أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عطا مناع - قال لي : العصيان هو الحل














المزيد.....

قال لي : العصيان هو الحل


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 5266 - 2016 / 8 / 26 - 15:05
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد أن استفاض بنا النقاش، قال لي: العصيان هو الحل!!
جاءت كلماته كالصاعة على رأسي، هل تدرك ماذا يعني العصيان؟؟ الم تقرأ تجربة مدينة بيت ساحور التي أعلنت العصيان في وجه الاحتلال وكيف دفع الفقراء الثمن وساوم رأس المال عليهم؟؟؟
عاد وقال بصوت أجش، العصيان هو الحل.
ضحكت في نفسي وقلت له: بلا هبل، نحن شعوب لا تقوى على ابتلاع الهواء في حضرة المسئول، أصبحنا كما القردة وعنقود الموز وهمنا الأكبر هو رغيف العيش.
عاد وقال بتصميم اكبر من اجل رغيف العيش العصيان هو الحل، ولا يمكن أن يستمر الحال على ما هو عليه، لقد وصلنا للحضيض.
قلت له: احمد ربك انك لا تعيش في سوريا أو العرق واليمن حيث الذبح كما الدجاج لا بل أدنى من الدجاج الذي يسقوه الماء قبل الذبح رأفة به.
هل تعرف ماذا يعني العصيان؟؟؟ العصيان شلل لكل أشكال الحياة، والعصيان مسمار موجع في مسيرة الشعب نحو تقرير مصيره، ضد من العصيان ولماذا.
رد على بحنق: هل تعتقد انك حي؟؟ ألا تشعر بالموت الذي يسرى في عروقك؟؟؟ أتحداك قل لي من أنت؟؟ ما هي هويتك؟؟؟ حدثني عن المستقبل الذي ينتظر أولادك وأحفادك؟؟؟ ارتفعت وتيرة صوته وقال: أصبحنا نتقن فن النعيق، ننعق من اجل فلسطين وحلم العودة، عندما نحتاج للعلاج ننعق في داخلنا خوفاً من الحيطان لان للحيطان آذان، وفي السوبر ماركت ننعق غاضبين في داخلنا، وفي المساجد نعيش الترويض ونستسلم للفتاوى التي تبشرنا بالجنة وننعق في داخلنا ليس خوفاً من الله وإنما خوفاً من سلطة الدين.
لا يا صديقي: العصيان سيدفع بنا للهاوية، والعصيان سيفاقم عملية التشرذم والانفلات، والعصيان يا صديقي ليس لنا.
انظر حولك: الأسير بلال الكايد أعلن الإضراب عن الطعام وقابلناه بالإضراب عن الكلام وهو اضعف الإيمان، الإخوة البلبول والهريمي وأسرى فلسطينيون يقارعون الموت في سجون الاحتلال جوعاً ونقول لهم لكم دينكم ولنا دين، نسبح باسم فلسطين ولكن بصمت وخائن من يخرج عن صمته، "انظر محمود الزهار"، نساق للانتخابات بالكنادر ونعيش الانقسام الاكذب في تاريخنا ليغيب المقدس وتحط مكانه المصالح.
انظر للمعادلة ودقق: حماس ضد فتح وفتح ضد حماس واليسار على نقيض مع الاثنين، في الانتخابات القادمة، فتح تتحالف مع الشعبية والشعبية تتحالف مع حماس وحماس تتحالف مع فتح، فسر لي هذه الاحجيه.
رد بامتعاض لذلك أنا متمسك بالعصيان المدني،
عن أي عصيان مدني تتحدث، يا صديقي كلهم قبضوا، يا صديقي لا تخف من موج البحر الذي تراه فالأمواج العميقة هي الأخطر، نحن لسنا بحاجة لعصيان، علينا أن نسكت لان السكوت من ذهب، علينا أن نمضي ما تبقى لنا في هذه الدنيا بكرامه، ألا ترى عمليات السحل والتخوين والتعهير تلك الوصفة السحرية لاستمرار بقائهم، ألا ترى الفساد المستشري من أقصى اليمين لأقصى اليسار، لا تفهم أن الفساد دولارات وحسابات في البنوك فقط، صمت الذين حملوا راية العامل والفلاح وتركوهم لقدرهم فساد، الإعلام الكذاب الذي يقتات على الفتات فساد، المؤسسات التي تعلن أنها وجدت من اجل المجتمع المدني وعلاقتها بالمجتمع المدني كعلاقتي باللغة الصينية فساد، ورجال الدين الذين لا يأتمرون بأمر الله وإنما بما يملي عليهم الحاكم باسم الله قمة الفساد.
من سيشاركك يا صديقي في العصيان، الموظف المغلوب على أمره والمقيد بسلاسل الذل للبنوك التي أوجدوها؟؟؟ يا أخي أصبح لكل عائله في الوطن بنك يهرب أرباحه خارج البلاد في كل عام، ادعي ربك يا صديقي أن تجد لك قبراً في هذا الوطن الذي انقلب على فقراءه، دع القافلة تسير وسلم أمرك لله وللأجيال القادمة علها تتزود ببعض الكرامة وتقول كلمتها.
قاطعني وقال: من اجل كل ما قلت علينا أن نعلن العصيان، من اجل الأجيال القادمة والوطن والذين يقولون كلمتهم بجوعهم ومن اجل الأطفال الذين تقتلهم شمعة في غزه ومن اجل الشعب التعب الذي يمارس العمل الأسود في المستوطنات ومن اجل وضع حد للفساد والإفساد علينا أن نعلن العصيان.
قررت أن أضع حداً للنقاش، وداهمني صوت لا اعرف من أين جاء ليقول لي قم أيها الميت؟



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا: الفاشيون قادمون
- كيف قاطعنا الدخان الإسرائيلي
- لا أخافك يا الله
- انتخابات العصا والجزرة
- إضراب الكايد : معسكر الأعداء والأصدقاء
- فتى العكازه
- الانتخابات المحليه: ديمقراطيه كذابه
- كنفانيون في عين العاصفه (2)
- كنفانيون في عين العاصفه (1)
- في ذكرى الحكيم: نرى ونسمع ولا نتكلم
- ملاحظات فلسطيني على رصيف الانتفاضه
- لروح امجد فرج: انتفاضه لكي الوعي
- اضراب عن الطعام: يا وحدنا
- هل اعتقلوا زعيم البلاد
- ليله في أحضان شقراء
- درجة الحراره في المقاطعه صفر
- كمن تبول في سرواله
- لبن بلدي
- يا رب: سئمنا الذبح الحلال
- ليس بالفساد انه الحقد الطبقي


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عطا مناع - قال لي : العصيان هو الحل