جرابلس والقيارة : قوس الرُعب وحسم الصراع

رعد تغوج

الحوار المتمدن-العدد: 5266 - 2016 / 8 / 26 - 15:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بدأتْ تركيا عملية درع الفرات الساعة رابعة فجراً يوم الأربعاء، وقد تولى سلاحُ المدفعية المُبادرة، عبر اطلاق قذائف مُتتالية نحو الأهداف التي تستهدف الميلشيات الكرديّة وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، تلاه دُخول بريّ لقوات مُختلطة من الدبابات ومُشاة القوات الخاصة، ولا تتحدثُ المصادر عن عمليات إنزال جويّ، إلا أنّ بعض الأخبار تتحدث عن مُشاركة طائرات أف 16، وقوات أمريكية في الهجوم، بالتزامن مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لأنقرة، في مؤشر يحمل رسالتين : دبلوماسية وعسكرية، لتطمين الجانب التركيّ.

استمرت العملية 10 ساعات، دُون إعلان عن عدد القتلة أو الجرحة من كلا الطرفين، بالتزامن مع زيارة برزاني إلى أنقرة، ودعوة إيران للبرزاني إلى زيارة طهران، وهذه مؤشرات على تفاهمات إقليميّة ودُوليّة كانَ للولايات المُتحدة فيها نصيب الفأر.

صاحبت العملية بروباغندا استخباريّة وتقارير إعلاميّة فوريّة، تشي بأن تركيا، مثل روسيا مؤخراً، باتت توظف الأسلوب الأمريكيّ في الحرب، وهو أسلوب الحرب المُختلطة، جواً وبراً وبحراً، وعسكرياً وأمنياً وإستخبارياً، وقد فاجأت رُوسيا العالم في نزاع القرم وأوكرانيا، حتى أدرك العالم – والناتو بطبيعة الحال – أن بوتين يستخدم استراتيجية التدرج في دخول الحرب، فالسنين الممُتدة من 2007 و2008 و2009 ، شهدت حروب أوسيتيا وجورجيا وبعدها القرم وأوكرانيا.

وتركيا باتت تعرفُ اللعبة الأمريكية جيداً، وتعرفُ جيداً أن التهديدات المُعاصرة والمُستحدثة في العقيدة العسكريّة، هي تهديدات عملياتية هجينة، قائمة على الورشات الإستخبارية والمُخابراتية، وغرف عمليات، وعمليات قذرة، تبدأ بالقرارات الدولية المُفبركة، ولا تنتهي عند البروباغندا والحرب الإلكترونية وغسيل الأموال وحروب استباقية بالوكالة war in proxy.

وقد بدأ الجيش العرقي في نفس اليوم بعملية عسكرية في القيارة جنوب الموصل، بهدف ضرب معاقل تنظيم الدولة، وقد ساندته في ذلك قوات الجيش الأميركيّ، وقد تسربت أخبار قبل أيام عن عملية إنزال جوي أميركي في إربيل، مما يعني أن بعض وحدات جماية الشعب الكرديّ تشاركُ في القتال، ولم تعلن تركيا في عمليتها في جرابلس عن نيتها ضرب الميلشيات الكردية، وعلى رأسها جيش سوريا الديمقراطي، رغم أنها الهدف رقم واحد بالنسبة للأمن القومي التركيّ.

#رعد_تغوج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات