء) وهو يمثل السلطة العليا في مجمع للآلهة ثم يليه باقي الآلهة بالتدرج.
لكن تجليات هذا السماوي تظهر في العالم الدنيوي باشكل متنوعه منها جاء اعتقد العراقيون بان الاسم يحوي على قوة خاصة، هو قرين الشخص, لان ذكر الشخص (الفرد) يرتبط بذكر اسمه، وفي حالة غياب الشخص يمكن استحضاره بذكر اسمه, وان لم يحضر بشكل فعلي حقيقي، وهم ينطلقون في ذلك من عدم التمايز بين الوجود الموضعي والوجود الذهني فالحضور بالذهن بذكر الاسم هو الحضور الفعلي نفسه للشخص. ولعل هذا الفهم هو المهيمن في المعارف القديمة اسطورية وفلسفية وعرفانية .
وعلى هذا الاساس يمكن رصد هذا العالم الموضوعي الثابة الازلي في الوعي العراقي القديم والوعي الديني بكل اطيافه المثالية واللاهوتية من خلال تمثل مفهوم الإله وبعده الخارجي من خلال مبدئين هما:
أ- مبدأ المشابهة: إذ نلاحظ إن الإنسان يحاول ان يحدد تلك الخارجية للإله من خلال وصفه وتحديد إبعاده عبر مبدأ يقوم على نقل صفات بشرية وإسباغها على الإله وهذا يظهر من خلال تحديده لصفات ذلك الإله وهي اتخذت بعدين:
الأول: الصفات السلبية: الآلهة البابلية آلهة غيورة, تخشى من تعاظم السلطات فيما بينها، وتخشى تعاظم سلطات الإنسان. فتظهر هذه الصفات بوصفها انعكاسا للإنسان في تصورات العراقيين عن الآلهة من خلال المشابهة.
ثانيا : الصفات الايجابية: أعطى المفكر العراقي صفات ايجابية لآلهته, وهي كل ما يرجوه الإنسان من اجلها الإلهة، لكي يضمن مساعدتها له انطلاقا من مبدأ الشبهة والمحاكاة التي تحكم نظرة الإنسان للإلهة. وكما وجد في نفسه صفات سلبية وجد صفات إيجابية فكانت الإلهة تساعد الإنسان وتساند الضعفاء وتحب المحسنين, وهي عطوفة تهب الإنسان الحكمة وفنون الحضارة, ولم تكن الآلهة شبيهة بالإنسان في سلوكها وصفاتها فحسب بل في شكلها المنحوت على غرار الصورة البشرية, وان كانت تمتلك رموزا وتماثيل وعلاقة التمثال بالمعبد الذي يوضع فيه فهي متطابقة مع علاقة الملك بقصره في كل الحالات الأساسية, وكذلك علاقته بمدينته.
تلك بداية كانت البحث اللاهوتي في الصفات الالهية السلبية والايجابية وان كان على مستوى بسيط اولي .لكن بتوسط مرحلة وسيطة بين الفكر العراقي والفكر اليوناني والوسيط كانت تصورا زارادشت بين مبدا الوحدة للاله وتجلياته من خلال الصفات فهو واحد خفي الا انه يتجلى بحسب استعداد العبد وادراكه وايمانه .
ب- وعلى هذا الاساس جاء المبدأ الثاني هو( التعددية )مقابل التفرد او الوحدة ، حيث نلاحظ إن تخيل العراقي القديم للآلهة، قد مر بمراحل منها التعدد حيث نلاحظ انه أعطى لكل اله وظيفة ثم جمع الآلهة في مدينة كونية وباعتقادنا إن هذا الامر يعود إلى ظهور التعددية بالمدن التي يجمعها دين, ولكن بعد التوحد الذي حدث مع "حمورابي" أصبحت كل المدن خاضعة لسلطة واحدة في صور تظهر التفرد، وهي مرحلة متوسطة بين التعدد والتوحيد, لأنها تتضمن وجود آلهة أخرى إلى جانب الإله المنفرد, وهذه الآلهة يضمها مجلس الآلهة, وهذا يظهر من خلال حرب (مردوخ) مع (تيامت) في قصة الخليقة البابلية.
هناك علاقة بين الإله والظاهرةالطبيعية بل أن الإله يجسد الظاهرة ذاتها، وهو يأخذ البعد التشخيصي لدى العراقي لكونه يريد ان يفهم تلك الظاهرة فالانفصال, الذي يحدث بين السماء والأرض, التي اعتقد ان بينهما علاقة مشابهة لما بين البشر ظهر نتيجتها (انليل) الذي هو الهواء والعلاقة بين اليابسة والماء بين (نخرساج) و(انكي) الذي هو اله الماء العذب عند السومرين واله الحكمة أيضا.
هناك تماثل التطور الاجتماعي والانتقال, من تعدد المدن إلى الوحدة السياسية، تمثل بالمقابل تغيراً نلمسه في تلك الحرب, التي دارت بين الخطاب الأنثوي, (تيامة) والخطاب الذكري، هذا ما تخبرنا به "قصة الخليقة البابلية". أما ما يتعلق بخلق الإنسان؛ فاننا نلمس فعالية الصنع واضحة. وقد تطورت فكرة خلق الإنسان بين السومرين والاكديين، حيث كانت هناك أفكار متداولة في هذا المجال, وظهر هذا في الأساطير السومرية والبابلية.
إن عالم البشر قد احتوى على جزء أرضي، وجزء سماوي الهي، وبهذا يكون عالماً مركباً، وقد ورد في قصة الخليقة: نفذوا الحكم وقطعوا شرايينه ومن دمه صنعوا البشر وعندها فرض "ايا" الكدح على الإنسان، حرر الآلهة. والغرض من هذا الجزء السماوي "هو إضفاء مسحة من القدسية ليكون أصلا لخدمة الآلهة".
ثنائية (الروح والجسد) لقد ظهر لنا إن الإنسان فيه عنصران: الأول الطين، والثاني دم الإله المقتول, وعليه اعتقد العراقيون بهذه الثنائية, لكنها لم تظهر في البداية واضحة لدى البابليين ولكنهم عدوا الإنسان مكوناً من جسد حي, وبحثوا عن مصدر حياته وحركته فاعتقدوا ان مصدر الحياة شارة الدم, لهذا نجدهم يرمزون لحياة الإنسان بدم الإله المقتول. والجسد هو حسي مادي مرئي والروح أو النفس, هي عنصر رقيق لا يرى، ومن هنا ظهرت ألفاظ تدل على الروح (الميموا), للدلالة على الروح .
حتمية الموت: آمن العراقيون بحتمية الموت إذ لا مفر منه لأي إنسان مهما علا شانه، ويمثل جلجامش الرمز الذي يؤكد تلك الحقيقة التي تقدم عبرها المؤسسة الدينية والسياسية تصوراً كونياً يسبغ الشرعية عليها، ويداعب رغبة الأفراد في الحصول على الخلود.
#عامر_عبدزيد_الوائلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟