قوة السرد في مجموعة -قبل أن نرحل- عبد الغني سلامة

رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5264 - 2016 / 8 / 24 - 16:01
المحور: الادب والفن
    

قوة السرد في مجموعة
"قبل أن نرحل"
عبد الغني سلامة
مجموعة قصصية من منشورا الاتحاد العام الكتاب والادباء الفلسطينيين، الطبعة الأولى 2015، تضم خمس وعشرين قصة، تتنوع مواضيعها بين السياسي والاجتماعي، لكن ما يميزها تعدد الرواة/الأحداث في القصة الواحدة، كما هو الحال في قصة "جمال الذي مات عشر مرات" وفي قصة "تأتي أو لا تأتي" وقصة "مجرد أصدقاء قدامى" فمثل هذا التعدد للرواة يشير إلى قدرة الراوي على الخوض في عالم الرواية، كما يعطي النص القصص مساحة أوسع وتجعل المتلقي يستمتع أكثر.
ومن جمالية هذه المجموعة حضور الطبيعة بشكل جميل وبهي كما هو الحال في قصة "قبل أن نرحل" فنجد وصف جميل يحمل شيئا من الرمزية عندما وصفها لنا الراوي فقال: "بدأت الشمس تنزل رويدا رويدا، وكلما نزلت أكثر يكبر حجمها، ويبدأ لونها بالتحول من الأبيض المشع للأصفر الحارق" ص52، وكأنه بهذا الموت/الغياب للشمس يطرح فكرة التحول من حالة التفكير السلمي إلى التفكير بالعنف، فهناك تناقض بين اللون الأبيض وما يحمله من هدوء ونقاء وبين الأصفر الحارق الذي يثير المشاعر.
وقد ابدع الكاتب عندما كتب قصة "ابراهيم" التي نجد فيها تطابق بشكل فاتنازيا مع القصة الدينية المعروفة لنا، ونجد الطرح الطبقي في قصة "يوميات أبو عمار" وقصة " درويش المنسي" التي تبين فساد النظام الاقتصادي السائد. أما في قصة "ابو تغريد فقد استطاع أن يقدم لنا أحدى اشكال معاناة العراقي بعد الاحتلال الاميركي للعراق، ويقدم لنا شكل التعامل السلبي مع الدين من خلال قصة " جامعات الأعشاب" أما في قصة "سيزار الكنعاني" فقد حاول أن يستخدم التاريخ الكنعاني ليربط لحاضر بالماضي، لكنه كان ضعيف المعرفة بالمانثلوجيا الكنعانية مما جعله يقع في اخطاء عندما قال: "وفرحا في اعياد "بعل" في أذار، حيث يرتاح "بعل" من سقاية حقولهم في الشتاء بعد أن يطمئن قلبه مع أول المطر" ص106 فعمليا كان احتفالات الخصب في المجتمع الكنعاني تتم في نيسان، مع فصل الربيع، وهذا الشكل ما زال حاضرا في المنطقة من خلال الاحتفالات بعيد النيروز، ونجد خطأ آخر وقع فيه الراوي عندما قال " وما جلبه لنا إلهنا "نرجال" من نحس ودمار" ص106، "نرجال" اسمل إلهة وليس إله. وهي ربة العالم السفلي عند العراقيين.
تبقى المجموعة تستحق القراءة لما تقدمه من شكل ومضمون يحاكي العصر وينسجم مع حالة الأبداع والمعاصرة.

#رائد_الحواري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات