أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم عبدالله هاشم - وهم الأنتخابات














المزيد.....


وهم الأنتخابات


كريم عبدالله هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 5263 - 2016 / 8 / 23 - 18:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثبتت تجربة (( الديمقراطية )) لدينا فشلها الذريع في خلق وتهيئة الأجواء المناسبة واللوازم المطلوبة لتهيئة أدارة دولة بشكل صحيح وسليم وادارة شعب ومنظومة أجتماعية نحو (( الخلاص )) الحقيقي من براثن وآثار الهزائم والفشل والأحباط . وذلك لسبب جوهري لايمكن تجاوزه والقفز عليه ، وهو : ان المستلزمات والشروط الواجب توفرها لغرض ممارسة (( التجربة الديمقراطية )) كما ينبغي غير متوافرة لدينا ولو بأدنى نسبة ، ونحن غير مهيئين أبدا للأنطلاق في هذا المدى لأننا ببساطة شديدة لازلنا نرزح تحت مفاهيم السلطة والتسلط التي تم تغذيتنا بها لمئات السنين الماضية . ومازلنا نفتقد الى رسم معالم (( شخصيتنا الوطنية )) ونفتقد لمباديء الشعور بهويتنا – الجمعية – التي تم محوها طيلة قرون من التناحرات الفكرية والعقائدية والمناطقية والعشائرية والتي سعت أنظمة الحكم الأستبدادية والعائلية وسعى السلاطين والولاة والشيوخ والأمراء والغزاة والعملاء الى ترسيخها حيث تم تمت ممارسة كل الوسائل والعمل بكل المقتضيات التي أفضت الى محو وطنيتنا وهدم شخصيتنا الوطنية وولائنا للوطن – كمجموع ووحدة واحدة - وجعلتنا ننوء بأحمال ثقيلة من الذاتية والفردية والطائفية والمناطقية والعشائرية . وهذه أسباب ومسببات قادت بنا الى مانحن عليه من تمزق وشتات وعدم ولاء وعدم شعور بأهمية وطنيتنا وتلمس شخصيتنا وعراقيتنا التي كان يجب أن تكون فوق كل المسميات والأعتبارات والميول ، فقد حولتنا الى أشخاص مشوهين لانعرف الوسيلة لنتحكم بأيقاع حياتنا أو سلوكياتنا .
والتجربة الجارية علينا منذ سقوط الصنم ولحد الآن قد ساهمت بتعزيز الفوضى والتشوه والتردي الذي نعاني منه , لأنها تجربة فاشلة تعاني التمزق والفساد وعدم الأنضباط والتناحر والتوظيف لأجل غايات لاتخدم أبناء العراق بقدر ماتخدم وتتناغم مع غايات ومصالح أخرى . ولم تتمكن هذه التجربة بعد مرور 13 عاما على وجودها من ترسيخ مفهوم (( الدولة )) و (( المفاهيم الوطنية العميقة )) بقدر مارسخت مفاهيم الفوضى والأنحلال الى الحد الذي أصبح الفساد فيها - ثقافة وقيمة أجتماعية – تغذيها في ذلك منظوماتنا الفكرية الفاسدة التي تطفو على السطح .
ان دعاة (( الممارسة الديمقراطية )) متفائلين جدا ولديهم الأمل الكبير في ان (( صناديق الاقتراع )) والانتخابات ستنتج لنا أدارة دولة حقيقية ورجال مخلصين لديهم الحرص والولاء والوطنية ونكران الذات لأدارة هذا البلد بشكل سليم وصحيح وبمايخدم ويراعي مصلحة الكبير والصغير وكل الرعية من كافة شرائح المجتمع العراقي . ولاأرى هذا التفاؤل في محله . وأراه بعيد المنال ولسنين قادمة . ومايسمى بصناديق وانتخابات انما هي (( عمليات مماحكة وضحك على انفسنا بستار حداثوي )) . وقد كانت نتائج ((ممارساتنا الديمقراطية ! ! )) واضحة ! ! ! . . . فقد غذت الفوضى (( المقصودة والمخطط لها وغير المقصودة )) ، وغذى الفساد (( المقصود والمخطط له وغير المقصود )) كل أركان حراكنا وعمليتنا السياسية وطغى على كل توجهاتنا وقد أصبحت منظوماتنا الأدارية والفكرية بما فيها العشائرية والقبلية المنحرفة أعشاش لتفريخ الفاسدين والنفعيين والوصوليين .
أن أول ماكان يجب فعله لخلق (( عملية ديمقراطية صحيحة )) هو : وضع منهاج لتعليمنا وتلقيمنا المفاهيم البناءة السليمة التي ضاعت منا طيلة العقود أو القرون الماضية ، وتوجيهنا تربويا وأخلاقيا وأعلاميا وفنيا وأداريا ودينيا وعشائريا بهذا الأتجاه ، والتركيز على البناء والتوجه التربوي والتعليمي ، وتحشيد كل الطاقات المدنية وقنوات الأتصال لأجل هذا الهدف السامي , تعليمنا مفهوم الديمقراطية وكيفية الممارسة الديمقراطية التي تحولت عندنا الى مجرد فوضى ، ماهي شروطها وحدودها والواجبات المترتبة علينا لأجلها ، وكيفية ممارستها بشكل سليم بما يحقق الغايات العليا للوطن والمواطن .
ولعل أول الخطوات في الطريق الصحيح نحو ذلك الطموح تبدأ من الدرس الأول في الصف الأول حيث نتعلم معاني وأبعاد هذا الطموح الكبير الذي لامناص من تحقيقه , نتهجى طموحنا وأملنا ووطنيتنا وديمقراطيتنا مع تهجي أول حروف القراءة (( دار دور )) . نتعلم ماهو (( وطن )) وماهو (( مواطن )) قبل كل الاعتبارات . من هنا نبدأ الرحلة التي ستستغرق عدة سنوات لتحقيق المواطنة التي بها (( سيوجد )) صندوق انتخابي يتم الأعتماد عليه . وعندها فقط سيبنى الوطن عامرا . . .

كريم عبدالله هاشم



#كريم_عبدالله_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة للطرشان
- لمواجهة الموت الجماعي
- وطن ومواطنة : (( هاشم الزيدان نموذجا ))
- الفلوجة
- المطلوب : اعادة نظر
- لاوجود لنا . . . (2)
- لاوجود لنا . . . (1)
- من جد لم يجد
- بين ملك هاشمي وسلطان نجدي : تبعثرنا
- سقوط القلعة
- النشيد الفلسطيني (( قراءة نقدية في رواية - مصائر - للكاتب - ...
- ماتحمله معك
- الكتابة في درجة -40 (( قراءة نقدية في رواية - كيف تقتل الأرن ...
- تبديل أذرع الفساد
- الحبل حول رقابنا مجددا
- راشد الذي لم يزرع
- لو (( حريج )) لو (( غريج))
- هل تحولنا الى تماسيح ؟
- لكي ننهض من الخراب (( كراس الأصلاح - اطار وآليات الأصلاح الم ...


المزيد.....




- ياسمين عبدالعزيز بمسلسل -وتقابل حبيب- في رمضان
- ياسين أقطاي: تركيا والنظام السوري الجديد أكثر دراية بمحاربة ...
- السويد- الإفراج عن مشتبه بهم فى حادث مقتل حارق القرآن
- عمّان.. لا لتهجير الفلسطينيين
- ترمب: بلادنا ليست منخرطة في أحداث سوريا
- لماذا يصر ترمب على تهجير الفلسطينيين من غزة لمصر والأردن؟
- كشف جرائم جنود أوكران بحق مدنيين بكورسك
- مئات اليمنيين يصلون على رئيس الجناح العسكري لحركة -حماس- بعد ...
- البيت الأبيض: واشنطن ستفرض رسوما جمركية إضافية على كندا والم ...
- مصر.. أسد يفترس حارسه بحديقة الحيوان


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم عبدالله هاشم - وهم الأنتخابات