أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم محمد كاظم - مكتبة الجنرال القائد ......... قصة قصيرة














المزيد.....

مكتبة الجنرال القائد ......... قصة قصيرة


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 5258 - 2016 / 8 / 18 - 14:21
المحور: الادب والفن
    


نفخ العجوز تيار الهواء كساحر هندي من فمه الرطب نحو ا لدخان المتصاعد أشبة بمارد مصباح بدا يغادر قمقمه العتيق .
واصطنع بلها متعمدا نحو صوت الإقدام الآتية نحوه وذابت في نفس ذلك القادم برودة الرد المنعكس حين تكسرت حروف تحيته واستدرك نفسه بكلماته المركبة مثيرا سخرية العجوز بهز يده هذه المرة .
لكنة استدرك من أمرة وفتح عينية بقوة مغيرا خط دربة واندفع بسرعة لتخليص ما تبقى من الكتاب الرث من أصابع العجوز وسط ممانعة ذلك الجسد المنهك .
وعاد يرتب كلماته المتأنقة بأسئلة تلقاها ذلك الكهل مستاء كسرت طوق نفسه وأطلق سراح لسانه الحبيس. هه هه. هـــــــــــأ.. من أين؟..... وأشار بأصبعه المتيبس نحو فناء طيني متآكل ..... من هناك ...
وتردد الغريب بخطى وئيدة أمام مغارة الطين كأنها جحر أفاعي مهجور وألجمت عيناه الدهشة وعاد إلى الوراء بأسئلة حيرى . للعجوز الغارق وسط الدخان .
يا الهي . ما هذا ....لمن هذا الكنز الغارق وسط الأطيان ؟.
وأجاب الكهل بترهل ثقيل ...... مكتبة ...أنها مكتبة .... ألا تعرف ؟... إنها مكتبة .. مكتبة الجنرال القائد .
وقهقه العجوز مرة أخرى على سخف أسئلة ضيفة المزعج أبانت قضبان أسنانه الصفراء المتبقية في كهف فمه... ..أخاف ....ومن من أخاف؟ ...الجنرال القائد ......وأين هو الجنرال القائد ..
واستمر ضاحكا مع هز يده الناحلة ...... الجنرال.. يأتي إلى هذه المزبلة ...ومزق أوراق صفراء أخرى حملها كقربان إلى ناره الحمراء الداخنة واستمر بكلماته المتباعدة ..
لا احد يأتي إلى هذه الأزبال البعيدة سوى بديل هرم آخر يحمل فضلات طعام تتفسخ بهذا القدر ..ونظر إلى ضيفة الثقيل ...وبعض المتطفلين ..
وتاه الغريب في لحظة حلم نمت في نفسه الكسيرة وهي تسترق لحظة زمن قصيرة تزيل بها عفونة جسد ا طاغية بتيار الماء القريب من عالم ثكنة عسكرية محصورة بأسلاك حديدية وقضبان صداة اختزنت في قعر باطنها المظلم بقايا أنفاس متكسرة ترى في خيالات الظلام أوجها خلاسية تعاشر عصاب جنونها المزمن تصحا وتنام على إيقاع زمجرة خارجة من فم يعلوه شارب كثيف ..
وعاد ينظر في الكهل المتسربل بالخاكي المتسخ وذابت في عقلة ثورة اهتياجه على زمنه المر وهو ينعش أفكاره المهشمة وهي تواجه فناء الطين المحتقن بأكوام الكتب الممزقة تنتشر على الأرض الرطبة.
مسك كتبا مبعثرة على ارض زلقة مسح طبعات طينية على ظهرها لأحذية عسكرية وتحركت في نفسه رغبة إنقاذ لهذا العالم النابض بالفكر من سجن ظلامه المزمن ..
ونظر الكهل إلى هذا المتأنق بسلوكه الغريب وهو يجمع الأوراق الممزقة من بقايا الكتب وظنه معتوها مستجدا على حياة الخاكي القاسية جلبة إلية حظه المفتقر إلى طعام يعيد الاتزان إلى أمعائه المتمعجه بالجوع .
واصطنع لهجة تحاكي نبرة جنرالات عصره مع إشارة من أصبعه اليابس نحو فناء قرية على مقربة منة أحيت للقادم جزئا من آماله الميتة في ذاته الحبيسة وهو يتأمل الكلمات المتباعدة لرجل العظام البارزة .....كيس خضروات. ..طرية ..و..أرغفة خبز ..... حار .
وعاد العجوز مؤشرا بنفس أصبعه نحو فناء الطين المفتقر إلى الأبواب .....مقابل كيس ...كبير من هذه الأكوام المتناثرة .
.وتلاشت من خيالة ضفة النهر وهو يجلس أمام الأكوام الممزقة وعاد ناظرا في تلك الذات الضائعة وسط الأطيان في زمنها الميت وهي تبتهج بوضع قدرها الأسود على النار الحمراء الداخنة من بقايا مكتبة ..الجنرال القائد .
.......انتهت
/////////////////////////////
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس الثاني من آب 1990 ...الوقوف بوجه رأس المال العالمي
- الرجل الذي هو ..أنا ..........قصة قصيرة
- عندما أحب القديسة....... قصة قصيرة
- الاختلاف مابين التشكيل البريطاني و الأميركي للعراق
- الحاجة إلى الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم
- طيور الشيخ المهاجرة ......................... قصة قصيرة
- هكذا قالت لي العرافة . .. قصة قصيرة
- كومونة بابل .... قصة قصيرة
- الكمين الأول ....والأخير .............قصة قصيرة
- ولازالت قوانيننا قمعية
- الفلوجة....الجدل السلبي للعملية السياسية
- وكانت رياح ..فهد ... قوية هذه المرة
- الحزب الشيوعي والطبقة البرجوازية
- هل سيقودنا التقدم العلمي إلى العصر الحجري ؟
- هل ألغى الديالكتيك المادي الطبقة العاملة العراقية
- المنظرون والطبقة العاملة
- وأخيرا قلنا للمرحوم العراق - الفاتحة
- هل كان فهد .. يوسف سلمان يوسف . هو المؤسس الحقيقي للحزب الشي ...
- اليسار العراقي ...وحيدا في ساحة الإصلاح
- لا.. للخدمة الإلزامية ...نعم للجيش المحترف


المزيد.....




- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم محمد كاظم - مكتبة الجنرال القائد ......... قصة قصيرة