جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 5270 - 2016 / 8 / 30 - 05:18
المحور:
القضية الفلسطينية
جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة- كثرة شيوخنا
مّما جاء في حكاياتنا الشّعبيّة: "يحكى أن تصادقت شابّتان كلّ منهما أبوها شيخ قبيلة، وبينما كانتا تتمزحان قالت إحداهما للأخرى:
قبرتِ أهلك.
فردّت الأخرى عليها: أسأل الله أن يكثّر شيوخ قبيلتك.
ففرحت الأولى بمقولة الثّانية، وعادت لأبيها تقول: هل تعلم أنّ ابنة الشّيخ الفلاني هبلاء.
فسألها: وكيف عرفت ذلك؟
وسردت على مسمعه ما جرى معها ومع صديقتها، فامتقع وجه أبيها وقال لها:
بل أنت من يعشعش الهبل في رأسك، ولم تفهمي ما قالته، فدعوتها بأن يكثّر الله شيوخ قبيلتك، دعوة ماحقة ستقضي على القبيلة إن تحقّقت.
فسألت البنت أباها: وكيف يكون ذلك؟
فأجاب: كثرة شيوخ القبيلة تعني انشقاقها، فكلّ شيخ سينشق بمجموعة، وبعدها ستحارب كلّ مجموعة الأخرى لتقضي عليها، وسيصبح من تبقّى منهم نهبا للقبائل الأخرى."
وما يجري على ساحتنا الفلسطينية بشكل خاصّ والعربيّة بشكل عام، هو سبب دمارنا وهزائمنا، فعلى سبيل المثال انقلاب حماس وتشكيل إمارة لها في قطاع غزّة، لم يجلب على شعبنا غير الويلات، وفصل قطاع غزة عن الضّفّة الغربيّة، والتّنافس على سلطة تحت الاحتلال، ولا تملك من السّلطة إلا الاسم، لن يستفيد منها إلا الاحتلال الذي يرسّخ وجوده بالاستيطان في القدس وبقيّة أجزاء الضّفّة الغربيّة، والتّنافس القائم بين قيادات التّنظيمات والأحزاب القائمة، ومحاولة بعضهم تشكيل مراكز قوى، سيفتّت هذه التنظيمات والأحزاب، وسيحول بين شعبنا وبين حقّه في تقرير المصير، وإقامة الدّولة المستقلّة، وسيبقى الاحتلال يصول ويجول وينفّذ مخطّطاته التّوسعيّة كما يحلو له، فكثرة الزّعامات، وتعدّد القيادات لا يجلب إلا الويلات.
30-8-2016
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟