أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود كرم - اشتهاءات الحلم














المزيد.....

اشتهاءات الحلم


محمود كرم

الحوار المتمدن-العدد: 1407 - 2005 / 12 / 22 - 07:29
المحور: الادب والفن
    


بين يومي وغدي برزخ ٌ من اشتهاءات الحلم ..
كثيرا ً ما كنتُ أحلم بـلغـةٍ لا تـشبهني أو بلغةٍ لا تـشبه غيري ..
وكثيرا ً ما كنتُ أهوى المفردة المغروسة كـخنجر ٍ في خاصرة القلم .

ماذا لو تعددت منابع النهر وتعددت مصبّاته ..
أيكون المجرى واحدا ً في هذه الحالة ؟
أم تـتعدد مساراتـه ؟

الرتابة والروتين أمران يصيبان الإنسان بالكآبة والملل ..
أتساءل في بعض الأحيان إننا نعيش في عالم ٍ متـنوع وفـسيح وشاسع فيه الكثير من المتغيرات والمنعطفات والأحداث ويضج بالمباهج والكماليات ويـُمكن التنقل بكل يسـر ٍ وسهولة بيـن سفوحهِ ومنحدراته مع توفر كافة الخدمات التـقنية ووسائل الراحة والترفيه ..

ومع كل ذلك نشعـر في كثير ٍ من الأحيان بالرتابة والملل الذي يتسرب إلـى نفوسنا ..

لا أدري قد يكون الضجر والملل إشارة إلـى أن ثمة شيء ٍ فينا يـحتضر وربما تلك الإشارة تحمل في عمقها مضادات حيوية لمواجهة هذه الحالة التي تصيب المزاج بأعراض السأم والملل ..

وحينما تفترسني الرتابة ويحتويني السأم أفكر عادة ً باللحظة القادمة من وقت اليوم ربما قد تنتظرني فيها أشياء جميلة وممتعة سأنصرف إليها مبتهجا ً ..


وقد نصاب بالدهشة حينما نفكر في ما قاله الشاعر الجاهلي :

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
ثمانين حولا ً لا أبالك يسأم

كيف لهُ أن شعرَ بالسأم والملل بعد أن تجاوز الثمانين من عمره وفي ذلك الزمان ( الأغبر ) الذي كانت تنعدم فيه مباهج الحياة الدنيا وتتقلص فيه المساحات والاهتمامات والمتغيرات وتنحصر المعيشة فيه في زوايا ضيقة محدودة الآفاق ..

بينما إنسان هذا العالم الفسيح والمتنوع والجامح حينما يتجاوز الأربعين أو الخمسين من عمره يشعـر بالملل القاسي يفترس حياته !!


والمشكلة عندما نكسر الرتابة ونغـيـّـر الروتين بعض الشيء لا نلبث أن نعود مرة أخرى لحياة الرتابة والروتين الممل ..

ما العمل ؟؟

ربما نعرف في أحيان قليلة كيف نتصرف ونحسن إبداع اللحظات الرائعة وربما في أحيان أخرى نستسلم لقسوة الحياة الرتيبة ونقع تحت وطأتها الممللة !!!

قد تكون الحياة هذه طبيعتها تعطينا بقدر ما تأخذ منا ومتعتها في أن نواصل طوي المراحل وفيها نستمتع بلذة التجربة ولذة الأشياء حينما تلمس جانـبا ً عميقا ً في أرواحنا ..

وقد نهيم على وجوهنا في مربعات الذات ردحا ً من الزمن ونتوقف بعدها هنيئة ً نلهث من شدة الركض لنسأل لماذا يتدلى العشق مصلوبا ً وقد غادره على عجل ٍ قمرٌ تمتد به ثقوب إلى السحيق من الماضي ؟؟!!

وقد تبدو الأيام لنا سرابا ً تلفه طرق ٌ بها بدايات والنهايات خرائط َ تسكن فراغ الفضاء ..!!

كيف نبدو حينما نواجه الألم الذي أخذ يتوزع كالماء في عروق الشجر ؟؟

وقد تختلط الأوراق علينا وتبقى أقدامنا مشدودة للقادم من الغد ونفتح في جدار الذكريات كوة ً علها تريحنا من بعض الهم والضجر ..

وقد يكون حديث اليوم هو حديث الأمس وحديث الأمس هو حديث الغد ولكلّ منا واقع يطحنه ..

هذا زمان ٌ قليل منه يأتي وكثير منه يذهب ونبقى فوق دروبه نرسم خارطة ً للأماني والأمنيات ونعبث بجدائله جذلينَ علنا نمسك بواحدةٍ منها لتكون وتدا ً في دربنا الطويل ..

هذه الدنيا لها ما لها وعليها ما عليها ونحن الواقفون على جمرها تكتوي أقدامنا ونقبض بأيدينا قنديلا ً يتوهج بالحلم والعشق المستحيل ..

هل نعود إلى الوراء أيامَ كنا صغارا ً نعبث مع الريح ونتسابق مع الوهم ونزرع الآمال وردا ً بأحداق النجوم ونمسك بأطراف القمر ..

مسافات ٌ ومسافات هذه الحياة وفيها نطوي ضجرا ً بعد ملل وحلما ً بعد عشق وأملا ً بعد يأس وضوء القلب يرافقنا متوهجا ً بدفق الزيت الذي ينساب فيه من أقصى نقطةٍ في تاريخ الإنسان ..



#محمود_كرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتماء للوطن وليس للأوهام
- استبداد الصورة
- الطغاة .. ذاكرة الماضي القبيح
- جبران تويني في دروب الضوء والنهار
- الشتاء وصديقتي والحزن
- اللاعنفيون رومانسيون حقيقيون
- ثقافة الأمنيات
- الهويات القاتلة
- الفكر الحر


المزيد.....




- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود كرم - اشتهاءات الحلم