أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف الصفار - أخرج من اللعبة ياولدي1/2















المزيد.....


أخرج من اللعبة ياولدي1/2


يوسف الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 5260 - 2016 / 8 / 20 - 23:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حينما نستذكر السنين الطويلة في تاريخنا المعاصر الممتدة من العصر الملكي الى عصرنا الراهن الذي فقد ملامحه الواضحة . كيف يتسنى مفاتحة شبابنا المتطلع لقيم الحضارة والمستقبل ازاء ما آلت اليه اوضاعنا المادية والثقافية من بؤس وارتداد على كافة الاصعدة .و كيف يتسنى لهم الاستدلال الى الحقيقة وسط حقول الغام السياسة وتقلباتها . انعطافاتها وتوافقاتها ..؟ مجتمعنا امسى مزيج غريب من تكوينات كواركاتية ( من كوارك جسيم صغير يشكل جزيئات نواة الذرة ) . علوي . سفلي . ساحر. غريب . قمي . قعري ...
بغداد في العصر الملكي لم تتمتع باتساع احيائها الراقية ..بيوتات او قصور متناثرة هنا وهناك تتخللها البساتين واشجار النخيل السامقة تكثر في احياءها اشجار السدر الكثيفة التي كانت تمتلك قدسية غريبة في الذهن المجتمعي انذاك .
كان معظم البغداديون فقراء او متوسطي الحال والمحظوظ منهم من يمتلك دار وسط احياء افعوانية لاندري كيف جرى تخطيطها وعدى بعض البويتات او القصور المنتشرة هنا وهناك .نجد صرايف مبنية من الطين متلاصقة فيما بينها يسكن معظمها المهاجورن من اصقاع الارياف البعيدة شمال وجنوب العراق .
لذا كان الفكر السياسي اليساري ( الشيوعي خصوصا ) له بريقه في اوساط المجتمع البغدادي وليس غريبا ان وجدت شاعرا يتغنى بالملك في ذكرى تتويجه وبنفس الوقت يدافع عن الشيوعية والشيوعين وهذا الامر متاتي من تضحياتهم و اخلاقهم ورؤاهم المتطلعة نحوا مستقبل عادل تتوزع فيه الثروات على المجتمع بعيدا عن الاجحاف الطبقي ساعد في بروزه نهوض الاتحاد السوفيتي كقوة عظمى .
كان مجمل الشعب العراقي ينظر الى مجلس النواب كأمعات تنفذ متطلبات اسيادهم لذا كانوا يتمتعون بكراهية لايحسدون عليها ..مع هذا في كل دورة يعاد انتخاب نفس الوجوه او تجري عليهم تغيرا بسيطا في الملامح او عملية اعادة تدوير .
كان هناك تذمر واسع على نطاق المجتمع من الاوضاع الاقتصادية وكانت تكمن في داخل كل عراقي رغبة التغير استلهاما بالانقلاب المصري على الملكية ومجموعة الانقلابات المتوالية في سوريا تغذي تطلعاتهم ادبيات الثورات في روسيا ثورة اكتوبروصين ماوتسي تونغ .
رغم تدفق النفط في اراضي العراق الغناء ببساتينهامن غابات النخيل الباسقة في البصرة واشجار البرتقال والعنب في ديالى وتواجد النهرين الخالدين دجلة والفرات لكننا نجد وفي خطوط متوازية عشائرية وطائفية واقطاعية سقيمة متغلغلة في نسغ المجتمع العراقي روجت وساعدت باقامة كيانها الخلافة العثمانية وساندتها ووسعتها الدوائر الاستعمارية المتمثلة بالاحتلال الانكليزي لصدع المجتمع العراقي وشراء ذمم افراده بنفس الوقت ..
كنا نجد نحن البغداديون كثير من فقراء الريف الهاربين من القرى النائية الفقيرة ممنين انفسهم ايجاد فرص عمل لحياة افضل للمعيشة في العاصمة يسكنون المناطق الخالية المبعثرة باكواخ طينية متراصة تفتقد ابسط مقومات الحياة فالشاكرية على سبيل المثال المتدة بمحاذات السكك الحديدية مقابل المحطة العالمية الان كانت بعض تلكم الاحياء المسكونة بكثافة من قبل سكان الارياف المعوزين .
الانتجلسيا البغدادية قد لا تعي ما يحدث ويجري قي الريف من عمليات ثأرية واقتتال من اجل ترعة ماء صغيرة او شرف امرأة مهان او قطعة ارض مصادرة هذه الانتجليسا كان تتملكها الرغبة بالتغير باقامة نظام حكم ديمقراطي حقيقي او اشتراكي او نظام قومي يقيم دولة الوحدة متمثله بما يجري في الساحة العالمية وبعض البلدان العربية من تطور لتغير البنية الاجتماعية والسياسية وحين حدثت ثورة او انقلاب 14 تموز كان الحس الشعبي العام مهيأ نفسيا وثقافيا لتقبل هذا التغير الدراماتيكي وهذا ما حدث فعلا رغم ما صاحب هذا التغير من عمليات تنكيل بالعائلة المالكة .
الثورات دائما لاتحدث بعصا سحرية تتطلبها ارادات خارجية او داخلية مريبة انما هي نتاج عمليات اهتزاز عنيفة تحدث تحت القشرة الاجتماعية الظاهرة تعقبها ارتجاجات تهدم بها اركان النظام القديم
لكن ما يحدث دائما كون القيادات قد تكون غير مهيأة نفسيا لقبول هذا التغير بتروي اونظرة موضوعية للاحداث فنراها بدل ان تقود تقاد من قبل رغبات المجتمع وطموحاته الغوغائية في بعض الاحيان فتشرذم الافكار وتناقضاتها الثانوية و تحولها الى تناقض رئيسي يسحب وراءه مأسات مروعة .
كان لزاما على الاحزاب التي اعتلت الساحة بعد 14 تموز ان تتمتع بروح الوطنية الحقة وتقديم تنازلات من اجل بناء كيان دولة عصرية تخدم بها اجيالها القادمة .
اربع سنوات من عمر الجمهورية الفتية اعطت زخما ثقافيا واقتصاديا كبيرا كان شبابنا في حاجة لها فاخذ يتناول الكتب الجديدة بتلهف واصبحت الحمى الثقافية ركن مهم من شخصية الفرد الذي اطلع لاول مرة على نتاجات الكتاب العالمين .. من سياسية وعلمية واجتماعية وان ما قامت به انذاك حكومة التكنوقراط الحقيقية من انجازات ضخمة في البناء والاقتصاد والسكن وفي فترة قياسية عجزت كل الحكومات التي اتت بعدها من انجازالقليل منها لشيء يثير الاعجاب . المشاريع الاستراتجية التي تبنتها حكومة 14 تموز ايقضت العقلية العراقية وطورتها الى الافضل رغم النكسات واذا كانت هذه المشاريع متبنات من قبل مجلس الاعمار السابق او لا فان التاريخ لايتعامل مع الاحداث بكلمة ( لو ) التاريخ يعني با لحقائق على الارض .
لم يشاء للعراق ان يستقر مادام هناك هوس فكري سياسي عند شريحة كبيرة من المجتمع العراقي فانحازت الاكثرية لرؤاها لايهمها من امر البلد والمستقبل شيء تغذيها وكالعادة دائما دوائر خارجية تجير التاريخ لمصالحها الانية فحدث انقلاب شباط الدموي واغتيل الزعيم بقساوة متناهية من قبل اصدقائه القدامى وعاث الانقلابيون بحياة الافراد باستهتار ومن يشاء التعرف انذاك على تلك الفتره عليه برواية عالية ممدوح (الغلامة ) . او ( ليلة بغدادية ) للكاتب و الروائي برهان الخطيب .
الردة الانقلابية بعد شباط اعقبها يأس ثقافي متلازم مع فكرة الموت والعدمية فتحول اكثر الشباب المثقف والمتطلع وطلاب الجامعات الى الفكر الوجودي الذي يستلهم رؤاه الثقافية من تكوينات الفرد وطموحاته الاخلاقية ازاء واقع مرير تبنته ودافعت عنه البرجوازية العسكرية . لكن بقت التقدمية واليسارية مغروسة في وجدان الانتلجيسيا العراقية حتى ان اعداد كبيرة من البعثين تحولوا الى الماركسية بعد انقلاب 18 تشرين العارفي حين ايقنوا حقائق جديدة بعيدة عن الرغبات والطموحات الذاتية التي عاشوها سابقا و رغم ان العهد العارفي الثاني كان يتمتع بايجابية وواقعية ممثلا بشخصية عبد الرحمن عارف النزيهة لكن العسكر المحيطين به والطموحين استفزهم الشارع العراقي المتنامي والمطالبة بالتغير الثوري خاصةً بعد ظهور القائد الثوري جيفارا فتشكلت خلايا من شباب مثقف ومنهم زملاء اعزاء مهندسين حازين على شهادات عليا في الهندسة استشهدوا حينما اتخذوا من الاهوار منطلقا لحركتهم اعقبها لاحقا ظهور اليسار الجديد المتمثل بالقيادة المركزية والمطالبة بالتغير نحوا الاشتراكية قبلها جاء فوز اليسار التقدمي في انتخابات الطلبة 66- 967 فادركت البرجوازية العسكرية المنحدرة من اصول قومية وبارادة بعثية ضرورة التغير قبل فوات الاوان وهو ما اوعز به صالح مهدي عماش لبعض زملائه بضرورة التغير قبل ان يلتهم الشيوعيون العراق فحدثت ما سميت بالثورة البيضاء في 17-30 تموز .
ملاحضة | في الجزء الثاني سنستكمل الواقع الثقافي والاجتماعي للشارع العراقي بعد 17-30 تموز



#يوسف_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل الغيبي والعقل العلمي
- المحقق والدلال
- الثنائيات وازمة ضمير
- التاريخ والرؤية الاحادية
- نوستالوجيا المسلم وبداهة الغرب
- صباح تموزي
- 14 تموز والصناعات الثقيلة ..الاسكندرية نموذجا ً
- انفجار الكرادة والتحليلات المتضاربة
- الله في الميزان
- موروث شعبي , تعنت فقهي واضطراب سياسي
- اللامنتمي الثوري
- الاعلام والرؤية العوراء
- الدين والاخلاق
- داعش والكائن الخرافي
- الفلسفة والانسان 4/4
- الفلسفة والانسان 3/4
- الفلسفة والانسان 2/4
- الفلسفة والانسان 1/4
- الثورة والانسان 2/2
- الثورة والانسان 1/2


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف الصفار - أخرج من اللعبة ياولدي1/2