أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمدي رزق - سيد القمنى.. بأمارة إيه!














المزيد.....

سيد القمنى.. بأمارة إيه!


حمدي رزق

الحوار المتمدن-العدد: 5260 - 2016 / 8 / 20 - 09:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



وزعم مقدم بلاغ تكفير الدكتور القمنى، أن الدكتور القمنى قال: «أنا محدش يقدر يحبسنى عشان أنا ليا تلاميذ وأصدقاء فى مناصب مرموقة بالدولة»، عجبا وهو لو القمنى مسنود وله ظهر وتلاميذ وأصدقاء فى مناصب مرموقة كان ده بقى حاله، يكفر فى بلاغات، ويجرجر على الأقسام، ويستجوب فى النيابات، ويحاكم فى الجنايات.


عجبا، القمنى مسنود، طيب بأمارة إيه، بأمارة تكفيره صحفياً وفضائياً وفيسبوكياً بنشر صيغة عريضة التكفير بنصها دون علامة تعجب أو استنكار، الغبطة الصحفية بإحالة النائب العام البلاغ إلى أمن الدولة العليا والتشيير والتغريد والقلش عليه، والتجويد فى العناوين بشبق وشهوة، والتكفير الصريح فى المتون، وفتح الصفحات لاغتيال الرجل بدم بارد، دم القمنى غرّق الصفحات.

محدش يقدر يحبسنى، يزعمون جزافا «فتوة» القمنى، والرجل لا يقوى على المشى دون عصاه، وَهِن العظم منه واشتعل الرأس شيبا، بأمارة إيه، القمنى أصلاً محبوس بين جدران منزله منذ زمن، يقضى عقوبة السجن انفرادى كرهاً، وكل يوم يفتش صفيحة القمامة خوفا حتى لا يدس أحدهم شركاً خداعياً يقتله، أو يتخفى أحدهم خلف جدار فيغتال ما تبقى من عمره، ويخشى على أهل بيته خشية أب صالح على أولاده.. حذر الغدر.

القمنى أصلاً محبوس، السجن لن يغير من سجنه، لا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها، أفكاره محبوسة، ممنوعة من الصرف، وكتبه مصادرة بلا قرار، كم مكتبة تعرض كتب القمنى، تحت الرف، وكأنها ممنوعات، أو وردت فى جداول الحظر، كتب سيد قطب معروضة على الرصيف، وكتب سيد القمنى ممنوعة، كم برنامجا فضائيا استقبل القمنى وأفكاره؟!، آخرة القمنى مداخلة هاتفية للتسخين، مداخلة يتبعها أذى من جمهور جرى تسميم أفكاره ضد الرجل، اسمه يذكر مصحوباً بالعياذ بالله.

القمنى له تلاميذ وأصدقاء مرموقون، بأمارة إيه، القمنى يغرّد وحيداً، المفكرون يعانون انفضاضا، فضاء تام، هواء من حول القمنى، وللأسف سيواجه الاتهام بالازدراء وحيداً، وسيقف فى المحكمة وحيداً، وسنكتفى جميعا بالمقالات والبيانات، ذراً للرماد فى العيون، غسل أيدى، قمنا بالواجب، ونحسب مستنيرين، وكفى المحررين شر القتال.

القمنى أُكل يوم أُكل إسلام بحيرى، ومحرقة التكفير فاغرة فاها، التهمت إسلام وأحمد ناجى وفاطمة ناعوت وتتلمظ لطحن عظام نوال السعداوى، الوحش يتحرش بالدكتورة نوال، والبقية تأتى، وهم السابقون ونحن اللاحقون، أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض، يوم اغتالوا بيننا فرج فودة وحاولوا اغتيال نجيب محفوظ، وعندما أهدروا دماء نصر أبوزيد، وعد الجروح يا ألم.

المفكرون فى مصر يغردون فرادى، لا جبهة تجمعهم، ولا رباط بينهم، تتخطفهم الطير من أعلى الجبل، تنقر رؤوسهم، تعطل مراكز التفكير، لا كرامة لمفكر فى وطنه، يشكر «الحزب العلمانى» على إصدار بيان وحيد يتيم لمساندة القمنى، فى مواجهة جبهة عريضة للتكفير والتفسيق واستحلال دماء المفكرين، جبهة تضم أحزابا وجماعات وقطعانا هائجة، جبهة بعرض وطول الوطن تسيطر على العقل الجمعى، وتمكن من الرقاب.

الوصفة سهلة ومجربة، اغتيال المفكر ببلاغ، يكفى بلاغ، عريضة تضم إلى عرائض النائب العام، عجباً.. القمنى لا خرج على الناس شاهراً سيفه، ولا حمل متفجرات، ولا هدد العُزّل الآمنين، ولا أفتى بقطع الرقاب، ولا استحل أموال المسلمين ولا دماءهم، جريمة القمنى أنه يفكر بصوت عالٍ، وجُلّنا نفكر بصوت خفيض، إذا فكرت فَكّر فى سرك، لا تكن أحمق، لا صوت يعلو فوق صوت ياسر برهامى!.

أتعرفون من هو المسنود، لو المفكر مسنود وله ظهر فى هذا البلد كان بقى ده حال المفكرين، آخر حاجة تفكر فيها البلد الفكر، بلاد تعطلت فيها مراكز الفكر، وآخر حاجة تحميها الفكر، الفكر مستباح، مجتمع يحسب كل مفكر مريضا، عنده فكر، والفكر مثل المس، شيطانى، القمنى عنده فكر، يعالجونه بالسجن.



#حمدي_رزق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- قوات كييف تدمر مجمع الكنائس -القدس الجديدة- في بيلغورود (صور ...
- الشارع الأردني وقرار حظر الإخوان
- صعود الإسلاميين.. ماذا يتغير في اللعبة السياسية بالأردن؟
- فضيحة التجسس على المساجد.. هيئة هولندية تأمر الحكومة بإتلاف ...
- كيف تفاعل الأردنيون على حظر الإخوان المسلمين في البلاد؟
- إسرائيل تسمح لـ 600 رجل دين درزي من سوريا بزيارة الجليل الجم ...
- هل لإيران علاقة بمخططات -الإخوان- التخريبية في الأردن؟
- الإخوان على حافة الغياب.. ضربات قاصمة تُجهز على نفوذ التنظيم ...
- حظر -الإخوان- في الأردن.. كيف ستتعامل معه سوريا؟
- الجماعة المنبوذة.. دول حظرت تنظيم -الإخوان- الإرهابي


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمدي رزق - سيد القمنى.. بأمارة إيه!