أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبد العزيز الخاطر - العقل المطلق














المزيد.....

العقل المطلق


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 1405 - 2005 / 12 / 20 - 08:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


اختزال الزمن والظروف في كبسولات علاجية
العقل المطلق عقل متخلف لا يرى التضاريس الحقيقية ولا يفرق بين بعضها البعض والفكر الشمولي الذى يضع الجميع في سلة واحدة فكر متخلف أيضاً فالعقل المطلق يصدر أحكامه غير عابئ بالتاريخ أو الجغرافيا فهو عقل لا زمني فهذه النمطية من التفكير اختزالية لكل شئ " وأنا اقصد بالعقل هنا ليس العقل بيولوجياً ولكن طريقة تفكيره أي العقلية " . لننظر الآن الى عدة صور يتجلى فيها العقل المطلق وأحكامه بصورة لا تدع شكاً لدى أحد بأن إحدى مشاكلنا الكبرى هي غياب العقلية النقدية والتفكيكية التي تستطيع أن تعالج الأمور موضعاً موضعا دون شمولية تكتسح التفاصيل ولا ترى جزئيات الحقيقة إلا بعد فوات الأوان . من يرى أن الغرب كله شر " عقل مطلق " لا يرى حضارية المشعة ومن يرى أن أمريكا كلها شر " عقل مطلق " لا يعاين قدرة هذا المجتمع المختلف الأعراق على التعايش وقبول الآخر ومن يعتقد أن المسلمون كلهم خـير ( عقل مطلق ) لا يفرق بين الإسلام والمسلمين اليوم ومن يسمي سقوط برجي نيويورك بغزوة نيويورك ( عقل مطلق ) اختزل الزمن في كبسولة ومسح وقروناً وأزمانا من التراكم الحضاري والإنساني ومن يعتقد أن ما قام به " الزرقاوي " مؤخراً حين قتل الرهينة الأمريكي رداً على تجاوزات الجنـود الأمريكان والبريطانيون الفجـة في معاملتهم للأسـرى في ســجن أبو غريب " عقل مطلق " ولا يستطيع التمييز بين فرصة كشف الجريمة للرأي العام العالمي واستغلالها لصالحه وبين ما يمكن أن تحدثه مثل هذا الأمر من تبرير لتلك الجرائم السابقة .
لا شك أن مثل هذه العقلية تتحمل أثماً كبيراً في ما حصل لهذه الأمة على مر تاريخها القديم والحديث ، أن روشتات العلاج الشمولي دون السماح للرأي الأخر بالظهور كانت روشتات تدمير وليس علاج بأشكالها وعقائدها المختلفة . فنقطة التحول التاريخية في حياة الأمم تضع المستقبل في بؤرتها وأمامها إلا أمتنا التي تستخلص علاجاتها من ماضيها امتهانا للتطور وتصغيراً للعقول وتجميداً للأحداث في قوالبها التاريخية عندما تخلصت أوروبا من ربقة الكنيسة والإقطاع ورجالاتهما لم تعد ترى في ماضيها حلولاً . نحن عندما أردنا التقدم التفتنا الى ماضينا واخذنا منه عقده المستحكمة " في كبسولات مثل كبسولات الدواء التي إحداها لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " أي جمود بعد هذا وأي استحضار " للعقل المطلق " بعد هذا الاستحضار . نعم لقد صلح أول هذه الأمة ضمن شروطه وظروفه التاريخية وبنفس القدر يمكن إصلاح آخر الأمة ولكن ضمن الشروط والظروف الموضوعية المعاشة والمختلفة عن تلك الأولى وهنا تكمن قدرة وقوة العقل التفكيكي والنقدي .
ما يزيد الطين بله ويزيد العقل المطلق بريقاً تحول اللا ممكن الى ممكن في حياتنا العربية كيف تتحول الجمهوريات الى نمط توريثي تخجل منه حتى أبعد القبائل مسافة عن التحضر ؟ وكيف يتحول الفرد الى زعيم أوحد والهة يعبد . فلا غرابة إذن أن يُسرق الإسلام تحت فهم معين ويسوق وكأنه الفهم الحقيقي والوحيد الذى جاء به ، ولا غرابة أن تتحول أنظمة الحكم الى مافيات تجارية واقتصادية تقتات من دم الشعوب الى آخر هذا المنوال من الخروج عن أسس المنطق السليم .
أن الحل الأنسب والوحيد هو في المراجعة الفكرية والعقلانية ومراجعة المطلقات الماضوية التي تحولت بعد أزمان الى نصوص أضيفت وجعلت على نفس المقدار من القداسة من نص الأمة الخالد الذى " يحتمل النظرة التفكيكية ويحتمل المعاصرة كذلك " وصحيح السيرة . نحن بحاجة ماسة كأمة الى مراجعة ذاتية تضع الأمور في نصابها وتعيد للأمة اتزانها وتخفف من صدى الماضي وتزيد من أهمية المستقبل حيث يكمن المصير وتتكأ العاقبة .




#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتصار يبدأ من الداخل
- نتغير ولكن لانتطور
- اسلامى ليبيرالى قومى، ثمة وصفه تجمع التناقض الأيديولوجي
- اغواء الكرسى
- الشغب الفرنسى هل ثمة استفادة تاريخية
- كيمياء التطرف فناء الذات فى العقيدة
- من نقد المجتمع الى شتمة
- العمل الاهلى الوسيط الامن للتحول الديمقراطى
- الدولة العربية والتطور المنقوص تزاوج الرأسمالية الناقصة مع ا ...
- العرب ديمقراطية ام ازمة اقامة دولة
- انزعوا رداء الدين عن الاستبداد
- البكاء أمام جثه التراث بين العلمانية وبعبع الديمقراطية
- اسلمة العلوم
- التراث بين ضرورة النقد ورهبة التقديس
- التفسير الانتقائي وفقهاء - الاستيكه -
- أنجاز العقلية العربية الوحيد الاصطفاف خلف صنمية المصطلح
- أنظمة ديموقراطية أم مصالح استراتيجية؟


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبد العزيز الخاطر - العقل المطلق