جاسم نعمة مصاول
(Jassim Msawil)
الحوار المتمدن-العدد: 5263 - 2016 / 8 / 23 - 01:27
المحور:
الادب والفن
تغادرُني الطيورُ الوحشيةُ
والسُحبُ المخادعةُ
الى بحيراتِ الظِلالِ
بانتظارِ قطراتِ المطر
حديقتي تمتدُ الى ابتسامةِ الضُحى
روحي معلقةً بوردةِ الياسمين
وتاريخي بعينيها
يصبحُ الضبابُ دموعي
والضوءُ فراشةٌ يتبعُني
في البرق
يجلسُ في نومي
أصحو عند جذوعِ النخيلِ
تشكلُّ تاريخي الابدي
* * *
تتحولُ الفراشةُ الى نحلةٍ
تبعثرُ جروحي
على أشجارٍ قُربَ نافذَتي
تنزعُ الصبحَ من ندى الحدائقِ
أعرفُ أنكِ تغفينَ
في أحضانِ المطرِ
يداعبُ شفتيكِ
تعزفينَ له على اوتارِ الصمتِ
وتلثمينَ كأسَ نبيذٍ فارغةٍ
إلا من الحزنِ
وأنا أختنقُ وحدي في المساءاتِ
أترنحُ في شتاءِ العزلةِ
أو في عرباتِ سفرٍ خاويةٍ
أسألُ عنكِ محطاتِ المسافرين
عن غجريةٍ ذي وجنةٍ سماوية
وشعرُها يشبهُ أعرافَ الخيولِ....
إذا غنَّــــــــــتْ
ترافقُها طيورُ النورس
وتُطرِبُ الفراشاتِ
نسيتُ عندها زيتونتي
ونخلةً لم اقطفَ ثمرَها
ونهرٌ لا يعرفُ ضِفتهُ
تحملُ في يدِها (فوهةَ بركانٍ)
وفي الأخرى (شمساً باردةً)
تلتجأُ اليها الامواجُ
تكتبُ قصائدَها على صخورِ الشرفاتِ
تحّلقُ بأجنحةِ الكلماتِ
تمشي بلا قدمين
لا وطنَ تسكنُ فيه
ترنيماتُ العُشاقِ موطنُها
وأفراحُ القرى اغانيها
وحدائقُ الزهورِ ربيعها
تزغردُ لها الاضواءُ
والنبيذُ يشتعلُ ندىً
على شفتيها...
لِمَ لا تمنحَني فجراً
كي أقبَّلَ ضفةَ وجنتيها
وألمحُ ارتعاشةَ الماءِ في عينيها
ترحلُ او لا ترحلْ
سأبقى ذاك العصفورُ
على نافذتِها
أتحصنُّ بتراتيلها الليلية
وأختبأُ في أحلامِها السماوية
لتضجَّ المعابدُ بصلواتِ القديسين
ونفتحُ أبواباً للمطــــــــــــــــــــــر ........
(جاسم نعمة مصاول/ مونتريال ـــ كندا)
#جاسم_نعمة_مصاول (هاشتاغ)
Jassim_Msawil#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟