أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - أولادُ ( المِعْدانْ )*














المزيد.....

أولادُ ( المِعْدانْ )*


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5257 - 2016 / 8 / 17 - 17:59
المحور: الادب والفن
    


أولادُ ( المِعْدانْ )*
القصبُ اليابس يعشقهُ غبار الدروبِ الحزينةِ مِنْ ( مضيفِ الشيخ شوّاي)* تأتي بهِ ريحٌ جافة يؤلمها رائحةُ اجساد الفلاحين حبالٌ القنّبِ تتزيّنُ بها شقوق معاصمهم الكثّة وجعاً حفرتها مناجل نيسان وشمس تموز اللاهبةِ سمّرتْ أوردتها الزرقاء فمضت محطّمة تغيضهم بطون خيول ( الحوشيّةْ )* تتمايلُ غنجاً كــ حبّاتِ الشلبِ الناضجةِ أمامَ أعينِ نساءهم الهزيلات يشبهنَ السنابلِ المتساقطاتِ منْ جيوبِ مواسم الحصادِ تحت حوافرها اكياسهن الجائعاتِ دوماً هربت منها حتى طيور ( الخْضيري وأمّْ سِكّهْ )* فهرعَ الجفاف يلتهمُ ضفافَ الهور والبيادرُ تنمو شامخةً يرافقها إذلال بعدما أنهكتْ أيامهم ضرائبٌ تقصمُ الحياة . جمهوريةُ الزعيم صرائفهم تنفستْ وتأرجحت بفعلِ قراراتها أمستْ الــ ( 110م )* قبوراً أخرى تزدحمُ فيها رغباتُ ابنائهم الكسيحةِ تخلّتْ الصباحات الهانئة عنْ ( الـﮔـيمر والسيّاح )* مهزومةً أمامَ ( المرق الأصفر )* ماتتْ في القلوبِ ذكرياتٌ تدفنُ بؤسها بعيداً تحتَ ( دشاديشهم )* الخشنةِ عقيمة الأيام الجديدةِ لا تزهرُ إلاّ بمجيءِ ( الكيولياتِ )* بـ ثيابهنَّ الملوّنةِ . تناسلَ الأبناءُ كثيراُ في الحروبِ وفي سوقِ ( عريّبة )* راجتْ وربحتْ تجارة ُ الأقمشةِ السوداء كمْ كانَ ( الشهداءُ أكرمُ منّا جميعاً )* يحرسونَ واجهاتِ بيوتهم المنخفضةِ وتقاطعاتِ الطرق المزدحمةِ بــ الأنين ..؟ ! وكمْ كانتْ ثيابُ الأمهاتِ يتعمّقُ فيها الحزن كما في القلوبِ المذعورةِ ؟!! وكمْ كانَ حمود ( المطّيرﭽـي )* يطيّرُ بما تهرأَ منها لــ زواجلهِ عالياً وبعيداً يبعثُ رسائلَ غرامهِ الممنوع لــ بناتِ القطّاعاتِ المجاورةِ ولأصدقائهِ المنفيينَ هنااااااااااااااااكَ خلفَ الحدودِ ؟؟!!! .
......... ........... ........... ...........
المِعْدانْ : سكان مناطق الاهوار جنوب العراق .
مضيف الشيخ : مكان كبير يشيّد من القصب خاص لشيخ العشيرة
الحوشيّةْ : زبانية شيخ العشيرة .
الشلبِ : الرز .
110م : من منجزات الجمهورية ان منحت كل عائلة منهم هذه المساحة لتشييد بيت وعلى أطراف مدينة بغداد .
الخْضيري وأمّْ سكّهْ : من الطيور المائية الجميلة واللذيذ طعمها تعيش في الاهوار الجنوبية في العراق .
الـﮔـيمر والّسيّاحْ : من الأكلات الصباحية المشهورة لديهم .
المرق الأصفر : هكذا كانت تتهكم جدتي عن طعام بغداد .
دشاديشهم : ملابسهم .
الكيولياتِ : راقصات غجريات يؤتى بهنّ في الافراح والأعراس .
عريّبة : سوق شعبي سمّي بهذا الاسم نسبة الى بائعة السمك السمينة جدا فيه .
المطّيرﭽـي : الشخص الذي يقوم بتربية الحمام .



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على الراقم ( 1857 )* جنَّ الحنين راقصاً
- مدنٌ كالحةٌ أحلامها
- صراخٌ أحمرٌ على الصوبين*
- مخاضٌ يبحثُ عنْ أمان ....
- طفولةٌ مهشّمةٌ ممتعضةُ الملامح
- مقدمة لديوان تراتيل في زمن الغربة للشاعر كريم عبدالله بقلم ا ...
- زمّزمكِ المتشامخ يطوفُ حافيَ القدمينِ
- الرسالية الادبية في الشعر التجريدي عند الشاعر كريم عبدالله ب ...
- شمسٌ مشرقةٌ على ذكرياتي الغاربة
- ايامكِ النبيلةِ شيّبها إنتظارٌ معتم
- ثلاثية (( الكرّادة .... طالع .... ))
- ( كلكّاتْ )* عراقية خالصة الصورة والصوت
- تحت ركام الصراخ يرهبني وميضُ الفزع
- في ( الكرادةِ )* ترجّلتْ سلالم الموت
- عذابُ المحطاتِ الخجولةِ يدغدغها زعيق الفتاوى
- على مشارفها العذراء . إختفتْ حكمةٌ بآلغة
- أزخرفكِ مبتهجاً في سريرِ قصائدي
- في فحولةِ القمصانِ المؤنّقةِ أرددُ ( ياحريمةْ )*
- حبلٌ متينٌ في ليلٍ أشعث
- خلفَ خمسينَ مراهقة . إشتهاءكِ يسيّلُ عذوبة الكلمات


المزيد.....




- -هيئة الأدب- تدشن جناح مدينة الرياض بمعرض بوينس آيرس الدولي ...
- وزارة الثقافة الروسية: فرق موسيقية روسية ستقدم عروضا في العا ...
- وفاة الفنان المصري عبد المنعم عيسى
- فنان مصري ينفعل على الهواء على قناة لبنانية خلال محاولة عرض ...
- محسن جمال.. 4 عقود من الإبداع ساهمت في تشكيل الغناء المغربي ...
- فيديو طريف.. فنان سوداني يوقظ أحد الحضور من سبات عميق في حفل ...
- وفاة الإعلامي السوري صبحي عطري
- عندما تتكلم الشخصية مع نفسها.. كيف تنقل السينما ما يدور بذهن ...
- الفكر والفلسفة في الصدارة.. معرض الكتاب بالرباط يواصل فعاليا ...
- أول تعليق لمحمد رمضان على ضجة -حمالة الصدر- في مهرجان كوتشيل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - أولادُ ( المِعْدانْ )*