إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة
(Ereiny Samir Hakim)
الحوار المتمدن-العدد: 5270 - 2016 / 8 / 30 - 00:35
المحور:
الادب والفن
من يبحث عن الحقيقة
يكون كالطفل الذى يتمشى فى اروقة من الظلام ... تطارده الاشباح الوهمية ويتوقع منها الحقيقية وربما يخشاها فى البدايات بسبب تلك الاوهام الشبحية
يرى فى الاشياء التى يصطدم بها والاشخاص الذين يلامسهم فى تلك العتمة .. حقائق من الخوف
حتى ان يكبر ذلك الطفل وهو فى مسيره فى تلك الاروقة
وعند النضج
يدرك ما هى الاشباح وما هى الحقائق المتعلقة بفرز وادراك ماهية الاشخاص والاشياء الذى يقابلهم فى الظُلمة، وحينها يبقى قادرا على رؤيتهم
نعم على رؤيتهم كما فى الظلام كذلك فى النور
لان النور الحقيقى اصبح بداخله .. وهو نور الوعى .. نور الوعى والتمييز
ولا يمكن ابدا لشخص لا يسعى للحقيقة ويدفع ثمن البحث عنها، ان يتحول من الطفولة حتى النضوج
حتى وإن رأيت متحدثون بإسم الحقيقة وهم منكرون قوتها فى حقيقة جوهرهم .. فلا تنزعج يا عزيزي فهم كثار
الساعون بالباطل كثار .. والمنبهرون بالباطل كثار ايضا
ولا يمكن ان تجد ناضجا فى الحقائق
الا اذا كانت تشبعت ايام حياته بطفولة البحث المظلمة بين امواج الحقائق الداكنة، التى لا تكشف عن نفسها سوى بخبرة الالم وتحمُّل العتاة فى البحث الصابر المثابر
وانتبه
ليس كل باحث ينتظر حتى النهاية
فالبدايات حملت ابطال والنهايات كثيرا ما حملت ساقطين
العبرة بالنهاية .. العبرة بثمر النهاية
والحقائق تذوب وتتماهى فى وقائع الواقع حولنا ولا يقدر ان يلاحظها سوى هذا الذى ركَّع قلبه وعقله باستسلام لاستلام الحقيقة منذ صغر نفسه
عندما كان مجرد طفل فى الرغبة البحثية عن الحق، فالحقيقة ثمنها غالى .. غالى جدا .. ولا يقدر على دفعه الاغلبية
ولكن من يدفع هذا الثمن بأمانة .. ولا يقدر ان يدفعه غير الامناء بحق
يجلس عن يمين الحق فى مكافئات النهاية
حتى يصير شبهه .. من ملامح روحه وقوة عينيه وتأثير صوته
حيث يضع الحق بصمته فيه .. التى ليس لها مثيل ولا شبيه .. وتكون شفرة تكشف كل شوائب اشباه الباحثين عن الحقيقة
فالحقيقة توصِّل الى الحق
ومن لا يبحث بحق عن الحقيقة ليس بمقدوره ان يصل الى الحق
#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)
Ereiny_Samir_Hakim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟