أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مروان فياض الشامي - نفر من الجن















المزيد.....

نفر من الجن


مروان فياض الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 5265 - 2016 / 8 / 25 - 15:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نفر من الجن

لا تكاد تخلو ثقافة ما من ذكر الجن وهي كما تصورها معظمها كائنات ذات قدرة عالية - سوبر باور - تفوق قدرات البشر . فالعقل البدائي الانساني استشعر ضعفه الواضح أمام قوى الطبيعة فاخذ بالتساؤل والمحاكمة وهو في نظري بداية التفكير العلمي المنطقي وبداية إكتشاف القوانين , وأخذ يربط الاشياء ويعتقد ان لكل سبب مسبب فمن وضع تلك الصخرة العظيمة في مجرى النهر ؟ ومن ثبت تلك العالية على شعاف الجبال ؟؟ ولان العقل لا يقبل التسليم دون دلائل وشواهد فقد افترض وجود قوى مبهمة سريعة غير مرئية رتبت تلك الامور وتتحكم بها وجدت قبله و تحيط به وتعمل دون أن يراها .
الجن في اللغة يعني الإستتار والاختباء - وحين جن الليل عليه - أي خبأه وستره و يسمى (الجنين ) جنينا لانه يختبئ في بطن امه . والمفرد جن وجان والجمع جنان وجِنّة وقد اختلف علماؤنا --أطال الله في عمرهم - فمنهم من قال أن الجن هو إبن الجان وأن إبليس هو ابو الجن جميعاً وأما الشيطان تحديدا في جني كافر ويترتب على الخلاف السابق خلاف آخر في أصل الجن ، هل هم أولاد الجان أم أولاد إبليس ؟ وهل هم جنس غير الشياطين أو أن الشياطين نوع منهم ؟ ,والأصح ان الجن لفظ عام يقع تحته الشيطان وابليس .
معتقدات اليهودية في الجن من خلال اسفارهم:
ورد اسم الجان في العهد القديم وورد اسم ابليس والشيطان في العهد الجديد . ويعتقد اليهود في شيطان اسمه عزازيل وأنه ملاك ساقط او أحد قواد الملائكة الساقطين والذي تحول الى شيطان وهورمز الشر وكانت تقدم له القرابين . ورد اسمه في العهد القديم - سفر اللاويين -( ويلقي هارون على التيسيين قرعتين قرعة للرب وقرعة لعزازيل .) ويعيش عزازيل هذا في البرية بالقرب من اوروشليم . وقد نهت التوراة وهي الاسفار الخمسة الاولى من الكتاب المقدس عن التعامل مع الجن والتوابع والعرافات والتوابع نوع من الجن تتبع بعض الناس فتسعدهم او تشقيهم !!!!!!
يعتقد اليهود أن الجن باستطاعته ان يدخل جسد الانسان ويسمى ( دبوق ) وقد كان الحاخامات والسحرة يجرون عمليات طرد الشياطين - كانوا يسمونها ارواح الموتى - من الاجساد
علاقة الجن بانبياء بني اسرائيل :
جاء في سفر التكوين( 22 :9-1 ) عن قصة النبي ابراهيم وزوجته سارة وكيف اوغل الشيطان صدر الرب ؟؟؟ على ابراهيم حتى امره تنفيذاً لمشيئته وامتحانا له بذبح ابنه اسحاق وكيف كان الشيطان يعترض طريقه هو وابنه ويوسوس لهما محاولا ثنيهما عن اطاعة الرب وكيف كذلك كان يوسوس لزوجته سارة ونهاية القصة معروفة للجميع ويفصل كتاب الأساطير اليهودية - الهاجادا – القصة بالتفصيل ويبسط مجادلة الشيطان مع الرب وحديثه لإبراهيم وسارة وإبنهما .

ومن اشهر القصص كذلك قصة النبي سليمان - شلومو - ثالث ملوك اسرائيل ( 970 – 930) قبل الميلاد المذكورة في سفر الملوك الأول وعلاقتة بالجن والسحرة وجاء في القران لاحقا بالغة العربية ان الله قد سخر له الجن كافرهم ومؤمنهم ليعملوا تحت يدية : سورة صاد 36-37 -( فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ)
قصة أيوب : جاء في سفر أيوب ( كَانَ رَجُلٌ فِي أَرْضِ عَوْصَ اسْمُهُ أَيُّوبُ وَكَانَ هذَا الرَّجُلُ كَامِلاً وَمُسْتَقِيمًا، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ.) اي لم يكن نبيا و لا سيدنا حسب التوراة ؟؟ وان الله اراد امتحان إيمانه بعد ان أوغلَ الشيطانُ في الكلام محرضاً اللهَ عليه ؟؟؟؟ فقبلَ الله ؟؟؟ فسلبه رزقه واصابه في ذريته كلها فأماتها وحطَ جسده وأضناه بالعلل القروح . فصبر ايوب ولم يجدف بالله أو يكفر . ثم اعاد له رزقه وبنيه مكافاة ورضاء على مبلغ صبره وإيمانه ؟؟
الجن في الثقافة المسيحية :
الجن او مرادفاتة الشيطان او ابليس في المسيحية هي أرواح شريرة نجسة وفي الاناجيل ان عيسى كانت له القدرة وتلاميذه على طرد الارواح النجسة (الشياطين ) من الابدان . متى ( 32 -33 -34) وَفِيمَا هُمَا خَارِجَانِ، إِذَا إِنْسَانٌ أَخْرَسُ مَجْنُونٌ قَدَّمُوهُ إِلَيْهِ فَلَمَّا أُخْرِجَ الشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ الأَخْرَسُ، فَتَعَجَّبَ الْجُمُوعُ قَائِلِينَ: «لَمْ يَظْهَرْ قَطُّ مِثْلُ هذَا فِي إِسْرَائِيلَ أمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا: «بِرَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ!».
متى 17( :14 -18 ) و لما جاءوا الى الجمع تقدم اليه رجل جاثيا له و قائلا يا سيد ارحم ابني فانه يصرع و يتالم شديدا و يقع كثيرا في النار و كثيرا في الماء و احضرته الى تلاميذك فلم يقدروا ان يشفوه فاجاب يسوع و قال ايها الجيل غير المؤمن الملتوي الى متى اكون معكم الى متى احتملكم قدموه الي ههنا فانتهره يسوع فخرج منه الشيطان فشفي الغلام من تلك الساعة
يعتبر الدين المسيحي الشيطان ملاكا مستكبرا اراد ان يضيف اليه قدرات كقدرات الله فطرحه الله مع ملائكته الى الارض ... سفرحزقيال 28: 12-17( هكذا قال السيد الرب: أنت خاتم الكمال وملآن حكمة وكامل الجمال، كنت في عدن جنة الله. كل حجر كريم ستارتك.... أنت الكروب المنبسط المظلل وأقمتك علي جبل الله المقدس كنت، بين حجارة النار تمشيت. أنت كامل في طرقك من يوم خلقت حتى وجد فيك إثم. بكثرة تجارتك ملأوا جوفك ظلما فأخطأت، فأطرحك من جبل الله وأبيدك أيها الكروب المظلل من بين حجارة النار. قد ارتفع قلبك لبهجتك، أفسدت حكمتك لأجل بهائك.)
.. وفي سفر الرؤيا 12: 7-9 (حدثت حرب في السماء. ميخائيل وملائكته حاربوا التنين. وحارب التنين وملائكته ولم يقووا , فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء. فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان الذي يضل العالم كله، طرح إلي الأرض وطرحت معه ملائكته) .
تجربة المسيح مع ابليس جاءت في إنجيل متى 4 من 1 – 11 وتروي رفضه السجود لإبليس رغم جوعه وضعفه بعد ان صام اربعين يوما وليلة وقال كلمته الشهيرة ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله .


الجن في الاسلام
قبل الإسلام اعتقد العرب بوجود الجن والشياطين وبانهم قوى مبهمة خفية شريرة وربطوا بين الجنون والجن وانهم يسكنون القبور والمزابل والأماكن المهجورة ولهم أصناف مختلفة كالعفريت والشيطان والغول والسعلاة وشق . وكانوا يقدمون لهم القرابين ويستجدون رضائهم و يعتقدون أن لهم اسماء وقبائل وعشائر على شاكلتهم .والمسلم المؤمن مطالب بالتصديق والإيمان بالجن شانه شان الإيمان بالملائكة فالإثنان مخلوقان لا مرئيان .,الجن من نار, والملائكة من نور
ينفرد الشرع الإسلامي بتعريف الجن ويقول انها مخلوقات غيبية حية عاقلة محجوبة عنا خلقت من نار تاكل وتتناسل وتشرب وتموت وتحاسب يوم القيامة خلقت قبل خلق بني آدم ( سورة الحجر 26 -27 ولقد خلقنا الانسان من صلصال من حمإ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم ) ومنها الذكر ومنها الأنثى لقول الرسول قبل دخوله الخلاء : اللهم اني أعوذ بك من الخبث والخبائث وتُفسر هذه بأن الخبث هي ذكران الجن والخبائث إناثها . ومنهم الصالح والطالح والمؤمن والملسم والنصراني واليهودي والدرزي ولله في خلقه شؤون ؟؟
أوصاف الجن حسب القران
العفريت :
هو الشيطان القوي المارد سورة النمل 39 ( قال عفريت من الجن انا اتيك به قبل ان تقوم من مقامك واني عليه لقوي امين )
مريد : سورة الحج اية 3 (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد )
القرين : هو الملازم السوء , سورة الزخرف 36 ( ومن يغش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين )..
الطاغوت : هو الكاهن والشيطان وكل ما عبد من دون الله
الغرور
الوسواس
للملائكة والجن صفات مشتركة :
, عدم علم الغيب ,
السرعة في الاداء
, مداومة الصعود والنزول الى السماء
, ملازمة الانسان
, التشكل : ويقصد به مقدرته على التحول المورفولوجي بتعبير اليوم الى اشكال وحيوانات ثم العودة الى حالته الأصلية ..ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية : والجن يتصورون في صورة الإنس والبهائم ،فيتصورون في صورة الحيات والعقارب وغيرها ، وفي صورة الإبل والبقر والغنم ، والخيل والبغال والحمير ، وفي صورة الطير، وفي صورة بني آدم ، في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر رضي الله عنهما وعائشة رضي الله عنها أن النبي قال { : اقتلوا الحيات وذا الطفيتين , والأبتر , فإنهما يسقطان الحُبلى ويلتمسان البصر وهي كلها انواع من الحيات - المتحولة مورفولوجياً – على هيئة شياطين
وفي صحيح مسلم عن أبي ذر قال قال رسول الله( إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذاكان بين يديه مثل أخرة الرّحْلِ فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته المرأة والحمار والكلب الأسود) وان أبا ذرسأل الرسول ما بال الكلب الأسود من الكلب الاصفر من الكلب الأحمر ؟ ؟ فقال (( الكلب الأسود شيطان ))

واخيرا أحمده وإياكم على نعمة الإيمان وأطلب منكم النصح والرفق بقرنائكم من الجن عسى أن يعينكم الله عليهم وتجدوا منهم خيراً
عن ابن مسعود رضي الله عنه : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن ، و قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال : وإياي ، ولكن الله أعانني عليه فأسلم ، فلا يأمرني إلا بخير " رواه مسلم .



#مروان_فياض_الشامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مروان فياض الشامي - نفر من الجن