جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5254 - 2016 / 8 / 14 - 18:00
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
و الى النعال كيف خلقت
خلق النعال اي قدر قياسها. ما خلقت (قست) الا فريت (قطعت) و لا وعدت الا وفيت. مشكلة العربي مع اللغة العربية هي انه يراها عادة كسلعة جاهزه حاضرة لا تتغيرsynchronically و ينسى بان لكل مفردة لغوية تأريخ خاص بها ليراها تاريخيا diachronically لذا لا يستطيع فهم النصوص القديمة كالقرآن بسهولة و لكنه رغم ذلك يعتقد بانه يفهم حتى دون ادنى المام بتأريخ مفردات اللغة. لكل شيء تأريخ اليس كذلك؟
كان المعنى الاولي للثلاثي (خلق) - الذي هو مصدر صياغات كثيرة بضمنها (الخالق) كمرادف لله - التقدير و القياس اي الى صنع شيء (جديد) على قياس شيء آخر مثل صنع وعاء للماء / النعال او بعبارة اخرى يشير الى التقدير و الحصة - القسمة و النصيب و الحظ او المصير الذي يعينه الله للانسان قارن ايضا الاثيوبية بمعنى العد.
نستطيع ان نرى هذا المعنى الاولي في القرآن في السور المدنية و فيها يشير اما الى قسمة الانسان في الدنيا او الى قسمته في الاخرة و هذا ليس الا اقتباس من التلمود اي انها استعارة عربية ليتطور المعنى هكذا الى الخلق (التكوين) و الاخلاق. تبين اخلاق الانسان (طبعه) المعنى الاولى بوضوح و هذا هو سبب صياغة افعال المزيد: خلّقت جسمها بعطر اي تخلّقت (تجملّت) و قد تم استعارة هذا المعنى الديني في الخلق (الناس) الى اللغات الشرقية الاخرى قارن الكردية (خه لك).
http://www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟