هذا أمر نبوي!

سلام علي

الحوار المتمدن-العدد: 5272 - 2016 / 9 / 1 - 09:24
المحور: كتابات ساخرة
    

« الدين يشرب ونحن علينا
أن نسكر.. هذا أمر نبوي! »

حدث ذات يوم أن الشاب «راف» كان على مشارف الوقوع في غرام إحدى فتيات الأرض الجميلات ، كان يُسامرها لوهلة شاسعة من متّسع الزمن ، ولم يكن يريد إخفاء عليها خافية. فقرر أن يبوح لها بسر إلحاده عن جادة السير ، مدخلاً لباب الصراحة ؛ قُبيل الغرق في بحر الغرام .. فجأة ، وإذ بأوتار الحسناء بدأت تخشن تجاهه شيئاً تلو شيء وقد سادت وبشكل مفاجئ ؛ العتمة سائر أنحاء ملامح الشاب «راف» .. ما السبب يا تُرى ؟! لقد كان هذا الحدث بالنسبة إلى الشاب «راف» نقطةً لبداية تراوح اللوعة والتعاسة على باب مملكته العاطفية ؛ لكن بعيون عقلانية ، هذا الحدث لم يكف عن بعث التساؤلات بشدّة الأب الصادقة. وإحدى التساؤلات المهمة التي راودته : أننا إذا اتّخذنا قرار أن نكون متدينين في الدنيا ، هل يعني ذلك أن الدين يشرب ونحن نسكر جبراً ؟ .. حسناً ، أنا لا أمتلك لحية تصل بطولها إلى قاع الأرض ، حتى أحظى بالتصديق وبالإنصات للإجابة على تساؤل الشاب راف ، لكن سأكتب لكم مقارنة وفق الضوابط المنطقية ، يتّسق حجمها مع جميع العقول ؛ تكون بمثابة جواب على التساؤل مشبّعٌ بالتأييد. وأنتم احكموا.

" مثال الرسول والضابطان "

لو تدخل على طلاب مسلمين فائقين دراسياً-سلوكياً في المرحلة الثانوية ، بمدرسة محترمة ؛ حريصة على غرس القيم والمفاهيم الإنسانية في صباح كل يوم .. وتستقطب آراؤهم بشأن مذبحة نانجنغ التي ارتكبتها اليابان بحق الصين وتخبرهم ما رأيكم بالضابطان توشياكي موكاي وتسويوشي نود اللذان تحدّا بعضهما من يقتل أكثر بسيف واحد ، لانبسط الرد منهم بديهياً : هذا جُرم بحق الإنسانية! وتذهب لهم في يوم آخر تخبرهم عن جريمة ارتبكها "النبي" لجاء الرد فوراً : هذه حكمة ، لنشر الدعوة وذريعة لإخراج الناس من الظلمات إلى النور. هذه مغالطة منطقية ، فالطلاب وقعوا في التناقض. وإثبات لتساؤل راف : أن الدين يشرب ونحن يستوجب علينا أن نسكر. فما كان يراه الطلاب أنه على خطأ وجُرم بحق الإنسانية من الضابطان اليابانيان ، أصبح صواب وحكمة لأنها مطروحة من النبي. وهكذا الدين يشرب ونحن نسكر! فارتكاب الجرائم بحق الكفار والمرتدين والملحدين وقت القوة وهجرانهم وقت الضعف والتضييق على المخالفين ؛ جائز وحكمة ربّانية وأمر نبوي!

#سلام_علي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات