أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - تحطيم العقل ! إشكالية النص الروائي بين اللغة والفكر!















المزيد.....


تحطيم العقل ! إشكالية النص الروائي بين اللغة والفكر!


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5265 - 2016 / 8 / 25 - 02:47
المحور: الادب والفن
    


تحطيم العقل !
إشكالية النص الروائي بين اللغة والفكر!
( أنقذ . أيقظ . "أنقظ" ) !!!!
فرغت منذ ما يقرب من شهرين من كتابة نصي الروائي الجديد " أديب في الجنة " وهو نص مكمل لملحمة " الملك لقمان " الصادرة عن دار نينوى 2009 . ونظرأ لأنني أتوقع الموت في كل لحظة ،أرسلت النص إلى بعض الأصدقاء ودور النشرالتي طلبته قبل استكمال تدقيقه وتنقيحه ، رغم ادراكي أنه يحتوي على الكثير من الأخطاء المطبعية والنحوية . فهو نص مكتوب تحت ضغط من التوتر والإنفعال الشديدين ، لأنه نص يطمح في تحطيم العقل البشري والإجابة على أسئلة وجودية كانت وما تزال تحيرالعقل ، تتلخص في فهم الخلق والخالق والغاية من الوجود .
ما أن أن اطمأنيت إلى أن النص أصبح بين أيدي الناس وبعض دورالنشروأنه لن يضيع إذا ما داهمني الموت فجأة . حتى شرعت في مراجعته، لكن دون التخلص من حالة التوترالتي كتبته فيها ، حتى كان يخيل إلي أن النص لن يعجبني وأنني قد أمزقه وأقذف به في القمامة ، بعد أن صورت منه ثلاث نسخ ورقية للحفظ والمراجعة . وكان كل همي ينصب على اتمام قراءة النص لأعرف مدى نجاحي أو فشلي فيه . ولا أنكرأن قراءاتي كانت تنتهي بالإعجاب بالنص !
أحب القراءة في السرير وأنا مستلق على ظهري . ورغم هذا الوضع المريح إلا أن المراجعة تظل قائمة تحت حالة التوتر وسيطرة الصورة المتخيلة على القراءة اللغوية والتدقيق. القراءة الاولى كانت قبل تصوير المخطوط وإرساله إلى الناس ولم تلامس إلا القليل من الأخطاء . فأعدت القراءة ثلاث مرات أخرى،لأجزم أن النص أصبح خاليا من الأخطاء أوشبه خال على الأقل . لا شك أن قراءة نص يحوي أكثر من مائة ألف كلمة أربع مرات متتالية قد يكون كافيا لتشذيبه وتخليصه من الأخطاء ، دون أن أتجاهل حاجتي لقراءة خامسة أتمتع فيها بالنص كقارئ محايد وكمدقق محايد أيضا .
شرعت في تصفح بعض الفصول قبل الشروع في القراءة الكاملة . عثرت على أخطاء لا تصدق . فكلمة موكب مكتوبة موكف ولم أتنبه لذلك خلال أربع قراءات أعقبت النص . وكلمة ملك مكتوبة بدلا من أمير !
ونحويا لم تتبع الصفة في جملة الموصوف ، فالموصوف مثنى مرفوع والصفة مثنى منصوب . وهذه جملة يضيع فيها خبركان لطول الجملة . وهذه جملة شرطية ضاع فيها جواب الشرط . وهذه فقرة مصاغة بطريقة سيئة أضاعت المعنى . وهذه همزة وصل وليست همزة قطع فلا تحتاج إلى همزة تحت أو فوق الألف وهذه كلمة ممنوعة من الصرف . وهذه جملة تقبل نصب إن بعد القول !!
ليس هذا إلا غيض من فيض من كم الأخطاء مما يشير إلى أن قراءاتي كانت تركزعلى الصور المتخيلة والأفكارالمطروحة أكثرمما تركزعلى اللغة نحوا وإملاء. من أطرف الأخطاء في الصفحة الثانية من النص ، خطأ عثرعليه صديق وهو يتصفح الرواية من أولها ، فقد نظر إلي وهو يهتف :
- هذا خطأ شنيع عندك !
هتفت :
- أف ما هو ؟
قال :
- كتبت أنقذتها بالظاء وهذا خطأ لغوي وليس مطبعيا !
أجبت :
- مستحيل يا رجل فلست إلى هذه الدرجة من الحماقة اللغوية . إنه خطأ مطبعي .
وطلبت إليه أن يناولني المخطوط لأرى . أخذت المخطوط ونظرت إلى أسفل وسط الصفحة . شاهدت كلمة ( (أنقذتها) مكتوبة بشكل صحيح ، وفي سطر قبل هذا السطر ترد في جملة أخرى بإملائها الصحيح ، وفي سطر في منتصف الصفحة تقريبا ترد بصيغة أخرى ( من سينقذنا من العذاب ) هتفت للرجل :
- يا رجل هذه الكلمة ترد ثلاث مرات بشكل صحيح فأين الكلمة التي تتحدث عنها .
قال : أنا لم أصل إلى ما قرأته أنت في النص عد إلى الأعلى في الصفحة .
عدت لأرى الكلمة قبل ثلاثة أسطر مكتوبة بحرف الظاء فعلا وليس بالذال كما في الكلمات اللاحقة .
هذا الأمر يحدث بعد المراجعة الرابعة للنص . وهذا ما يجعلني أتساءل . كيف تحدث مثل هذه الأخطاء مع الكاتب حتى المتمكن من لغته بقدر ما تتطلبه الكتابة الأدبية على الأقل، وأنا أدعي أنني متمكن من أساسيات اللغة وليس سيبويتها بالتأكيد!
حين كنا نكتب بالقلم . كنا نتمتع بالكتابة أكثر خاصة عند التبييض حيث يحرص الكاتب على أن يكون خطه جميلا وواضحا ، عدا أن كتابة المسودة ثم قراءتها وتنقيحها تتيح للكاتب أن يتعمق أكثر في نصه لغويا ونحويا وتصورا وفكرا . وفي الغالب تكون الأخطاء معدومة أو شبه نادرة . أما حين جاءنا الكومبيوتر بحسناته وسيئاته ، فقد وضعنا أما مسائل لم نأخذ بها . ويأتي في مقدمتها تعلم استخدام برنامج الكتابة بشكل صحيح ،والتعامل مع لوحة المفاتيح ومعرفة أماكن الأحرف بشكل صحيح أيضا ، وهذا لم يتقيد به معظم الكتاب . فنحن في الغالب لا نجيد استخدام برنامج الكتابة إلا بالحدود الدنيا ، ولا نكتب إلا بإصبع واحدة هي في الغالب سبابة اليد اليمنى نطارد بها الحروف على اللوحة حيث تبحث أعيننا عنها . وكثيرا ما نضغط على حرف غير الحرف المطلوب فتكثر الأخطاء . في الكتابة بالقلم الأحرف موجودة في أدمغتنا ولا نحتاج أن نبحث عنها لبعض الوقت . ذات مرة كتب صديق ألماني رسالة على جهازي . كان يوظف أصابعه العشرفي التنضيد ولا يبحث عن مواضع الأحرف فهو يحفظ مواضعها . أدهشتني السرعة التي ينضد بها رسالته .
ولو عدنا إلى السبب الذي جعلني أكتب فعل أنقذ بالظاء ، رغم كتابته بشكل صحيح في الكلمات اللاحقة ، لوجدنا أنفسنا أمام مجموعة احتمالات ، أولها أنني كنت أفكر بالعامية حيث نستخدم الظاء في الكلمة ، وثانيها أنني وأنا أبحث عن الحرف المطلوب لأضغط عليه ضاعت المفردة من مخيلتي لسبب ما وكنت أظن أنني أكتب أيقظ وليس أنقذ فأكملت الكلمة على أنها إيقاظ وليست أنقاذا، وثمة احتمالات أخرى ومن أهمها أننا ككتاب لا نفكر بالفصحى حين نكتب ، بل بلغة وسطية بين العامية والفصحى ، وهذا من أكبر أسباب الأخطاء. اما عن عدم رؤية الأخطاء من قبل الكاتب نفسه ، فهي تعود إلى القراءة من خياله كونه كاتب النص ، وليس بالتدقيق بعينية ،فالتدقيق يحتاج إلى عينين لا تزوغان عن الأحرف لترى أن الأحرف المطلوبة لم تستبدل بغيرها ولم يسبق أو يتعدى حرف حرفا . مثلا لو كتبت أنا كلمة ( المتنبي) ( المتبني ) في نص وقرأته عشر مرات لما تنبهت للخطأ إن لم أقرأ قراءة تعتمد على النظر بالدرجة الأولى .
الخلاصة . تمنوا لي أن أجعل النص خاليا تماما من الأخطاء بعد المراجعة الخامسة . عدا الأخطاء
البسيطة التي تركتها متعمدا . من نوع (الخيول البيضاء ) ويفترض أن تكون البيض وليس البيضاء ! فكلمة بيض في هذا الموضع لا تروق لي وأنا مع صديقي ابراهيم نصر الله الذي عنون روايته ب " زمن الخيول البيضاء "وليس البيض. تقيدت بالأمرفي مواضع مختلفة . ثم أن يقول متكلم : إن أباي أو كان أبوي لم ترق لي فأبقيت على أبي في كل حالات المتكلم وتقيدت بها في حال المخاطب ( إن أباك ، كان أبوك ، إلى أبيك ) كما أنني لم أتقيد بعدم وضع همزة تحت ألف الوصل إذا كانت في منتصف الكلمة ك ( الإنتحار) مثلا . فلفظ الهمزة واضح لدي ،وإذا كان في الامر كسر للقاعدة فلتكسرولتذهب إلى الجحيم !
وعذرا من كافة الأصدقاء والصديقات الذين أرسلت لهم النص دون التدقيق والتنقيح النهائيين . لإدراكي أن مثل هذه الأخطاء لن تفوت المعنى عليهم . وجزيل شكري لكل الأصدقاء الذين أبدوإعجابهم بالنص حتى الآن ، حتى أن بعضهم وضع الأدب برمته أمام المساءلة إذا ما تم نشرهذا النص على نطاق واسع . وهو أكثر مما كنت أطمح إليه خلال كتابة النص السهل جدا والمعقد جدا في الوقت نفسه !
*****



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاهينيات: في الزندقة والأحلام والمحبة والعار .
- وحين التقينا يا إلهي ..!!
- البطل الروائي والحلول في الألوهة !
- ابتسامة يخالجها الحزن على بصيص شمعة في الظلام !
- أبحاث وأشعار!
- * لن تخرسوا أصواتنا مهما فعلتم !
- حملة التضامن مع الشاعرة والكاتبة التنويرية الأردنية زليخة أب ...
- أديب في الجنة . ملحمة أدبية فلسفية . الجزء الثاني.
- أديب في الجنة (93) ( الفصل الأخير) * الملك لقمان يذهب في الم ...
- أديب في الجنة (92) * ألآلهة بلا ألوهة !
- أديب في الجنة (91) * حرب الآلهة الكونية !
- * ترقبوا - حرب الآلهة الكونية -!
- أديب في الجنة (90) * المحبة المطلقة في إله مطلق المحبة !
- أديب في الجنة (89) * حرب الآلهة على الأبواب !
- أديب في الجنة (88) * صرخة الربة عشتار في ذروة الوصال !!
- أديب في الجنة (87) * ثمة أمل في نجاة سحب السماوات من براثن ا ...
- أديب في الجنة (86) * خطف سحب السموات !!
- أديب في الجنة (85) * حديث الروح في بوح الملك إلى الأمير!
- محنة العقل العربي ونفايات القمامة !!
- أديب في الجنة (84) تحليل أميري للتمظهر الوهمي !


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - تحطيم العقل ! إشكالية النص الروائي بين اللغة والفكر!