|
فزيكلي البعث والجبكلك جبكلي
صباح محسن جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 1408 - 2005 / 12 / 23 - 06:39
المحور:
كتابات ساخرة
تتوالى جلسات محاكمة الطاغية الدكتاتور وزمرته بشأن مجزرة الدجيل. هذه المرة لمسنا (خبوة) في (جذوة) (الرفاق) السابقة. بدا نوع من الإعياء والتخاذل على ملامح المتهمين وهم يلوذون بـ (غترة) المحامي القطري وهو يخوض مخاضته في وحل من قضايا خاسرة مشبعة بإخفاقات تقود لسلسلة من احباطات لاحقة بحكم ما ستكشفه الجلسات القادمة من جسامة وطغيان وتجاوز على حقوق الإنسان العراقي بكل معاني مثله وخلقه وحضارته وتراثه. المقرف ولأكثر من مرة هو الحالة البائسة التي كشفت عن سلوك المتهم برزان وهو يحاول أن يضفي على نفسه هالة من الكبرياء والاستعلاء وهو يداري افتضاح أمره بتحايل ينوء بما يحمل من وزر ومحاولاته في التجريح والاستخفاف بالشاهد – الجاهل – في نظره و (الأمي) كما ينعته دائما ويتطاول على جثامين الشهداء بالسيئ مما فيه. وعلى ما يبدوا إن المتهم يعيب على المحكمة تلكؤها في التحضير لشهود (مثقفين) من وزنه. وقد فات برزان إن من الفلاحين في الدجيل وسواها ممن يفوقه ويفوق كل معارفه في الثقافة والحكمة وقراءة وتحليل الوضع السياسي المحلي والعربي وحتى الدولي حتى وان كان ضعيف قراءة وكتابة. يخدعون أنفسهم فيرون إن الثقافة جلها في أن تقرأ وتكتب متناسين أن أولى معالم الثقافة هي حُسْن ما تسلك. تتكرر حال (النكوص) لدى برزان - وهو العارف - أن حبل المحاكمة طويل وهناك من الأدلة والأسانيد ما يدمغ له دماغه تماما. فيسددها القاضي رزكار ضربة شبه قاضية في معرض إجابته المتهم أثر محاججته للشاهد -علي -لجلسة يوم الأربعاء 21 ك1 2005 ، بشأن تحديه للمحكمة تقديمها لوثيقة واحدة تثبت تسلسل إجراءات العمل بإعدام ضحايا حادثة الدجيل. هنا بدأ القاضي يشدد من تأكيده أنه –أي برزان- سيرى بأم عينه تلك الوثائق. وسيفاجأون تماما حين يطّلعوا على أشرطة التسجيل التي كانت تغطي على نشاطاتهم الإجرامية. كما لا أظن قد خفي على أحد كيف بدأ التخاذل والضعف والارتباك الذي كشف عنه سلوك المتهم برزان وهو يبدي للمحكمة تعبه وإرهاقه. وهو ليس افتعالا مطلقا. ما يرثى له أيضا هو ميل المتهم برزان في كل مرة يواجه بشاهد إثبات قوي الحجة لأدانته حتى ينبري لأن يسفـّه الشاهد بحشْره لمفردات إنكليزية مستمرئا المحكمة أنه ما يزال ذلك المترفع الذي يستنكف الحديث مع أناس دون مستواه وأنه لا يليق بمقامه اللقاء والتحقيق الآ بوزير أو رئيس وزراء متوهما أنه البعيد الذي أبدا لا يناله عقاب. فما عاد غريبا أن يواجه غريمه الشاهد بتعبيره المتفذلك هنا وهناك وهو يتساءل فيما لو أن الشاهد قد شاهده شخصيا – بلحمه ودمه – Physically أثناء فترة التحقيق. ما يزيد المشهد بؤسا هو التناقض الذي يدعيه الشر وواقع ما يمارس على ظهور عامة الناس. يذكرنا مشهد حمل الطاغية لكتاب القرآن وصلاته في المحكمة بقصة بن آوى وسبْحته حين تاب عن أكله للدجاج. على أن يبقى القرآن الذي يحملوه ظلما بيد الجريمة والذي ذبحوه على جلود ضحايا شعبنا العراقي ، الشاهد الأعظم على ما سيناله أمثال هؤلاء من عقاب. ذكرني مثل هكذا تعبير (فزيكلي) – الذي يلذ للمتهم برزان أن يلوكه وسواه بين الحين والآخر- بفيزياء البعث التي كان يمارسها جلادو الاستكبار والإستخواء ومثلها ذبحهم لأحد المواطنين قبل أربعة أيام كونه ساهم في التبليغ وإلقاء القبض على احد التكفيريين العرب عندما تعطلت سيارته المفخخة التي كان يقودها وسط أحد الأحياء السكنية الآمنة. المفارقة إن الشهيد هو ابن لأحد الشيوعيين القدماء المعروفين بمقارعته لنظام البعث ، ولما عادوا إلى أوراق الأب وشهادة الوفاء وجدوا فنون خلط البعث لأوراق المناضلين العراقيين حتى بعد أن يعدمون المناضلين الشرفاء ، فبدلا من تثبيت سبب إعدامه كونه ينتمي إلى الحزب الشيوعي العراقي ، يثبت في سبب الإعدام انتمائه إلى حزب الدعوة (العميل). نعود لنذكـّر وعسى أن نستفيد من تبادل مواقع الشهادة بين مناضلي العراق وهم شهداء أن ينتبه الأحياء منهم إلى فنون اللعبة التي تحاك الآن وأن يقدموا مثلا في تضامنهم وتكاتفهم بوجه من يبتغي جاهدا فرقتهم واحترابهم ، فالحكمة لا في شمولية الرأي وإقصاء الآخر ولا في تغليب طائفة على أخرى ولا قومية على أخرى.. وكفانا تجارب يصرخ لها شهداءنا الأبرار منبهين وهذه تجربة قاسية مريرة قريبة اجترح العراقيون من ورائها أقسى وأمرّ ما يتصوره عقل. لنلعق جراحنا فيما نحن نتابع جلادينا وهم يتشبثون ببقايا (فزيكلي) ويتشدقون زيفا بالآيات من القرآن .. وننتبه إلى حقيقة ما يدور وخطط له ويخطط له الآن قبل أن تهرسنا عجلة ( الجبكلك .. جبكلي )!
#صباح_محسن_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جبران تويني : من يطفيء الشمس من يعدم القلم!
-
لهونا كفايتنا فنسينا شواربنا
-
في اليابان :علاقتنا مستقلة مع إيران
-
إلى بن عبود .. وصراحته وفرارية الحزب الشيوعي العراقي!
-
قف .. آثار عراقية
-
النعم واللا .. كلاهما ، وثقافة دمقرطة الخيار الوطني للأستفتا
...
-
كفكفوا دموعكم ... فليس ذلكم بيت القصيد
-
زرر قميصك من أسفل إلى أعلى
-
آن للموسيقى أن تقول للفقر لاءها
-
!دي ودي مش ممكن تكون زي دي
-
يوم لم تعتمر جدتي عمامة الجهلاء !
المزيد.....
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|