أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صاحب الربيعي - الشعور بالدونية عند المرأة














المزيد.....

الشعور بالدونية عند المرأة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1407 - 2005 / 12 / 22 - 11:22
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يختلف سلوك وتصرفات الأفراد في المجتمع تبعاً للوسط الاجتماعي الذي ينشأ فيه، فإن كان وسطاً متخلفاً انعكست توجهاته عليهم ويتشذب السلوك والتصرف حال انتقال الفرد لوسط أخر أكثر ثقافة ورقي لكنه لايزول تماماً من لاوعيه. وهذا لايبطل مفعول عامل المورث من الأعراف والقيم الاجتماعية والدونية الذي يفرض توجهاته على كافة فئات المجتمع لكنه يختلف بمستويات تأثيراته على اختلاف الأوساط الاجتماعية، فالوسط الاجتماعي المتخلف ينال حصة الأسد من المورث الذي يعكس توجهاته على كافة أفراد الوسط، والوسط الاجتماعي الأكثر ثقافة يتأثر بالمورث وتوجهاته أيضاً لكن تأثيره يكون أضعفاً من الوسط المتخلف نتيجة ارتفاع مستوى الوعي الثقافي لأفراده وبالتالي رفضهم الانصياع لتوجهات المورث من القيم والأعراف الاجتماعية والدينية!.
وإذا صح هذا الفرض بتوجهاته العامة على كافة فئات المجتمع، فإنه يعاني من الاختلال في بعض تفاصيله الجزئية عند بحث مستوى التأثير على الجنسين، فالمرأة تخضع بصورة أكبر لتوجهات المورث الذي يحط من قدرها وشأنها الاجتماعي، حيث يفرض عليها شعوراً بالدونية في كافة الأوساط الاجتماعية وإن اختلفت نسب الحط والدونية باختلاف الأوساط الاجتماعية لكنها لاتخرج عن مدلولاتها وتبعاتها غير الإنسانية. وأصبحت المرأة تتكيف بهذا القدر أو ذاك مع توجهات المورث وكأنه جزءً من قدرها الأبدي الذي لاسبيل لتغييره.
تقول ((الهام منصور))"أدركت أن شعوري بالدونية هذا له خلفياته في التاريخ، لم يأتني بطريقة الصدفة ولايشكل حالة فردية بل هو نتاج من تراكم أنماط التربية التي شكلت فضاء من القناعات غير المُفصح عنها وهي التي تتحكم بكل سلوكياتنا وتقاليدنا".
إن شعور المرأة بالدونية تاريخياً في المجتمعات المتخلفة انعكس على سلوكها العام، وأصبحت تعاني من عدم الثقة بالنفس في إنجاز المهام الموكلة إليها، فهي دائمة الشك والريبة من احتمال فشلها وتجاهد في سبيل انتزاع الاعتراف من الرجال بنجاح عملها حتى لو كانوا أقل مهنية وثقافية منها.
وتلجأ بشكل دائم لطلب المساعدة من الرجال في أبسط تفاصيل العمل لتعزيز ثقتها بنفسها في اللاوعي لوجود (لمسة رجولية!) ومنتزعة الاعتراف مسبقاً في عملها المنجز، حتى تتهرب من تحمل مسؤولية الفشل الذي قد يسبب لها المزيد من الإحباط والشعور بالدونية أمام المجتمع!.
هذا الهاجس من الشعور بالدونية الذي يسيطر في اللاوعي على المرأة تسبب في تعطيل طاقاتها ومواهبها التي تفوق في كثير من الأحيان طاقات ومواهب الرجال أنفسهم وبالتالي لم تخسر ذاتها حسب، بل خسر المجتمع طاقات ومواهب كامنة تسهم في تقدمه وتطوره.
إن خروج المرأة من حالة السلبية وانعدام الثقة بالنفس والاتكال على الرجال في إنجاز الأعمال الموكلة لها، يسهم في التصدي لتوجهات المورث التاريخي الذي يحط من قدرها ويعزز مواقفها في انتزاع حقوقها من المجتمع ويحشد المزيد من المؤمنين بقضيتها وحقوقها من الرجال.
يعتقد ((زهير حطب))"أن استمرار واقع تبعية المرأة وتخلفها قروناً عديدة، قد أحال سلوكها إلى مجرد منمطات متحجرة محددة سلفاً ترسخها كتقاليد وتجذرها في الحياة الاجتماعية، فتغلغلت قيم الاتكال على الرجال في نفوس النساء وأصبحن يستسهلن دورهن التقليدي ويبالغن في الجهود المطلوبة منهن لرفضه ومواجهته".
إن المبادرات الفردية لبعض النساء للخروج من دائرة انعدام الثقة بالنفس ورفض توجهات المورث من القيم والأعراف الاجتماعية بالرغم من أهميتها لاتشكل بالمحصلة قوة ضاغطة على المجتمع لانتزاع الحقوق، فبدون عمل جماعي منظم يفرض وجوده على الواقع وينتزع تشريعات وقوانين تقر بتلك الحقوق، لايمكن تجاوز تبعات المورث الذي يأسر الواقع ويفرض توجهاته على كافة مناحي الحياة.
وبالرغم من أن انتزاع حقوق المرأة من المجتمع، يقع على عاتق المرأة ذاتها بالدرجة الأولى كونها المستفيدة المباشرة منه فإن المجتمع لايعفى من المسؤولية في حجب تلك الحقوق عن إحدى مكوناته الأساس...وبالمحصلة فإن الحقوق لايمكن تجزأتها إلى حقوق المرأة وحقوق الرجل لأن المساس بأي حق من حقوق مكونات المجتمع يعد مساساً بمفهوم الحق ذاته.
هذا المسار من النضال لانتزاع الحقوق من المجتمع الأسير للمورث من القيم والأعراف الاجتماعية، يتطلب تحشيد المزيد من القوى الفعالة لخوض الصراع من أجل تغيير الواقع الاجتماعي الذي يفرض توجهاته غير الإنسانية على المجتمع.
تقول ((سحر خليفة))"لقد سخرت في حياتي كثيراً من المفاهيم والقيم، لكني حين خضت للواقع ودخلت عالم الزوجة الواقعية، عرفت أني لن أختار واقعي خارج إطار هذا الواقع. وأن هذا الإطار يحددني، رضيت أم أبيت، وأني لن أجد لنفسي مكاناً للعيش في هذا الواقع ما لم أتمشى مع أساسيات الحياة والخطوط العريضة فيه".
إن تعزيز ثقة المرأة بنفسها أكثر في مواجهة الواقع المورث، يمنحها الفسحة اللازمة للخروج من حالة الشعور بالدونية الذي يأسرها في لاوعيها. وهذا الأمر يفرض على المجتمع تهيئة الظروف اللازمة لمساعدة المرأة على تأكيد ذاتها للاستفادة من طاقاتها الكامنة في تقدم وتطور المجتمع.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتبة المغمورة والناشر
- حقوق المرأة بين المورث والوعي
- صور التعبير عن المشاعر والأحاسيس
- الروح والحب
- الثقافة والجسد
- المرأة ومجتمعات العيب
- حقوق المرأة في التشريعات الدولية
- المطالبة بمهر الزواج للرجل أسوة بالمرأة
- حقوق المرأة بين المورث والقيم الاجتماعية
- المرأة والمجتمع المتخلف
- مؤسسة الزواج بين الربح والخسارة
- زير النساء وزيرة الرجال
- المرأة والكيانات الحزبية
- المرأة والجمال
- نصيحة عاشقة
- الحب والخيبة
- ثورة امرأة
- تساؤلات امرأة في الزواج
- آراء نسوية في الرجال
- الإسلام والمرأة المعاصرة


المزيد.....




- بيان حملة 16 يوم لإنهاء العنف ضد النساء: ثلاثون عامًا على مت ...
- اعتقال دعاء الأسدي…وملاحقة نساء الانتفاضة
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- الاعتداءات الجنسية ضد النساء في العراق تسجل أرقاما مرعبة
- الشباب.. مفتاح مكافحة العنف ضد النساء
- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صاحب الربيعي - الشعور بالدونية عند المرأة