|
نوال السعداوى والقمنى والفاشية الدينية
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 5261 - 2016 / 8 / 21 - 13:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نوال السعداوى والقمنى والفاشية الدينية طلعت رضوان هل (نقد) الفقهاء (نقد) للإسلام؟ هل كان البخارى (يـُـفبرك) الأحاديث؟ تردّدتْ الأخبار مؤخرًا عن تحويل نوال السعداوى وسيد القمنى للنيابة بتهمة (ازدراء الدين الإسلامى) وأعتقد أنّ استقواء الفاشية الدينية، مُـستمد من (ضعف) المُـتعلمين المحسوبين على الثقافة المصرية السائدة (المُـتعلمين الكبار) وأعتقد أنّ الحكم بسجن إسلام البحيرى كان (جس نبض) لأهل الإعلام والفكر. وبعد عدة مقالات فى جريدة وحيدة (جريدة المقال) لم تــُـحدث أى أثر ملموس، وكأنّ تلك المقالات (العقلانية جدًا) مجرد صرخات فى صحراء خالية من البشر. وهذا ما أدخل الطمأنينة على أعضاء الفاشية الدينية، فبدأوا الاستعداد لجولة جديدة من حربهم ضد أى كتابة (تنويرية) تسعى لخروج مصر من عصور الظلمات إلى مفردات العصر الحديث، تلك المفردات غير (المؤمنة) بالثوابت لأنها (مؤمنة) بالحركة، مع الدينامية ضد (السكون) الذى يود أعضاء الفاشية الدينية فرضه على مجتمع القرن الحادى والعشرين. نوال السعداوى وسيد القمنى (يجتهدان) من أجل الإنسان المصرى، ليكون حاضره ومستقبله أكثر تحضرًا ورقيـًـا ونبلا وإنسانية. أى أنهما ليسا أعداء للوطن، فلماذا التربص بهما وبأمثالهما من أصحاب العقول الحرة؟ وهل صاحب العقل الحر مصيره القتل (فرج فوده نموذجــًـا) أو فصله عن زوجته (نصر أبوزيد نموذجـًـا) أو محاولة قتله (نجيب محفوظ نموذجـًـا) أو سجنه (إسلام البحيرى نموذجـًـا)؟ وأليس معنى ذلك أنّ الإسلاميين يكذبون عندما يـُـردّدون قولهم المأثور ((اختلاف الرأى لايفسد الود))؟ فأى ود مع التحريض على الاغتيال المادى والمعنوى؟ ولماذا تمنح الفاشية الدينية صفة القداسة لشخصيات تراثية مثل البخارى وغيره؟ وهل (نقد) البخارى يعنى (نقد الإسلام)؟ وهل الباحث يفترى على البخارى وهو ينقل عنه بعض أحاديثه؟ وهل البخارى كان يكذب أو يتقوّل على النبى فى حديث ((أمرتُ أنْ أقاتل الناس حتى يشهدوا أنّ لا إله إلا الله وأنّ محمدًا رسول الله..إلخ)) (حديث رقم25، 392) ومع ملاحظة أنّ هذا الحديث محل اتفاق بين الفقهاء على أنه ((حديث صحيح ومتفق عليه)) وهو ما اعترف به أحد الشيوخ الكبار (مجلة الأزهر- نوفمبر90- ص448) وهل كان البخارى يتقوّل على المأثور الإسلامى الشهير ((لا يـُـقتل مسلم بكافر)) وهل كان يتقوّل على الرسول فى عام الفتح، حيث قال رجلٌ إنّ ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال الرسول اقتلوه (حديث رقم1846) وهل كان يتقوّل على الرسول الذى أمر بقتل كعب بن الأشرف (حديث رقم2510) وهل كان يتقوّل على الرسول الذى قال لأتباعه ((إنْ كنتُ أمرتكم أنْ تحرقوا فلانـًـا وفلانـًـا بالنار، فإنّ النار لا يـُـعذب بها إلا الله، فإنْ أخذتموهما فاقتلوهما)) (حديث رقم2954) وهل كان الفقيه الماوردى (أحد مصادر الفاشية الدينية) يكذب أو يتقوّل على الرسول عندما كتب ((وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل ستة عام الفتح ولو تعلقوا بأستار الكعبة)) ثم ذكر أسماءهم خلاف سيدة اسمها أم رومان لأنها ارتـدّتْ عن الإسلام (الأحكام السلطانية والولايات الدينية - مطبعة مصطفى البابى الحلبى - عام1973- ص55، 132) وهل كان ابن القيم الجوزية يكذب أو يتقوّل على نبى الإسلام الذى قال ((بعثتُ بالسيف بين يدى الساعة، حتى يـُـعبد الله وحده لا شريك له. وجعل رزقى تحت ظل رمحى، وجعل الذلة والصغارعلى من خالف أمرى، ومن تشبـّـه بقوم فهو منهم)) (الدواء والداء- المكتبة التوفيقية- أمام مسجد الحسين- ص70) وكتب ((أوحى الله إلى موسى: ياموسى إنّ أول من مات من خلقى إبليس وذلك أنه عصانى. ومن عصانى من الأموات)) (ص63) فهل مات إبليس بالفعل؟ وكيف توصل ابن القيم الجوزية إلى هذا الحوار بين (الله) و(موسى)؟ وهل هناك تعظيم للميتافيزيقا أكثر من ذلك؟ فهل (نقد) ابن القيم الجوزية (نقد للإسلام)؟ وإذا تجرّأ أى باحث وانتقد البخارى أو مسلم.. إلخ، فلماذا لا يكون الرد ب (القلم)؟ وليس بالرشاش أو بتحويله للنيابة تمهيدًا لسجنه؟ أو بالتحريض على قتله؟ لقد بدأتُ مقالى عن أنّ استقواء الفاشية الدينية سببه ضعف المتعلمين الكبار المحسوبين على الثقافة المصرية السائدة، فى مواجهة طغيان اللغة الدينية، ذلك الطغيان الذى أبرز أسنانه- بصفة خاصة- بعد حرب أكتوبر1973. فى تلك الفترة سمح الرئيس (المؤمن) السادات للتيار الدينى (المعتدل والمتشدد) بضرب أصحاب العقول الحرة واقتحام الجامعات لضرب الطلبة اليساريين. وفى تلك الفترة فإنّ طغيان اللغة الدينية شمل- أيضـًـا- مؤسسات الدولة، وكان المثال البارز فى هذا الشأن ما فعلته وزارة الشئون الاجتماعية، وهى ليست مؤسسة لتخريج (الدعاة الدينيين) ولكن لأنها وُجدتْ فى مناخ ارتفع فيه شعار (لا صوت يعلو على اللغة الدينية) فكان عليها أنْ (تضبط) نفسها على مؤشر تلك اللغة الطاغية، حتى لا تـُـتهم بالخروج عن خط (الدولة) لذلك أصدرتْ وزيرة الشئون الاجتماعية قرارًا بحل جمعية تضامن المرأة العربية (الفرع المصرى برئاسة د. نوال السعداوى. ولم يكن قرار الحل هو المأساة الوحيدة، وإنما كانت الكارثة أنّ ذلك القرار فرض على الجمعية أنْ ((تـُـسلم بيتها وأدواتها وأموالها إلى جمعية أخرى فى المعادى اسمها (نساء الإسلام) فكتب الراحل الجليل صلاح حافظ ((وهذا هو ما يستحق أنْ نتوقف عنده، فجمعية (نساء الإسلام) هذه بحكم اسمها جمعية للمسلمات فقط. والجمعية التى تقرّر حلها جمعية لكل المصريات، فكيف تـُـسلم جمعية قومية ممتلكاتها وفلوس عضواتها لجمعية لا تقبل فى عضويتها غير فريق المسلمات؟)) هذا بخلاف أنه لم تعط الفرصة للجمعية المصرية ليتسنى لها اتخاذ إجراءات (التصفية القانونية) وحصول العضوات على أموالهنّ، وإنما حدث العكس حيث تم تمكين (نساء الإسلام) من الاستيلاء على أموال غيرهنّ بخلاف المنقولات والمقر. فإذا كانت وزارة الشئون الاجتماعية تسلك سلوك الجماعات الإسلامية، فكيف يتم إلقاء اللوم على تلك الجماعات وحدها ونعتها بتلك الصفة الزائفة (المتطرفة) وكان صلاح حافظ ثاقب النظر شجاعـًـا وهو يطرح هذا السؤال ((من الذى أصبح يتحكم فى هذه الأجهزة البلهاء؟ وإلى أى مدى تديرها الجماعات؟)) (أخباراليوم17/8/91) وأعتقد أنّ سؤال صلاح حافظ ينطبق على أغلب مؤسسات الدولة (خاصة التعليم والإعلام والأزهر) وبالتالى فإنّ العداء لأصحاب العقول الحرة، له جذور فى تلك التربة الفاسدة، وسيظل (إلى الأبد) طالما أنّ النظام الحاكم مع (الثبات) وضد التقدم للأمام. ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حملة التضامن مع سيد القمنى
-
إحنا المصريين بنتكلم مصرى
-
أهمية الاحتفال بذكرى ميلاد فرج فوده
-
شخصية اليهودى المُتدين والنزعة العدوانية
-
هل يوجد فرق بين لفظ العرب ولفظ (الأعراب)؟
-
تضامن ناهض حتر
-
الملياردير فى منظومة الفساد إبداعيًا
-
بخصوص الحملة ضد الإسلاميين المجرمين
-
الدولة الاستبدادية والمؤسسات الكهنوتية
-
التطبيق العملى للإيمان بالحضارلة المصرية
-
هل عرفت مصر القديمة ألعاب القوى؟
-
هل سيدخل غير المسلمين الجنة ؟
-
هل كان زويل سيحقق طموحه العلمى لو بقى فى مصر؟
-
ما هدف عودة الخلافة الاسلامية ؟
-
لماذا يرتدى رئيس الدولة عباءة شيخ الأزهر؟
-
علم السعودية والدونية القومية
-
الحلم بمسرح مصرى عالمى
-
هل عرفت الحضارة المصرية المسرح؟
-
أبناء الجالية المصرية فى مصر
-
العروبيون ومزاعمهم الباطلة
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|