أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - رأس الرئيس كان كبيرا














المزيد.....


رأس الرئيس كان كبيرا


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5257 - 2016 / 8 / 17 - 14:16
المحور: الادب والفن
    


رأس الرئيس كان كبيرا
محمد الذهبي
خلا الجو وبقي بمفرده في مبنى الصحيفة، الجميع غادر لاحياء الذكرى السنوية لتأسيسها، بدأ ينتقل بين الاقسام ، بقي الخبر الرئيس مفتوحا لاستقبال التهاني والتبريكات في الصفحة الاولى، وبقي هو بالانتظار، المبنى موحش جدا، ويحتاج الى تسلية من نوع ما، هبط السلالم ليجد نفسه امام احد المحال لبيع المشروبات، اقتنى اربع زجاجات وعاد مسرعا مع عبوة جاهزة من الباقلاء، ساجلس بمفردي وادعهم لاحتفالاتهم، انا ايضا ساحتفل على طريقتي الخاصة، عاد المصمم مصطفى وقد امتلأ بالغبطة حين نظر الى الزجاجات، وعلم انه الاذن بليلة مريحة بعض الشيء، سينام الاثنان في مبنى الجريدة، فحظر التجوال يسري بعد الساعة الثانية عشرة ليلا، تتالت التهاني وابتدأت بامين بغداد، ثم وزير الخارجية ومن ثم بقية المسؤولين، كان ينتظر برقية الرئيس الاول والرئيس الثاني بفارغ الصبر لينتهي من الامر، اوعز للمصمم ان يحضر للرئيسين صورتين واضحتين تحتويان على مساحة من الضوء وقابلتين للتصغير او التكبير من دون المساس بعامل الوضوح، نظر الى الصورتين باندهاش، احدهما كان يمتلك رأسا كبيرا، والثاني كان يلف يشماغا على رأسه، كيف ساضع الصورتين متجاورتين، هذا هو السؤال، ومع الزجاجة الرابعة وصلت برقيتا الرئيسين، كانتا رسميتين وليس هناك من شيء جديد، مجرد كلمات مدح وثناء وتشجيع.
وضع صورة الرئيس ذي الرأس الكبير في اعلى الصفحة فاحتلت المكان، ولم تدع شيئا للرئيس الثاني، ماهذه الحيرة انهما يتنازعان الصفحة، ماذا افعل، الرئيس الاول يقولون هو ( ابو الخبزة)، حيث تأتي مرتبات الموظفين من هناك، ويستحق ان يكون في الاعلى، اما الثاني فهو لم يصل الى بغداد ابدا، ويقولون انه بخيل ولم يعط الصحيفة فلسا واحدا، هل سيعترض رئيس التحرير على ان يكون الثاني اسفل الصفحة، الامر اليوم بيدي وانا من ساضع النقط على الحروف، افتتح الخبر ببرقية الرئيس ذي الرأس الكبير، واخر الرئيس ذا اليشماغ بعده، وسحب صورته الى الاسفل، لا تعدو ان تكون مجرد تهنئة، لا اعتقد ان رئيس التحرير سيعطي الامر اكثر من اهميته، فهو مثقف كبير، لكنه في المقابل صديق للاثنين، واخشى ان احدهما سيزعل منه، ليزعل الثاني فهو غير مؤثر كثيرا، صدرت الجريدة وجاء رئيس التحرير صباحا وهو نادرا ما يأتي، طلب عقد اجتماع، لم تزل رائحة البيرة تنبعث من فمه وقد نام نوما عميقا، حتى ايقظته عاملة النظافة ، فخف مسرعا الى الحمام، ومن ثم الى مطعم قريب، تناول فطوره ، وعاد فوجد الاجتماع منعقدا، من وضع صورة الرئيس اسفل الصفحة، الجميع نادى بصوت واحد ، هو ، هو ، هو، تسمر بمكانه، فاستوعب رئيس التحرير خوفه، واشار اليه ان اجلس بقربي، فجلس بجنبه، واراد ان يدافع عن نفسه، فلم يعطه مدير التحرير مجالا، واشار اليه رئيس التحرير ان اصمت ودع الامر فانا من سيعالجه، كان الاجتماع اعتياديا بغضب من رئيس التحرير معهود عندما تحدث حوادث كهذه، لماذا وضعت صورة الرئيس اسفل الصفحة، لانهما اثنان، والرئيس الاول كان يمتلك رأسا كبيرا يا استاذ فاحتل الصفحة بكبر رأسه، اما اليشماغ فانا كنت اعتقد ان من يلبسه ينعت بالتخلف، لانني نشأت في مدينة فقيرة اغلب رجالها يرتدون اليشماغ، فصار اليشماغ لدي صورة للتخلف ولم اعرف انه هوية لشعب معين، لكن رأس الرئيس الاول احتل الصفحة استاذ فكنت مضطرا ان اضع الرئيس الثاني اسفل الصفحة، رأس الرئيس كان كبيرا.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فياغرا
- دفاعا عن النفس
- الساعة الخامسة عصرا
- لماذا لم انسحبْ
- آلة موسيقية
- كم طال ليلك ياهذا وماعلموا
- لصوص المفخخات
- انين الناي
- لحظة انفجار بغداد
- حسن عبود في قوائم الطب العدلي
- رجل ولافتة
- المرقط لايليق بك
- استقالة مصحح لغوي
- قصة رجل يعرف موته
- ايران والسعودية في بيتنا
- مجاهرة بالافطار
- مرآتك انتَ
- الحكيم الذي لم يعد حكيماً
- الموسيقار
- المعطف والربيع


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - رأس الرئيس كان كبيرا