أولاد القردة الخنازير

خليل الشيخة
كاتب وقاص
(Kalil Chikha)

الحوار المتمدن-العدد: 5255 - 2016 / 8 / 15 - 06:57
المحور: كتابات ساخرة
    

في عودتي إلى أيام الدراسة الجامعية، كان أحد أساتذتي لمادة الرياضيات دكتور يتمتع بشخصية مرحة محبة للاخرين وذو ثقافة عالية في التاريخ والسياسة. وكانت ميوله اليسارية غالبا ماتصطدم مع توجهات الجامعة وبعض الطلبة الذين يؤمنون بأن النظام الرأسمالي هو الوحيد النموذج الناجح. وهذا قبل انهيار الاتحاد السوفيتي. كان الدكتور من أصول يهوديه وكان معظم اصدقاؤه من العرب إذ أنه دائما ماكان يتتقد الصهيونية بأنها حركة ارهابية مجرمة واستعمارية. قال لي مرة ضاحكاً: أنتم المسلمون تقولون عنا نحن اليهود اولاد قردة وخنازير. ولما وجد عدم رغبتي في الخوض في مثل هذه الأمور، قال لي: لاتقلق فإن عندي قصة وتفسير لهذا قد يضحكك وتستغرب من تحليلاتي. فقلت له تفضل. فقال مبتسماً: أولا، يجب أن تعرف أن هذه الآية ليست شتيمة لنا، بل هي تثبت نظرية التطور لجميع البشر وليس لليهود فقط، لأن البشر قد انحدروا من اجدادهم القرود، ولا يأخذك الشكل المقلوب وقصة يوم السبت، فهي مجرد بهارات للقصة. أما مسألة الخنازير فهي تخصنا نحن اليهود، فقد عبد اجدادنا في المرحلة الطوطمية الخنزير البري واعتبروه الجد الأول كمثل كل العبادات الطوطمية. وفي هذا الخصوص، فقد صدق القرآن في هذا المجال.
أستغربت هذا التحليل العميق للدكتور. فسألته عن ظاهرة تميز بها اليهود وهي سر اهتمامهم بالأدب والعلوم الاجتماعية والنفسية. فقال: نحن اليهود عشنا في بحر هائج من التقلبات الأوروبية حيث كنا لانعرف متى سينقضون علينا ويقتلوننا. فكنا مشغوفين بالعلوم النفسية والحركات الاجتماعية للمجتمعات كي نتنبأ على الأقل موعد جعلنا فريسة سائغة لهم. كان يشرح كل هذا وهو مازال يحتفظ بابتسامته.
وقبل أن اغادر، قال لي: كل ماتشاهد من يهود اليوم هو في الحقيقة 10 بالمئة من عددهم الحقيقي بسبب المجازر والأمراض التي حصدت أوروبا عبر التاريخ.

#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات