أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - بوتين .. والعَولمة المتوحِشة














المزيد.....


بوتين .. والعَولمة المتوحِشة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5251 - 2016 / 8 / 11 - 15:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان مافعلهُ " بوتين " في روسيا ، خلال خمسة عشر سنة ، من وَقف التدهور الإقتصادي والإنحطاط السياسي والإجتماعي ، الناتج عن إنهيار الإتحاد السوفييتي ، هو إنجازٌ عملاق بِكُل المقاييس . بِغض النظر ، عن إتفاقنا مع سياساته ، أم لا . ان بوتين أعاد روسيا إلى واجهة العالم وأثبتَ على الأرض ، ان " القطب الواحد " ليس إلا كلام فارِغ . يمكن إعتبار بوتين ( قَيصر ) روسيا الجديد ، من جانِب ، و ( الزعيم ) التقليدي والمُحافِظ ، للحركة العالمية المُضادة ل " عَولمة " النُخَب الأمريكية والغربية ، أي العولمة المتوحشة ، من جانبٍ آخر .
أما " أردوغان " وبِغض النظر أيضاً عن تأييدنا لهُ أو لا ، ورغم كُل حماقاته ، ونزعته الإنفرادية الدكتاتورية في الداخل ، ونهجه الأصولي وعلاقاته مع الجماعات الإرهابية المتشددة في الخارِج ، وطموحاته التوسعية .. فأنهُ مقبولٌ لدى قسمٍ كبير من الأتراك ، والإتحاد الأوروبي عموماً والولايات المتحدة ، لايستطيعونَ عملياً ، الإستغناء عنه ، في هذه المرحلة على الأقل .
أردوغان يدرك جيداً ، ان " العولمة " إذا وصلتْ إلى مدياتها المرسومةَ لها ، فأنها ستُسّبب خسارة فادحة للإقتصاد التركي ، وتُحّجِم كُل طموحاته . " الأردوغانية " إذن ، في تركيا ، هي تعبيرٌ عن السياسة التقليدية المُحافِظة ، ذي الطابع الأصولي والعنصري ، المُقاوِم لل " العولمة " . ولهذا من السَهل الإتفاق والتنسيق مع بوتين .
حتى " ماري لوبين " في فرنسا ، بِكُل يمينيتها وتقليديتها المُحافظة وعنصريتها ، فأنها تقف بصلابة ضد " العولمة " ، ويمكن مقارنتها مع أردوغان ، ويمكن أيضاً تَخّيُل ، التنسيق المستقبلي ، بين " البوتينية " وبين الحركات التقليدية المُحافِظة ، بطيفها الواسِع المُمتَد ، بين أردوغان الإسلامي المُحافِظ ، مروراً بالأحزاب الأوروبية اليمينية الصاعدة ، وصولاً حتى الى " دونالد ترامب " الإشكالي والمُستفِز ! . ( ربما لن يفوز ترامب في هذه الدَورة ، لكن نهج ترامب " الداعي أساساً ، إلى العَودة إلى سياسة أمريكا السابقة قبل سبعين سنة ، والمتمثلة بالإبتعاد عن العالم والإكتفاء بالعيش الرغيد للمواطن الأمريكي والسلام وعدم التدخل " .. باتَ يلقى تأييداً واسعاً لدى المواطنين العاديين بصورةٍ عامة ) .
أنهُ صراعٌ شرس وعميق ، بين العولمة المتوحشة التي تقودها [ النُخَب ] المالية والإحتكارية الغربية الكُبرى ، والهادفة إلى السيطرة على كُل مُقدرات العالم ، وحكومات الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من البلدان الغربية ، ما هي إلا أداة لتنفيذ سياسات تلك [ النُخَب ] .. وبين التقليديين والمُحافظين الجُدُد " ويا للمُفارَقة ، فمن بينهم أقصى اليمين وأقصى اليسار أيضاً " ، الذين يقاومون بكافة الطُرق ، والذين يقودهم اليوم " بوتين " ! . والحروب الدائرة الآن في الشرق الأوسط والحروب التي ستندلع في السنوات المقبلة في أنحاء العالم ، هي من ضمن ، ذلك التنافُس بين العولمة المتوحشة الأمريكية الغربية ، من جهة ، وبين المقاومين لها .
..........................
أينَ نحنُ ، العراق وبضمنه أقليم كردستان ، من هذهِ الحسابات والصراعات الدولية والأقليمية .. وماذا عند ساستنا وقادتنا ، لمواجهة تلك المعادلات الصعبة والخطرة .. ماذا لدينا من الخطط والدراسات ل " فهم " ما يجري ؟ هل سنظل مُجّرد حمقى ، لايفقهون شيئاً ، وكُل سياستنا ، مُجّرَد ردود أفعال خرقاء ، لما يقوم بهِ " الآخرونَ " تجاهنا ؟
مقالي المقبل ، سيكون عن زيارة أردوغان الى روسيا ، والتأثيرات المتوقعة على الكُرد عموماً .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ثّمة أمل ؟
- كافكا .. وأشياء أخرى
- غِطاء القِدْر
- خُدَيدا
- الوشائِج التي تجمعنا
- مناخ أوروبا لا يُساعِدُ على الكِتابة
- فُلان الفُلاني .. إنسانٌ طّيِب
- على سبيل الإحتياط
- التوقيت المناسِب
- الضمير
- بريطانيا تتحّرر من - الإستعمار - الأوروبي
- كما هو ظاهِر .. كما هو حاصِل
- بعض ملامِح الوضع في الأقليم
- إتجاهات الرِياح
- مُصارَعة إستعراضية
- لن نغرَق
- سوء فِهم
- رواتب مُتأخِرة
- لا تُعانِق الخَوَنة
- ليسَ إلا


المزيد.....




- الاحتلال يزعم إحباط تسلل قرب رام الله ويقتل فلسطينيا في نابل ...
- ترامب: موقف الجيش الروسي في حصاره لقوات كييف في كورسك قوي لل ...
- ترامب يتوقع أخبارا -جيدة- من روسيا وستارمر يشكك في جدية بوتي ...
- إعلام: السلطات الأمريكية تخطط لفرض قيود على دخول المواطنين ا ...
- قائمة بالجنسيات.. السلطات الأمريكية تخطط لمنع مواطني دول عرب ...
- ترامب حول مفاوضات وقف النار بغزة: الوضع معقّد للغاية.. نأمل ...
- رجل أعمال يرفع دعوى ضد نائبة أمريكية اتهمته بـ-الاعتداء الجن ...
- روبيو: الولايات المتحدة تعارض فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جد ...
- تعيين ملياردير أمريكي نائبا لوزير الدفاع
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على مشروع قانون تمويل مدته ستة أش ...


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - بوتين .. والعَولمة المتوحِشة