أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باهر عادل نادى - بين الجهل المقدس والجهاد المقدس














المزيد.....

بين الجهل المقدس والجهاد المقدس


باهر عادل نادى

الحوار المتمدن-العدد: 5274 - 2016 / 9 / 3 - 03:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ سنوات لفتت إنتباهى ظاهرة غريبة عجيبة ،هى تشنج الكثيرين وتعصبهم لأفكارهم ومعتقداتهم " الدينية على وجه الخصوص" ، وليس ذلك فحسب، بل اللافت للنظر ويحتاج إلى وقفة للتحليل والتفهم هو أن أغلب هؤلاء المتشنجين ليسوا ملتزمين دينياً !
فكنت أسال نفسى طالما أن هذا الشخص لديه هذه الغيرة على الدين هكذا فلماذا لا يطبق تعاليم الدين على نفسه !
والأمثلة الأكثر وضوحاً فى الواقع المصرى :أنك تجد أكثر المدافعين عن "الحجاب" فى الإعلام مثلاً مذيعات غير محجبات ! وهجومهم غير المبرر وغير المنطقى على الدعوة "بحرية خلع الحجاب أو أرتدائه "
وعلى الجانب الآخر تجد أكثرهم بُعداً عن تعاليم الكتاب المقدس هو المدافع الأول والشرس عن "عدم السماح بالزواج المدنى " وعن الشعار" لاطلاق إلا لعلة الزنا" والذى تحول إلى شعار سياسى تعبوى على شاكلة شعارات الجماعات الأصولية "الإسلام هو الحل"!
تنقسم هذه الظاهرة إلى شقين :
الشق الأول :وهو الهجوم والرغبة العارمة فى الشتيمة والجهاد فى سبيل الله .
الشق الثانى :وهو أنه أغلب الشتامين والمدافعين عن نصوص وطقوس الدين ليسوا مُتبعين على طول الخط لتعاليم الدين فى حياتهم الشخصية ! .
وتفسيرى للشق الأول لهذه الظاهرة :
أولا: الجهل المقدس : وهو أن الانسان ينشأ فى بيئة دينية ويتم تلقينه بعض الجُمل الإنشائية البسيطة ،وتحفيظه لبعض النصوص الدينية دون فهم أو وعى ، ولا يفكر فى صحة أو خطأ هذه التعاليم ! ( سواء كان السؤال : هل هذه التعاليم دينية بالأساس؟ هل يمكن أن تكون هذه تعاليم الله ؟..أو هل هذا الكلام أو هذا الفهم يتفق مع الدين ؟ ) لا يمكن لهؤلاء المتشنجين التفكير ولو لحظة فيما سمعوا وحفظوا ورددوا كالببغاوات وهم أطفال ! فهؤلاء الدين لديهم بمثابة "هروب نفسى "من الواقع حسب القاعدة الشهيرة : "كلما ضاقت الأرض ،تطلع الانسان إلى السماء" فالدين –عندهم- محاولة للهروب من الواقع المرير بالإلتجاء إلى السماء ، والوجود تحت مظلة جماعة "هم أبناء الله فقط " وباقى العالم من الأشرار الذين يحاربون الله!

ثانياً: الجهاد المقدس :وهذا نتيجة طبيعية لما سبق فالجهل لا يستطيع أن يصمد أمام الحوار العقلانى ، ولا يستطيع أن يصمد أمام النقاش العلمى ، ولا يستطيع أعظم المناطقة (دارسى علم المنطق ) إقناع شخص واحد من هؤلاء "أصحاب الجهل المقدس" حتى وإن حشد مئة دليل منطقى على فكرته ! فالمتعصب لا يفهم لغة المنطق، فهو لا يفهم إلا لغة السب والشتيمة والبحث فى النوايا –فى أحسن الاحوال – أو الضرب والقتل والتفجير إن لزم الأمر !
فيبدأ الجهاد على صفحات الفيس بوك بشتيمة وتكفير وسب أعراض المخالفين فى الرأى ،وينتهى بالجهاد فى جماعات مسلحة ،والجهاد المفضل لديهم جهاد النكاح!

أما عن الشق الثانى من الظاهرة :فالأمر يعود من وجهة نظرى إلى"هلعهم النفسى " وشعورهم بالتقصير الدينى فيحاولون أن يكفروا عن أخطائهم وخطاياهم –تقرباً لله – بالدفاع عن دينه !..فهذا الهجوم العنيف الذى يشنه الرعاع /أعداء الحرية هو نتيجة لعدم رغبتهم أوعدم قدرتهم على ممارسة تعاليم الدين على حياتهم الشخصية فيلجأون إلى محاولة فرض تعاليم الدين بالقوة على باقى البشر !

فالمؤمن الحقيقى يا سادة لا يحتاج إلى قوانين لكى تحثه على تنفيذ وصايا الله ، بل يتجه هو بكل كيانه لتنفيذ وصايا الله – بإرادته- ولا يطالب بقوانين لمنع الآخرين عن مخالفة التعاليم التى يظن هو أنها كلام الله ! بل يطبق هو تعاليمه على نفسه ، ويصلى للآخرين ويعلن ما يراه حقا بالمحبة والموعظة الحسنة!..فمن أنتم ؟

الحق يحرركم
و سلام على الصادقين



#باهر_عادل_نادى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إزدراء الانسان بإسم إزدراء الأديان
- الجوادي.. السقوط في بئر الخيانة!
- حتمية الزواج المدني
- باهر عادل يحاور ..الخواجة نقولا المصرى ..
- إرهاب....فوتشوب
- معارضة السيسى والزفة و الإخوان!
- أزمة الكنيسة القبطية 2
- أزمة الكنيسة القبطية 1
- الثقافة والتربية الكنسية ..رؤية نقدية
- عُقدة دكتور شوقى
- التبشير ..وجمهورية البلح !
- باهر عادل يحاور الباحث اللاهوتى د.صموئيل طلعت
- وسقط الشعب فى بحر العسل !
- باهر عادل يحاور المفكر والكاتب سامح سيلمان ج 2
- باهر عادل يحاورالمفكر و الكاتب سامح سليمان ج1
- نقد الأديان
- باب الحديد ..وثورة السينما
- لماذا ياسيسى؟!
- محمد عمارة ..والغل الطائفى !
- السيسى..والفرصة الأخيرة


المزيد.....




- عطلة لأبناء المكون المسيحي بمناسبة عيد القيامة
- القوى الوطنية والإسلامية في القطاع: أهل غزة يمثلون طليعة الج ...
- قراءة في خطاب قائد الثورة الإسلامية حول المفاوضات النووية
- جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تصدر بيانا حول الأحداث الأخ ...
- الأردن يعلن إحباط مخطط -للمساس بالأمن وإثارة الفوضى- وأصابع ...
- ممثل حماس في إيران: يجب إعلان الجهاد العام بالدول الإسلامية ...
- نحو ألفي مستوطن يستبيحون الأقصى وبن غفير يقتحم المسجد الإبرا ...
- بابا الفاتيكان يضع المعماري الشهير أنطوني غاودي على مسار الت ...
- حزب الله اللبناني يدين اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقص ...
- المئات من الكاثوليك في بيرو وغواتيمالا يحتفلون بأحد الشعانين ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باهر عادل نادى - بين الجهل المقدس والجهاد المقدس