أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - شمدين شمدين - نقمة المال














المزيد.....

نقمة المال


شمدين شمدين

الحوار المتمدن-العدد: 1405 - 2005 / 12 / 20 - 11:19
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


المال ذلك الاختراع الأعظم في تاريخ البشرية بل ذلك الاختراع الرهيب ليس لأنه سهل التعاملات بين الناس والدول بل لأنه أصبح وبمرور الزمن يتحكم بمصائر البشر وبأحلامهم وأوجاعهم وبكل شيء في حياتهم وبكلمة واحدة أصبح الحاكم الأوحد في هذه الدنيا فهل يعقل يا ترى أن يصبح الورق الذي اخترعته العقول البشرية هو المتحكم بهذه العقول وهل طبق العالم بكل إخلاص وإيمان قوله تعالى من أن (المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) فجعلوا من مصائرهم رهينة بيد حفنة من الورق على مختلف ألوانه ولا سيما الاخضر منه ونحن ها هنا لا يمكن أن نتجاهل اله العالم الجديد في زمن الرأسمالية العالمية وزمن العولمة وما يشكله الورق النقدي من قيمة كبرى في كل مجالات الحياة فكم من الحروب قامت وتقام من اجل أن تدور عجلة المصانع الحربية ومن اجل أن تمتلئ خزينة بعض الدول بالمال اللازم لتطورها الاقتصادي والحضاري دون أي اعتبار للدماء التي تسفك والأرواح التي تفنى والأهوال التي تصاحب هكذا أعمال من حالات قتل جماعي وفساد أخلاقي وفساد مالي كالرشاوى التي تعطى والهبات التي تصرف من اجل تمهيد الأرضية المناسبة والحجج المقنعة لتمرير قرارات الحروب وذلك من اجل عيون الشركات الكبرى ورجال الأعمال الكبار أصحاب هذه الشركات والذين لا يتورعون عن صرف المليارات من الدولارات على السياسيين والكتاب والمثقفين الكبار لتمرير صفقاتهم ومشاريعهم في الوقت الذي تعاني فيه النسبة الكبرى من شعوب العالم من الفقر والجوع والأمراض الفتاكة ولم تنفع المبادرات المتكررة من قبل الدول الغنية أو الرأسمالية الكبرى من اجل القضاء على هذه الآفات المميتة والمهلكة للبشرية وهنا نتذكر قول الإمام علي عندما قال (لو كان الفقر رجلا لقتلته ) ولكن الفقر ليس برجل بل هو غول سلطه عابدو المال على رقاب أبناء ادم هؤلاء المبتلون بنقمة اسمها الورق والمال، وعلى المستوى الأدنى في العلاقات الاجتماعية نجد أن المال يشكل طريقا للرفاهية والتمتع بكل ما لذ وطاب في هذه الحياة من أصناف طعام وأشكال نساء وبهاء جماد ولكنه في المقابل يحفر شقوقا ووهادا تفرق الأخ عن أخاه والابن عن أبواه والإنسان عن بلاده والعباد عن ذكر الله وتصنع الضغائن والأحقاد في القلوب فالطفل الذي يرى زميله يلبس أفضل الثياب ويأكل أفضل الوجبات ويشتري أفضل الألعاب وتقام له كل سنة عيد ميلاد بينما لا يملك هو سوى ثيابا مهترئة وطعاما أفضله حساء العدس وألعابا أفضلها كرة من قماش كل هذا يزرع في نفسية هذا الطفل القادم إلى الحياة عقدة النقص والألم التي يمكن أن تجرفه إلى كل النواحي السلبية في هذه الحياة.
المال هذا العدو الحبيب الغريب يعشقه كل إنسان ويطمح لامتلاكه كل إنسان ،البعض يتحكمون فيه وبه ،والبعض يقعون تحت حكمه الاستبدادي فيقتلون من اجله ويبيعون الشرف من اجله، يبيعون الأولاد والبلاد ، الأخوة والأحفاد وحتى على فراش الموت يحصون رزما ته ويوصون بحفظه والعمل على إكثاره بشتى الطرق والوسائل ويأملون أن تطول حياتهم بضع ثوان أخريات كي يجمعوا المزيد والمزيد منه ولكن هيهات فالموت هو سيد فوق كل الأسياد وكل أموال الدنيا لا تؤخر موعده لأجزاء من الثانية ولكن هكذا نحن البشر لا نتعظ حتى نرى الموت بأعيننا وحينها يكون الذي ضرب ضرب والذي هرب هرب.



#شمدين_شمدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الجمهوري أرنولد شوارزنيجر يعلن دعمه للديمقراطية كامالا هاريس ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل
- كوريا الشمالية: تصرفات الولايات المتحدة أكبر خطر على الأمن ا ...
- شاهد.. ترامب يصل إلى ولاية ويسكونسن على متن شاحنة قمامة
- -حزب الله- ينفذ 32 عملية ضد إسرائيل في أقل من 24 ساعة
- بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى التجديد العاجل للخدمات الم ...
- وسائل إعلام: تقدم في المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائ ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل (صور)
- إعصار كونغ-ري يقترب من تايوان والسلطات تجلي عشرات الآلاف وسط ...
- ما هي ملامح الدبلوماسية الأميركية المستقبلية في الشرق الأوسط ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - شمدين شمدين - نقمة المال